رئيس «مقاولي التشييد» في إفريقيا: شركات مصر جاهزة لإعادة إعمار غزة ونعتبرها «مهمة قومية»
أكد المهندس حسن عبد العزيز، رئيس اتحاد مقاولي البناء التشييد في أفريقيا وعضو اتحاد مقاولي مصر، أن الشركات المصرية جاهزة لإعادة إعمار غزة من اللحظة الأولى لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن إعادة إعمار القطاع بالنسبة للشركات المصرية الخاصة والعامة هي مهمة قومية وليست أعمال ربحية.
ونقلت وكالة «sputniknews» عن عبد العزيز، قوله إن «ما أعلنه الرئيس السيسي من تقديم 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة سيكون في شكل مشروعات وخامات وإنشاءات وليس في هيئة مبالغ مباشرة»، لافتا إلى أن «الدولة سترى ما هي احتياجات غزة الآن، إنشاء مستشفيات جديدة وترميم مستشفيات تضررت خلال العدوان».
وأضاف عبد العزيز: «الشركات المصرية ستحصل على الخامات من مصر وتقوم بالعمليات اللازمة في غزة والحكومة المصرية هي من سيدفع للشركات، نفس الأمر بالنسبة للطرق التي ضربت في القصف ومحطات المياه والكهرباء والمرافق وغيرها».
وأكد رئيس اتحاد مقاولي البناء التشييد في أفريقيا أن «هناك رغبة حقيقية من الدولة المصرية في تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة بعد ما ألحق بها من دمار جراء العدوان، مصر ستقدم إنشاءات وأعمال مباشرة ومواد خام بالقيمة التي أعلنها الرئيس، والشركات المصرية متأهبة للقيام بالمهمة من أجل أشقائنا في غزة».
وقال إن «الشركات الخاصة وشركات الدولة ستقوم جنبا إلى جنب بعملية إعادة الإعمار، المشروعات القومية التي شيدت في مصر في السنوات الماضية كانت فرصة لتطوير وفرز الشركات المصرية الخاصة والعامة وأصبح لدينا شركات عملاقة وما أنجزناه في مصر سننجزه في غزة».
وأضاف: «هناك 50 شركة مقاولات وإنشاءات مصرية في مختلف التخصصات مؤهلة اليوم للعمل في الخارج بناء على تقييم وزارة الإسكان واتحاد المقاولين المصريين، لن تعمل الخمسين شركة كلها في غزة بطبيعة الحال، ولكن هذا يعني أن في مصر الإمكانيات اللازمة لإعادة إعمار غزة وفي وقت قياسي أيضا وعلى أعلى مستوى».
وأوضح عبد العزيز أن «دور مصر في إعمار غزة ليس وليد اليوم، الشركات المصرية لم تغب في المرات السابقة، اتحاد المقاولين ونقابة المهندسين ونقابة الأطباء والعديد من الجهات الأهلية كانت تقوم بدورها جميعا تجاه غزة، أرسلنا من قبل سيارات إسعاف ومعدات طبية وأدوية وأطباء وكوادر بشرية ومواد خام وأسمنت وحديد تسليح».
وشدد عبد العزيز على أن «الشركات المصرية ستتوجه لغزة في مهمة قومية وليس في عمل هادف للربح، والشركات تعرف أنها في مهمة يجب إنجازها في وقت قياسي ودون جني أرباح».
يذكر أن الجهود المصرية نجحت في وقف لإطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في الساعة الثانية من صباح الجمعة بتوقيت فلسطين (الواحدة بتوقيت مصر).
وفي الدقائق الأولى لبدء سريان الهدنة عمت الاحتفالات قطاع غزة، في حين لم تُسمع في الجانب الإسرائيلي أيّ من صافرات الإنذار التي ظلّت على مدى 11 يوما تدوي لتحذير السكان من أكثر من 4300 صاروخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر باتجاه الأراضي المحتلة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كاشفة أنه تم برعاية مصرية.
وصادق مجلس الوزراء الإسرائيلي (الكابينيت) على الاقتراح الذي قدمته مصر بوقف إطلاق النار غير مشروط.
من جانبه، أكد أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، أن الحركة استجابت لتدخل الوساطات العربية وعلقت ضربة صاروخية كبيرة كانت معدة لإسرائيل.
وقال أبوعبيدة: «نقول وبشكل واضح، أعددنا ضربة تغطي كل فلسطين من حيفا حتى رامون، لكننا استجبنا لوقف إطلاق النار لنرقب سلوك العدو حتى الساعة 2 من فجر الجمعة».
يذكر أن أكثر من 250 فلسطينيا بغزة والضفة الغربية استشهدوا برصاص وصواريخ قوات الاحتلال خلال المواجهات الأخيرة، فيما أعلنت وزارة الصحة نزوح أكثر من 40 ألف فلسطيني من منازلهم بسبب القصف العنيف للمناطق السكنية.
وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في بيان أن «أكثر من 38 ألف شخص لجؤوا إلى 48 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة، جراء القصف المدفعي والغارات الجوية التي يشنها الجيش الإسرائيلي بشكل مكثف في مناطق متفرقة من القطاع».
وكانت شرارة الأحداث المتصاعدة هي الاشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية بسبب اقتحامات وإغلاقات للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان الماضي.
وإلى جانب ذلك، جرت محاولات إسرائيلية لتهجير أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، في خطوة ندد بها المجتمع الدولي، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.