ريهام الحكيم تكتب: من يحكم العراق ؟(2/ 2).. الحكيم والخنجر والبارزاني والنجيفي
نستكمل فى هذا الجزء التاريخ السياسى لبعض الشخصيات التى أثرت بصورة مباشرة فى رسم المشهد السياسى العراقى منذ 2003 والذي أفرز غضبةً شعبيةً شغلت الرأي العام العالمي وأثيرت تساؤلات حول مستقبل هذا البلد المؤثر بصورة كبيرة فى عملية التوازن الاقليمى، فالعراق الآن يعد ساحة حرب بالوكالة بين ايران _ كأحد القوى الاقليمية الكبرى – والولايات المتحدة . العملية السياسية فى العراق ونجاح ايران فى الهيمنة على بعض الساسة انتج سياسية عراقية تنتصف للجانب الايرانى فى تلك الحرب . ليست ايران وحدها بل تعد تركيا وبعض دول الخليج جزءاً من صراعُ اقليمى يدفع ثمنة شعبُ العراق الذى نهبت ثرواتة ويعيش سكانه تحت خط الفقر.
فمن يحكم العراق
رابعا : عمار الحكيم
(مواليد 1971 ) زعيم تيار الحكمة فى البرلمان 2018 بـ 19 مقعداً. عمار الحكيم هو سليل أسرة الحكيم الشهيرة داخل المجتمع الشيعى العراقى, جدهُ محسن الحكيم المرجع الشيعى المنحدر من عائلة ايرانية وصاحب فتوى ” الشيوعية كفر و إلحاد ” والتى قد اجاز قتل الشيوعيين مالم يعلنوا التوبة باعتبارهم مرتدين عن الإسلام. تلك الفتوى التى مهدت لإنقلاب عسكرى على الرئيس عبدالكريم قاسم – أول حاكم عراقى بعد حقبة الملكية 1958 – والذى حكم عليه بالإعدام 1963.
اما عمه فهو محمد باقر الحكيم المعارض العراقى الذى هرب الى إيران 1979و اسس ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية) و جناحة العسكرى ( فيلق بدر ) فى ايران.
و قد انضم باقر الحكيم الى الصفوف الايرانية خلال الحرب “العراقية- الايرانية” فى الثمانينيات من القرن الماضى, عمل داخل الجيش الايرانى على تعذيب الاسرى العراقيين واسس لحركة ” التوابين ” و التى تكونت من الضباط العراقيين بعد ان تم اخضاعهم لبرنامج غسيل دماغ عقب اسرهم و تحويلهم للجبهة الايرانية فى تلك الحرب . ورفض العديد من الاسرى الانضمام للتوابين واتهموا باقر الحكيم بالخيانة مما عرضهم للتنكيل و التعذيب من قبل القوات الايرانية.
اغتيل باقر الحكيم فى 2003 اثر تفجير كبير فى محافظة النجف جنوب العراق, لم تعرف العناصر الحقيقية التي وقفت خلف التفجير وكل ما قيل عن مسؤولية جنائية لتنظيم القاعدة و حل محله شقيقه عبد العزيز الحكيم ( والد عمار الحكيم )الذي لم يكن يمتلك مواصفات القياده و لا الأسلوب الخطابي السلس في مخاطبة الجماهير.
عمار الحكيم غادر العراق طفلا برفقة والده وعمه خوفا من بطش صدام حسين, درس فى طهران وتخرج من الجامعة الاسلامية بمدينة قم فى ايران.
و فى 2007 كان عمار الحكيم احد اهم الداعيين والمدافعين عن تقسيم العراق لأقاليم تتمتع بحكم ذاتى و تطبيق نظام فيدرالى فى البلاد. عمار الحكيم هو احد المعارضيين لاحتكار بغداد لسلطة اتخاذ القرار و التحكم فى الثروة النفطية.
وقد اكتسبت فكرة تقسيم العراق إلى كيانات تتمتع بالحكم الذاتي زخما في واشنطن في أعقاب اقتراح تقدًّم به اثنان من أعضاء الكونجرس، وهما السناتور جوزيف بايدن من الحزب الديمقراطي والسناتور سام براونباج من الحزب الجمهوري، يقضي بإعطاء سلطة أكثر للأقاليم المقسًّمة على أساس عرقي وديني وكان قرار غير ملزم قد صدر وحظي بموافقة مجلس الشيوخ بعد اضافة جملة ” إذا أراد العراقيون ذلك” طبقا لما ذكر فى موقع بى بى سى .
قضية تقسيم العراق اثارت حساسية كبيرة وخلافات واسعة فى الاوساط العراقية ولم ينجح عمار الحكيم فى تحقيق حلمه بإنشاء “اقليم جنوب العراق ” حتى كتابة تلك السطور.
تولى رئاسة المجلس الاعلى الاسلامى العراقى 2009 ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية سابقا ) خلفا لوالدة عبد العزيز الحكيم. اتسم عمار الحكيم بأسلوب مرن ولغة دبلوماسية اختلفت عن الحرس القديم فى المجلس الاعلى الاسلامى.
وجاء عام 2010 وارتفعت اسهم عمار الحكيم السياسية كواحد ممن يدير عملية الصراع الداخلى داخل البرلمان و لقب بــ “بيضة القبان ” بمعنى رمانة الميزان فى حسم تشكيل الحكومة بتحالفه مع ائتلاف نورى المالكى على حساب ائتلاف اياد علاوى. هذا التحالف الذى مكن المالكى من الاستمرار كرئيس للحكومة لفترة جديدة ( 2010- 2014 ).
وفى 2018 لم يتمكن عمار الحكيم وائتلافه ( تيار الحكمة) من الحصول الا على 19 مقعداً فقط فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة, و إذ بالحكيم ينتقل إلى صفوف المعارضة بعدما اصبحت التشكيلة الوزارية محكومة بشروط الثنائى («الفتح» بقيادة هادى العامرى و«سائرون» بقيادة مقتدى الصدر ).
وفى الحراك الاخير شهدت محافظة النجف جنوب العراق – الذي أحرق فيه متظاهرون غاضبون القنصلية الإيرانية -محاولات عديدة للمحتجين حرق جزء من ضريح محمد باقر الحكيم ومصادر صحفية تحدثت عن عملية إطلاق النار صدرت عن حراس المرقد وأدت إلى نحو 30 قتيل وجرح العشرات فى تلك المواجهة.
خامسا : خميس الخنجر
( مواليد 1965 ) زعيم حركة ” المشروع العربى فى العراق ” بـ 10 مقاعد فى برلمان 2018 ممثلا عن سنة العراق فى المحافظات الغربية. الخنجر هو رجل اعمال ثرى يتمتع بقوى كبيرة على الصعيد الاقليمى و الدولى.
عُرف عنه التأثير القوى على بعض الساسة داخل البرلمان.
تقدر ثروته بمئات الملايين من الدولارات وله انشطة فى مجالات التصنيع والمصارف والخدمات المالية والعقارات فى اجزاء مختلفة من الشرق الاوسط. الخنجر المنتمى لمدينة الفلوجة السنية يُعد احد الداعيين لإقامة منطقة حكم ذاتى فى غرب العراق, مرتدياً ثوب المدافع عن حقوق سنة العراق ويرى ان ” أقليم غرب العراق ” السنى سيكون فاتحة لجذب استثمارات خليجية و تركية للاقليم.
تحدث دبلوماسيون امريكيون عن الخنجر و ثروته الضخمة وعلاقاتة الوثيقة بدول الخليج و تركيا والتى سمحت له بأن يكون مصدر قوة على الساحة السياسية العراقية.
يحيط الجدل حول تاريخ الخنجر حيث يتهمه البعض بأنه ساعد فى تمويل عمليات مسلحة 2003 ضد القوات الامريكية فى العراق, ويتهمه اخرون انه سَاند انتفاضة العشائر السنية المدعومة من الولايات المتحدة والتى ساهمت فى القضاء على تنظيم القاعدة فى العراق.
وفى الحراك الشعبى الاخير اتهمت الادارة الامريكية ثلاثة من الساسة العراقيين ( قيس الخزعلى واخيه ليث الخزعلى وحسين فالح اللامى) بارتكاب جرائم لحقوق الانسان واستخدام الميليشيات المسلحة فى فتح النار على المتظاهرين السلميين وقتلهم عمداً. واتهمت الادارة الامريكية خميس الخنجر بدفع رشاوى لمسؤلين عراقيين و اختلاس أملاك الدولة ومصادرة الأصول الخاصة لتحقيق مكاسب شخصية وفساد متعلق بالعقود الحكومية و استخراج الموارد الطبيعية.
سادسا : مسعود البارزانى
( مواليد 1946 ) رئيس الحزب الديمقراطى الكردستانى ( 25 مقعد فى برلمان 2018 ) و هو ابن الملا مصطفى البرزانى الملقب بـ ” أبو الثورة الكردية” وتعتبر عائلة البرزانى هى احد اهم اركان الزاوية فى القضية الكردية وهى من تصدرت المشهد السياسى الكردى لعقود طويلة, فجدهُ مسعود الشيخ عبد السلام بارزاني قد اعدمته السلطة العثمانية عام 1914 بعد قيادته تمردا مسلحا ضد الحكم التركي لكردستان.
