رحاب إبراهيم تكتب: في صحتك.. العلاقة المؤذية

باب تحرره – رحاب إبراهيم

معرفة نوع العلاقة وتصنيفها مهم جدا لتفادي الوقوع في مشاكل وأحزان يمكن تجنبها

النوع هنا غير مقصود به وضعها كصداقة أو قرابة أو ارتباط عاطفي

أيضا غير مقصود به إن كانت مؤقتة أو مستمرة

لا

المقصود هو كنهها …ماهيتها .. ال

identification

وما أهمية هذا التعريف؟

 لأنك قد تكون واقعا تحت تأثير علاقة مُسيئة دون أن تدري

الإساءة التدريجية يمكن تمريرها بسهولة

وفجأة تجد نفسك متورطا …في المنتصف تماما

بلا اتجاهات

هل تصنيفك للعلاقة بأنها مؤذية ينهيها ؟

ربما لا ..وربما ليس فورا.

لكن بمجرد أن تعرف ذلك سوف يستمر عقلك على المستوى اللاواعي في التفكير 

إلى أن تفاجأ بنفسك وقد أنهيتها وانتهيت منها بلا جهد كبير

تماما كما تبتعد تلقائيا عن أي مصدر للأذى

وهذا عكس الحرمان تماما

حين تحاول اتباع نظاما غذائيا صحيا وتظل تعذّب نفسك بتمنّي كل ما يجب عليك الابتعاد عنه

بل ويلعب الخيال دوره في إضفاء المزيد من الجاذبية عليه ..جاذبية ربما تكون غير موجودة في الواقع

بالتأكيد سوف تزيد معاناتك

أما عندما تفكر بشكل واع في أن هذه الأطعمة الشهية سوف تتحول إلى ارتفاع في ضغط الدم والكوليسترول ..آلام المفاصل ونوبات قلبية وغيبوبة سكر …هكذا سوف يكرهها عقلك ويصبح ممتنا للابتعاد عنها

ربما لا تستطيع الابتعاد حالا وفورا …ربما تستغرق وقتا في الحنين

ربما تعيد المحاولات

حسنا…كل هذا جيد

لأنك بعدها سوف تصل لنقطة اللاعودة…بلا أسف ولا غضب ولا ألم

إذن ..

كيف أتعرّف على العلاقة المؤذية؟

هي العلاقة التي ينطبق عليها معظم هذه السمات أو كلّها:-

1-غالبا ما تكون هذه العلاقة قد مرّت بفترة ذهبية من التألّق , ثم انطفأت تدريجيا وبلا سبب واضح أو موقف محدد  مما يشعرك بالحنين وبإمكانية استعادتها مرة أخرى .

2-هي علاقة غير داعمة …لا تجدها في أوقات الشدة والاحتياج , بل تجدها  حين تمتلك أنت القدرة على العطاء فقط.

3-حين تكتفي من الشخص بمجرد وجوده فقط…هذا الوجود الذي يضفي عليك السعادة بلا سبب بينما في الحقيقة هو\هي لا يبذل أي جهد لمنحك هذه السعادة ..بل ربما يعتبر كذلك أن مجرد وجوده في محيطك هو منحة ربانية عظيمة ..لاتغضب !أنت من سرّبت إليه هذا الشعور بلا قصد.

4-هي علاقة لا تمتلك شجاعة الإنهاء..لذا كلما أصابك الإحباط والفتور ورغبت في الابتعاد أعادك بسرعة بإبداء أي قدر من الاهتمام كيّ يظل محتفظا بك في محيطه مستمتعا بعطائك المجاني.

5-هي  علاقة تستهلكك ولا تضيف إليك ..بها أنت لست شخصا أفضل لا من حيث القدرة على  الإنجاز ولا من حيث الاستمتاع بالحياة ولا من حيث هدوء المشاعرواتزانها.

6- يجيد الطرف الآخر تحويل كل المواقف لصالحه ..بحيث تتمحور العلاقة كلها حوله فقط ..مشاعره ,مشاكله ,أحلامه ,واحتياجاته بحيث لا يتبقى لك سوى تطويع حياتك وتصرفاتك كي تواكب ما يتعلّق به فقط.

-علاقة تفتقد إلى الوضوح والمباشرة , مليئة بالعديد من المواقف الملتبسة والكلمات متعددة الاحتمالات ومختلفة التفسير.

حسنا

هل انت خاضع لعلاقة من هذا النوع ؟

لقد عرفت ذلك الآن وهذه هي الخطوة الأهم

ربما تستغرق وقتا للنجاة

لكنك سوف تنجو في النهاية

لأن المعرفة قوّة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *