رمضانه خلف القضبان| محمود حسين سجين بسبب حلمه بـ”وطن بلا تعذيب”: متنسونيش هنا
كتب – محمود هاشم:
“رمضان كريم عليكم ، محمود هيقضي رمضان في السجن علشان لابس تيشيرت مكتوب عليه “وطن بلا تعذيب” من 10 سنين ، خليكم فاكرين محمود واللي زيه مكانهم هيكون ناقص وسط عائلتهم”.
بتلك الكلمات دعت أسرة محمود حسين، الشهير بـ”معتقل التيشيرت”، إلى مواصلة دعم مطلب الإفراج عنه، بينما يحل عليه شهر رمضان، وهو ما يزال قابعا خلف القضبان، فيما لا تتوقف المناشدات بخروجه، لتعود البهجة والأجواء الرمضانية الغائبة عن أسرته، منذ إعادة القبض عليه.
في عام 2014، تم اعتقال محمود حسين – البالغ من العمر 18 عامًا حينها – تعسفيًا وتعرض للتعذيب بسبب ارتدائه قميصًا يطالب بـ”وطن بلا تعذيب “.
في رسالة شقيق محمود إليه، كتب: “كان يوم اعتقالي هو اليوم الذي عرفت فيه أنك أيضًا تم اعتقالك، معرفة أن شقيقك الأصغر قد اعتقل وتعرض للتعذيب هو واحد من أسوأ الأشعور في العالم”،
ولمدة 789 يومًا، استمرت السلطات في احتجاز الشاب قيد الحبس الاحتياطي في سجن طرة دون توجيه أي تهم رسمية له، وفي عام 2015، قدمت منظمة حقوق الإنسان روبرت كنيدي عريضة إلى مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة حول الاعتقال التعسفي، مؤكدة عدم قانونية اعتقاله، قبل أن يتم الإفراج عنه بكفالة في مارس 2016.
وكان قد صدر ضد محمود حكم غيابي بتاريخ 26 فبراير 2018 من محكمة جنايات أمن دولة طواريء، بالسجن المؤبد بزعم حيازته مفرقعات في قضية النيابة العامة رقم 37883 سنة 2017 قسم المرج ورقم 3734 كلي، وهي القضية نفسها التي سبق حبسه على ذمتها أكثر من سنتين وأفرج عنه بعد مناشدة الكاتب إبراهيم عبد المجيد للرئيس السيسي في لقائه بالمثقفين في عام 2016.
وصدر الحكم في غياب محمود ودون مشاركة من محاميه، ودون تقديم أي دليل يثبت هذه التهمة، وبانتهاك للإجراءات القانونية العادلة، بحسب أسرته ومحامييه، بعد مرور 7 سنوات، لم يتمكن الشاب من الاستمتاع بالحرية الكاملة على الرغم الإفراج عنه، حيث لم تسقط القضية الموجهة ضده، وظل خطر إعادة الاعتقال يهدده بشدة، وفي 5 سبتمبر 2023، تم القبض عليه للمرة الثانية على أساس الحكم الصادر ضده.
ومؤخرا، قررت المحكمة القضية لجلسة 23 أبريل القادم، مع استمرار حبس محمود وإلزام النيابة العامة بتقديم أصل القضية، وإعادة مرافعة الدفاع مرة أخرى.
ومحمود محتجز حاليًا في سجن بدر 1، تحت المراقبة المستمرة، ويعاني من ظروف غير إنسانية، حيث باتت صحته العقلية والجسدية مهددة بسبب الإساءة والإهمال الطبي الذي تعرض له خلال احتجازه الأول في سجن طرة.
وقالت أسرة محمود إن سجنه لأكثر من سنتين كان كابوسًا بالنسبة لها، فالسجن هو مكان يقتل الأحلام، مضيفة: “إن إطلاق سراحه الأولن السجن كان محاولة للهروب بالنسبة لنا وبالنسبة له، ولكن تأثيرات الاحتجاز الصعبة ما تزال تدوم، الآن، بعد أكثر من 7 سنوات،نجد أنفسنا نعيش في الكابوس نفسه مرة أخرى، تحت ظروف أصعب بسبب حالته الصحية الصعبة، ومع ذلك، سنحاول دعمه بكل الطرق لأنه يستحق حياة أفضل. المطالبة بوطن بدون تعذيب ليست جريمة تستحق الاحتجاز، ولا ينبغي أن يقضي أفضل أيام حياته وراء القضبان”.