زهدي الشامي عن المبادرة المصرية لحلحلة الأوضاع في غزة: ولدت ميتة ومرفوضة من حماس والجهاد وحتى منظمة التحرير.. وتمثل خصمًا من رصيد مصر السياسي
كتب – أحمد سلامة
انتقد الخبير الاقتصادي، عضو المكتب السياسي لحزب التحالف الشعبي، الدكتور زهدي الشامي، المباردة المصرية لحلحلة النزاع في غزة، مؤكدًا أنها “ولدت ميتة”، حسب وصفه.
وقال الشامي “لاشك أن مصر رغم مواقفها العامة المقبولة في مواجهة مخطط التهجير القسري للفلسطينيين قد خسرت من رصيدها بالمبادرة المرتبكة والمتناقضة التي قدمتها السلطات المصرية للفلسطينين ولم تقبلها لا حماس ولا الجهاد ثم أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية بدورها رفضا صريحا لها.. وبالتالى فلا يوجد استنتاج آخر سوى أنها ولدت ميتة”.
وأضاف الشامي حول الأخطاء الرئيسية التي وردت في المبادرة ومنها “أولا- أنها تتحدث فى البداية عن هدنة مؤقتة لأسبوعين، وبهذا ترجع للخلف وتتخلى عما يتمسك به الفلسطينيون وطرحته القمة العربية وأصبح مطلبا اجماعيا لدول العالم ما عدا أمريكا وإسرائيل بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار”.
وتابع “ثانيا – تتحدث عن ترتيب البيت الفلسطينى وإعادة صياغة هياكل الحكم في فلسطين المحتلة سواء الضفة أو غزة، وتضع ذلك في المرحلة الثانية قبل وقف إطلاق النار ثم الانسحاب الإسرائيلي في المرحلة التالية، وهي بذلك وضعت أمورًا هي فلسطينية داخلية في اتفاق لانهاء العدوان الإسرائيلي بما يجعل إسرائيل طرفا في الشأن الفلسطيني ويورط مصر نفسها في الشؤون فلسطينية”.
وأردف “ثالثا – نتيجة لذلك فهي تتضمن بصراحة تشكيل حكومة تكنوقراط من مستقلين في الضفة وغزة، وهي بذلك تقول وداعًا ليس فقط لدور حماس وقوى المقاومة بل ولكل القوى السياسية مقاومة أو غير مقاومة ومعها السلطة الفلسطينية الحالية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما دعا منظمة التحرير لرفضها صراحة باعتبار المنظمة هي المعترف بها عربيا ودوليا ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني. وهذا الإبعاد للقوى الفلسطينية المختلفة عن الإدارة في عموم فلسطين أمر يلتقي مع التوجهات الإسرائيلية الأمريكية إلا أنه لا يمكن أيضا تحقيقه عمليا بأي وجه من الوجوه”.
واسترسل الشامي “رابعا – كما نرى فالتقدير الواقع للأمور على الأرض كما يراه الفلسطينيون ومعهم غالبية المحللين الموثوق بهم غير صحيح. فإسرائيل ليست منتصرة بحيث يتم التوصل لاتفاق يميل لمصلحتها بهذا الشكل ويتضمن تنازلا في الأساسيات وفي مقدمتها الوقف الفورى لاطلاق النار والعودة لفكرة الهدن المؤقتة التي تتيح مخرجا لاسرائيل من الضغوط ولا تقدم ضمانة لأهلنا في فلسطين ضد المزيد من القتل والتدمير، بل هي قد انغرست في أوحال غزة، ولا تستطيع تحقيق أهداف نتياهو وزمرته، وهي الآن تترنح بقوة وتتعرض لخسائر يومية، وبالتالي فنحن في المرحلة الأخيرة لما يسمونه عملية عض الأصابع، وهي مرحلة لن يقبل الفلسطينيون بإبداء ضعف فيها بعد التضحيات الكبرى التي قدمها الشعب الفلسطينى بما يزيد عن عشرين ألف شهيد ومايقرب من عشرة آلاف مفقود وأربعين الف مصاب.. لا أدري من ورط الإدارة المصرية في مثل تلك مبادرة لا يمكن سوى أن تمثل بهذا الشكل خصما من رصيد مصر”.