اما والده الملا مصطفى البرزانى فهو احد مؤسسى جمهورية ” مهباد “اول دولة كردية معاصرة واحد قادتها العسكريين. مهباد كانت دويلة قصيرة العمر غير معترف بها دولياً وسرعان ما قضت عليها ايران 1947و نُفى مصطفى البارزانى الى الاتحاد السوفيتى ثم عاد الى العراق عقب سقوط الملكية وتولى عبد الكريم قاسم حكم العراق 1958.
فى 1961 قاد مصطفى البارزانى ما عرف بـ ” ثورة ايلول الكردية ” ضد حكومة بغداد وانضم مسعود البرزانى الابن الى ميليشيا البشمركة المسلحة. وفى عام 1970 نجح مصطفى البارزانى فى عقد اتفاقية مع حكومة بغداد اقرت بالحقوق القومية للاكراد ولكن الخلاف حول مدينة كركوك الغنية بالنفط تسبب فى افشال الاتفاقية لاحقاً.
توفى البارزانى الاب 1979 و اختير مسعود البارزانى الابن كرئيس للحزب الديمقراطى الكردستانى.
توحد اكراد العراق حول القضية الكردية وحلم الاستقلال ولكنهم اختلفوا فى السياسة فيما بينهم, حيث يتنازع اثنين من الاحزاب الكردية على زعامة الاقليم. الاول هو الحزب الديمقراطى الكردستانى بزعامة مسعود البارزانى ومقره اربيل ( حاصل على 25 مقعداً فى البرلمان العراقى 2018 ) , والثانى هو حزب الاتحاد الوطنى الكردستانى والذى اسسه جلال الطالبانى ومقره السليمانية ( حاصل على 18 مقعداً فى البرلمان العراقى 2018).
فى عام 1991 شهدت محافظات شمال وجنوب العراق انتفاضة ضد حكومة بغداد والنظام البعثى و تحول مسعود من زعيم حزب يشن حرب عصابات ضد بغداد إلى رجل دولة مسئول عن ملايين المدنيين في مناطق كردستان العراق الخارجة عن سيطرة صدام حسين. وتصدر المشهد الكردى كلا من مسعود البارزانى وجلال الطالبانى واحتدم الصراع الداخلى بينهم على الزعامة.
دخل الاكراد فى حرب اهلية فيما بينهم 1994 استمرت اربع سنوات, استعان كلا من البارزانى والطالبانى بتركيا وايران. تدخل صدام حسين لحسم المعركة لصالح البارزانى – بطلب من مسعود البارزانى نفسه – ودخلت القوات الحكومية التابعة لحكومة بغداد مدينة السليمانية ( مركز حكم جلال الطلبانى ) واضطر الاخير الى اللجوء الى ايران.
كان سقوط النظام البعثى فى 2003 بداية لانهاء التنافس بين الزعيمين الكرديين (الطلبانى/ البارزانى ) على السلطة, حيث تولى الاول رئاسة جمهورية العراق – وهو منصب شرفى – و الثانى رئاسة اقليم كردستان العراق لاول مرة وعاصمتها اربيل 2005.
فى 2014 احتل تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش ” مساحات شاسعة من شمال وغرب العراق ( حوالى ثلث مساحة الاراضى العراقية ) وتحالف الجيش العراقى وميلشيا الحشد الشعبى-والتى تعمل بالتنسيق مع حكومة بغداد- وقوات البشمركة الكردية فى مواجهة مشتركة لتحرير المناطق التى احتلها التنظيم المتشدد.
حققت قوات البشمركة نجاحات فى معاركها ضد التنظيم واعلنت حكومة بغداد فى 2017 بقيادة حيدر العبادى رئيس الوزراء النصر على تنظيم داعش و نجاح الجيش العراقى والحشد الشعبى والبشمركة فى تحرير المناطق التى اغتصبها التنظيم.
عقب الانتصار على داعش حاول مسعود البارزانى ان يختم حياته السياسة بإنجاز عظيم و تحقيق الحلم الكردى فى الاستقلال. اعلن البارزانى عن اجراء استفتاء – وصف بالتاريخى – للانفصال عن جمهورية العراق فى 2017 واعلان الدولة الكردية التى طالما حلم بها.
هذا الاستفتاء عارضه اطراف عدة داخل العراق و خارجة ( خاصة ايران وتركيا ) ودافع عنه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى. نجح الاستفتاء بنسبة 93 % موافقة على قرار الانفصال و اعتبر انتصار كبير للبارزانى.
لكن سرعان ما تحول هذا الانتصار الى كابوس حيث اعتبر حيدر العبادى رئيس وزراء العراق هذا الاجراء انقلاباً على الدستور والقانون وخطوة تعرض استقرار العراق الى الخطر. ولوحت انقرة باتخاذ خيارات عسكرية واقتصادية ضد الاقليم.
تشكل حلف يجمع بغداد وطهران وانقرة لمواجهة قرار الاكراد سياسياً واقتصادياً واصطفت الولايات المتحدة الحليف الرئيسى للاكراد بجانب حكومة بغداد. تحرك الجيش العراقى وميلشيا الحشد الشعبى المدعومة من ايران الى الاراضى المتنازع عليها بين بغداد واربيل. استطاعت القوات العراقية السيطرة على كركوك ومدن اخرى كانت تحت سيطرة القوات البشمركة الكردية عقب حرب داعش.
اعتبر هذا التصعيد من حكومة بغداد نكسة دفعت بالبارزانى للاستقالة من رئاسة الاقليم. تلك الاستقالة التى جائت على وقع الخلافات و الاستقطاب السياسى -داخل الاقليم- على عملية الاستفتاء و نتائجه.
ويعتبر اقليم كردستان فى شمال العراق نموذجاً مصغرً من دولة اوربية , متفوقاً على بغداد العاصمة بعكس محافظات غرب و وسط وجنوب العراق التى تعانى من سوء للاحوال الاقتصادية وضعف فى الخدمات والبنية التحتية.
سابعا: أسامة النجيفي
( مواليد 1954 ) زعيم تحالف ” القرار العراقى ” السنى بـ 14 مقعداً برلمان 2018 و هو سليل أسرة سياسية بارزة في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى شمال العراق ، ويعتبر واحداً من أبرز الشخصيات السياسية السنية في الفترة التي تلت انهيار نظام صدام حسين. وتولى وزارة الصناعة والمعادن عام 2005 في حكومة ابراهيم الجعفري ثم رئاسة البرلمان العراقي في عام 2010.
وكان النجيفي على خلاف كبير مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بسبب ما اعتبره “انفراد المالكي بالسلطة و تعمده لتهميش السنة.” كما صرح النجيفى عن تهديد ايرانى مسبق فى 2014 لاسقاط مدينة الموصل. وبعد سقوط الموصل – ثاني اكبر المدن العراقية – في يد تنظيم الدولة، أصدر النجيفي بيانا يحمل فيه قيادة الجيش العراقي ورئيس الوزراء نورى المالكى المسئولية عن سقوط المدينة .
كان ( أثيل النجيفى ) شقيق اسامة النجيفى حاكماً للموصل وقد تعرض لانتقادات من العديد من وسائل الإعلام العراقية، التي اتهمته بالمسؤولية عن سقوط المدينة في يد تنظيم الدولة 2014، ودعت إلى إقالته من منصبه.
ويحظى النجيفي بدعم تركيا التي لا زالت تحتفظ بقوات لها في قاعدة عسكرية قرب بعشيقة في محافظة نينوى العراقية. اسس حزب ( العراق متحدون ) 2017 وهو الداعم لعروبة العراق حيث يوصف سكان مدينة الموصل بالأفراط فى النزعة العروبية ويرجع ذلك لقربهم من اقليم كردستاد العراق ذو الاغلبية الكردية والحساسية العرقية بين الطرفين.
تعرضت مدينة الموصل فى شمال العراق – لم تشارك فى الحراك الشعبى الاخير- لدمار البنية التحتية عقب احتلال تنظيم الدولة الاسلامية فى 2014. وقد اشار تقرير المجلس النرويجى للاجئين (2018) ان هناك اكثر من 380 الف شخص من سكان المدينة بلا منزل وان الجانب الغربى للمدينة مازال مدمر بالكامل وهناك صعوبة فى الحصول على مياه الشرب والخدمات الصحية.
و اخيرا النائب السابق مشعان الجبورى
( مواليد 1955 ) عضو لجنة النزاهة فى برلمان 2014 و صاحب التصريح الشهير فى احد الفضائيات العراقية والذى اعترف على نفسه بتقاضى رشوة ملايين الدولارات لإغلاق ملفات تتعلق بالفساد فى 2016 واكد النائب فى الحلقة ان جميع السياسيين واصحاب المناصب الرفيعة فى العراق ” فاسدون ومرتشون”.
اذن وقع العراق منذ 2003 بين مجموعة من الاحزاب والتحالفات سياسية اتخذت من الخطاب الطائفى و الفساد و التدخل الخارجى نهجا للحكم نتج عنة فشل فى ادارة اركان الدولة وتحولت الدولة العراقية الى ارضا لتصفية الصراعات الاقليمية و الدولية فى المنطقة. هذا الاداء السيئ الذى استفز الشارع العراقى وخرج الحراك الشعبى الاخير ليطالب باسقاط جميع الاحزاب والساسة المشاركين فى العملية السياسية منذ الغزو الامريكى.
وتعتبر الثورة العراقية السليمة الاخيرة هى الامل لعودة بلاد الرافدين كسابق عهدها دولة قوية موحدة و محورية فى المحيط الاقليمى والدولى.