رسالة وسؤال وقائمة ب ٢٧ محبوسا إلى نقيب الصحفيين و12 عضو مجلس و 13 ألف عضو جمعية عمومية.. هل الصحافة جريمة؟

«درب» يرصد 27 صحفيا رهن الحبس بين أشهر و3 سنوات ويواجه جميعهم اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها

رسالة من الزميل رؤوف عبيد يطالب «الصحفيين» بالتدخل والإفراج عنه: تحولتم من شهود على ظلمي لمشاركين فيه

كامل: رسالة رؤوف لا تحتاج تعليق فكل حرف فيها ينزف ألما على حالنا وعلى حال كل الزملاء الصحفيين المحبوسين

كتب- درب

«ماذا فعلتم من أجل رفع الظلم عن زميلكم».. كلمات وجهها الزميل الصحفي رؤوف عبيد، المحبوس احتياطيا بتهمة نشر أخبار كاذبة، إلى نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة والزملاء الصحفيين، في رسالة من محبسه في سجن القناطر بعث بها أخيرا لحث النقابة على التدخل للإفراج عنه.

تلك الثمان كلمات التي جاءت في رسالة الزميل رؤوف عبيد تحمل سؤالا بسيطا وعميقا في الآن نفسه لجموع الصحفيين وعلى رأسهم النقيب ومجلس النقابة لا يسأله «عبيد» وحده بل ما يزيد عن 25 صحفيا خلف القضبان. 

في كل مرة ننشر تقريرا عن زملاء المهنة القابعين في غياهب السجن نأمل أن يحرك ذلك ساكنا للسلطة وتدرك أن «الصحافة ليست جريمة» وتطلق سراح الزملاء المحبوسين، لكن هذه المرة جمهورنا المستهدف – في التقرير – نقيب و12 عضو مجلس وما يزيد عن 13 ألف صحفي؛ نذكرهم بزملاء لهم خلف القضبان لم يرتكبوا جرما وإنما مارسوا عملهم الصحفي لتنوير المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه. نذكرهم فيما يلي بالأسماء وبعض رسائلهم ورسائل أسرهم.

أحمد علام، محمد إبراهيم «أكسجين»، حمدي الزعيم، توفيق غانم، هشام عبدالعزيز، مدحت رمضان، أحمد سبيع، بدر محمد بدر، محمد فوزي، مصطفى الخطيب، ربيع الشيخ، كريم إبراهيم، حسين كريّم، علياء نصر، محمد سعيد فهمي، بهاء الدين إبراهيم، أشرف حمدي، عبدالله سمير، محمد أبراهيم مبارك، أحمد أبو زيد، محمد أبو المعاطي خليل،  مصطفى محمد سعد، دنيا سمير، صفاء الكوربيجي، والإعلامية هالة فهمي.. هؤلاء 25 صحفيا محبوسين على ذمة قضايا سياسية، بين حبس احتياطي دون إحالة إلى المحاكمة أو حبس بقرارات من محاكم جنح وجنايات أمن الدولة الاستثنائية.

وإلى جانب هؤلاء، يوجد أيضا (م. د)  وهو صحفي بجريدة الأهرام التعاوني، حاصل على إجازة بدون مرتب ويعمل في تلفزيون الصين المركزي. توجه إلى مقر عمله في بكين في الأسبوع الأول من سبتمبر 2022، ولم يصعد للطائرة ولم يعد للمنزل وتم احتجازه قبل الصعود للطائرة.

وأيضا هناك (ش.ع) وهو مترجم صحفي بإحدى الوكالات الأجنبية، محبوس احتياطيا بسجن القناطر رجال 1 على ذمة القضية ٨٥٣ لسنة ٢٠٢١ منذ يونيو 2021 بتهمة بنشر أخبار كاذبة وسوء استخدام تواصل اجتماعي

ويواجه جميعهم اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها.

شركاء في الظلم!

في رسالته الأخيرة قال الصحفي المحبوس رؤوف عبيد لمجلس نقابة الصحفيين: «وقع عليّ ظلم وأصبحتم أنتم شاهدون عليه، وتحولتم من كونكم شهودا على ظلم، إلى مشاركين فيه، وذلك عندما منعتم صوتي أن يصل إليكم وإلى زملائي وامتنعتم عن نشر أزمتي بأي من الصحف أو المواقع، ولو كانت على شكل استغاثة أو نداء ولا أقصد من الرسالة هذه جلدكم ولكني أحاول أن أنقذ مسؤوليتكم تجاه زميل لكم وقع عليه ظلم فقلمى يترفّع عن كتابة ووصف أحوالي التي لا أستطيع أن أدفعها، فهي تحاصرني من كل جانب. وأخيراً إذا وصلتك رسالتي فاعلم أنك مسؤول أمام الله أولاً وأمام ضميرك المهني والإنساني، إن لم تفعل شيء من أجل رفع الظلم عني وعودتي إلى حريتي التي سُلبت مني وإلى اسرتى الصغيره».

من جانبه، تضامن محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، مع مطالب الصحفي رؤوف عبيد. وقال كامل «رسالة الزميل المقيدة حريته والتي أشعرتني بالعجز هي رسالة واضحة لمن لا يرى وفاضحة لحالة العجز التي أصابتنا جميعا». 

وأضاف عضو مجلس النقابة: «رسالة الزميل المحبوس لا تحتاج لأي تعليق فكل حرف فيها ينزف ألما على حالنا وعلى حال كل الزملاء الصحفيين المحبوسين وعلى حال كل مصري محبوس دون وجه حق». 

«عايز ألعب معاه»

في رسالة مؤثرة، طالب فارس حمدي، ابن المصور الصحفي حمدي مختار، الشهير بحمدي الزعيم بإطلاق سراح أبيه، لافتا إلى أنه يريد اللعب معه والذهاب إلى مدرسته رفقة والده. 

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=435801125348991&id=100067573209796

وقال فارس في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، 22 أكتوبر 2022: «أنا فارس ابن المصور الصحفى حمدى مختار.. بابا بقى له سنتين محبوس»، مضيفا: «يا عم طارق العوضي انا شوفتك في التلفزيون بتقول إن الصحفيين كلهم هيخرجو.. ليه بابا مخرجش لغاية دلوقتي».

وتابع: «عايز العب معاه وعايزه يوديني المدرسة».

وختم رسالته قائلا: «ياعم طارق العوضي أنت قولت في التلفزيون كل الصحفيين هيخرجوا بابا ليه مخرجش بقى».

وتجاوز المصور الصحفي حمدي الزعيم 650 يوما رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر أمن دولة، منذ القبض عليه في يناير 2021 وحبسه احتياطيا منذ ذلك الحين.   

«ليه أنا ممعيش بابا»

في سبتمبر الماضي، كشفت إيمان محروس، زوجة الصحفي المحبوس أحمد سبيع، في منشور لها على «فيسبوك» عن افتقاد ابنتها الصغيرة لوالدها، لافتة إلى أن الابنة تسأل «كل البنات والأولاد معاهم باباهم ليه أنا ممعيش بابا؟».

وقالت زوجة الصحفي أحمد سبيع في منشورها: «سيرين بتقول ماما عايزة أقولك حاجة، قولتلها قولي يا حبيبتي، قالتلي أنا بابا وحشني قوي عايزة أقوله حاجة، قولتلها قولي؛ قالت: وحشتني يا بابا».

وأشارت إيمان محروس إلى أن طلفتها أخبرتها أنها تريد أن يحضنها والدها ويقبلها، ثم استطردت الطفلة الصغيرة قائلة: «بس كل البنات والأولاد معاهم باباهم ليه أنا ممعيش بابا؟».

وختمت محروس منشورها قائلة: «ممكن حد يرد على تساؤل طفلتي الصغيرة اللي اتحرمت من باباها من قبل ما تعرف حتى تنطق كلمة بابا».

يذكر أن اللجنة الدولية لحماية الصحفيين، ذكرت، ديسمبر الماضي، في تقريرها الذي يوثق إحصاء الصحفيين السجناء حول العالم، أن مصر جاءت في الترتيب الثالث عالميا على قائمة الدول التي تحتجز أكبر عدد من الصحفيين، حيث بلغ عدد الصحفيين السجناء فيها 25 صحفياً في عام 2021.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *