رشا رفعـت شاهين تكتب: (بَزَغْ)
الاماكن المشبوهة هي الأكثر امتاعا والمغامرة هي الأكثر إشباعا، بزغ بزغ بزغ كلمة تترددفي ذهني بدون سبب،من الذي بزغ؟ وما فائدة بزوغه؟ القمر يبزغ كل يوم ونعرف بعضاً من فوائد بزوغه ذاك بينما نجهل الكثير ، نحن جهلاءجدا، فكرت، هذان الذراعان اللذان اصبحت امتلكهما كيف يسمحان لي بالطيران إذا أردت أن أطير ؟هذا الجسد يحتاج إلى فقدان الوزن ، أرسلوا لي جندياً صارماً شكشك أصابعي يوميا ليعيد الإحساس إلى ضميري ويقول: افيقي، استيقظي، واجهي اخطائك والامك، محبتك وشقائك ، يأتي إلي متنكرا في صورة عامل الصيدلية حاملاً جهازاً رقميا لقياس السكر الذي تمرد فجأة في دمي !!السكر كيان منضبط تماما يحب التقيد بالمواعيد والأنظمة والتقاليد رغم ما يبعثه من سعادة ماجنة ورغم وجوده في أغلب الخمور، يحب اللعب حسب قوانينه هو ، لا يحترم الأسي علي الفقدان فهو نوع من الغرور، فيلسوف عبثي، يعرف ألا شيء يستحق وأن السعادة الهادئة دليل الوصول إلى الحكمة وخير رفيق للطريق، يبدو ان ميعاد طيراني قد أزف لذا علي التخلص من أعباء الجسد، وهاهي الرسل تأتيني محذرة أن استعدي إما للحياة أو لغيرها وحتماً سوف تكون هناك مفاجأة، موت أبي كان مفاجأة فهو لا يموت ! كنت اعتقد انه ينتمي إلى نور لا ينطفيء وبقاء لا ينتهي ولكنه ذهب، جاءت الرسل لتخبرنا بأننا فانون، وأننا نموت ونختفي ونوضع في قبور مثل كل هؤلاء الذين فجروا شراً وحقداً وخراباً، ابي معهم في قبر واحد، كل معجزاته وكراماته اندثرت في تراب القبر، حياته المملوءة بالسكر فقدت طعمها، علي ألا أقفز فرحة بعد الآن، أن اتجهز للوقار والصمت، الأفراح ربما هي مجرد خدعة، حلوي يُذهبون بها عقول الاطفال ولم أعد طفلة، الحزن والوجد والكآبة سكر الكبار، مازال دمي متمردا يتراقص مثل افعي، فرس احمر يحتاج إلى ترويض، طفل يخفيه جسد امرأة ناضجة تحلم كالصغار وتتصرف مثلهم، لقد فهمت الدرس تقريبا أرجو ألا يستمر العقاب والشكشكه.