رأسمالية القرن 21: تفاصيل طرد أمازون 6عاملين لاحتجاجهم على عدم حمايتهم من كورونا واستقالة نائب رئيس الشركة تضامنا
محمود هاشم
أثارت استقالة نائب رئيس شركة أمازون، تيم براي، احتجاجًا على ما أسماه قرار الشركة طرد زملاء وعاملين في قسم المستودعات لاحتجاجهم على إجراءات السلامة في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، جدلا واسعا، وانتقادا كبير للشركة التي يعد يعد أغنى أغنياء العالم جيف بيزوس رئيسها التنفيذي.
وتجاوزت عائدات الشركة العملاقة 33 مليون دولار للساعة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، في الوقت الذي أغلقت جائحة فيروس كورونا معظم أنحاء العالم، كما تزايدت ثروة بيزوس، ارتفاعا بمقدار 13 مليار دولار هذا الشهر لتصل إلى 145 مليار دولار.
وأعطت زيادة المبيعات أمازون أكبر معضلة في حياتها التي استمرت 25 عامًا: كيفية التعامل مع مجموعة متزايدة من النقاد داخل الشركة حتى الآن، فإن رد فعلها جعل الأمور أسوأ فقط.
وأكد براي، الذي عمل في الشركة ما يقارب 6 سنوات، أن عمليات الطرد “دليل على وجود سمية في ثقافة الشركة”، واحتج العمال يوم الجمعة الماضي على سوء ظروف العمل وعدم كفاية الحماية السلامة، مؤكدين إن الشركة لم توفر أقنعة وجه كافية لهم، كما لم تجري فحوص قياس درجات الحرارة التي وعدت بها، ورفضت منح العمال إجازة مرضية مدفوعة الأجر.
واستشهد براي بواقعة طرد إميلي كانينجهام ومارين كوستا، العاملتين في تجارب المستخدمين في أمازون، في أبريل الماضي، بعد احتجاجهما العلني على سوء معاملة عاملات المستودعات.
كما أشار إلى اعتراضات عمال المستودعات أنفسهم، كورتني بودين وجيرالد برايسون وبشير محمد وكريس سمولز، الذين تعرضوا للطرد أيضا، في الوقت الذي أرجعت الشركة أسباب إقالتهم إلى “انتهاكات للسياسات الداخلية”.
كانت إميلي ومارين جزءًا من مجموعة من العمال ذوي الياقات البيضاء، الذين يدعون موظفي أمازون من أجل العدالة المناخية، الذين دفعوا الشركة إلى تنفيذ سياسات أكثر صداقة للبيئة
كما انتقد كانينجهام وكوستا بشكل علني معاملة أمازون لعمال المستودعات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك تغريدة للتوقيع على عريضة تدعو إلى إجازة مرضية موسعة ، وأجور أعلى وإغلاق المرافق، بعد اكتشاف إصابة عاملين بفيروس كورونا، كما جمعتا مع آخرين أموالا لعمال المستودعات الذين يحتاجون إلى الحجر الصحي.
وطردت الشركة كريس سمولز، وهو عامل آخر كان ينتقد أوضاع المستودعات، ونظم في في أواخر شهر مارس احتجاجًا في مستودع ستاتن آيلاند، التابع للشركة في نيويورك، بعد أن شاهد حالات مرضى بين العمال.
وقالت الشركة إنها طردت سمولز بدعوى انتهاكه سياسة الابتعاد الاجتماعي، في الوقت الذي أوضحت مذكرة من أمازون خطط تشويه سمولز، لقيادته الحركة النقابية والعمالية في المنظمة.
وانسحب عمال أمازون من العمل في المستودعات في نيويورك وديترويت وشيكاجو، لافتين الانتباه إلى نقص معدات الحماية الشخصية، وسياسة الإجازات المرضية التي يصفونها بأنها تقييدية للغاية، في الوذت الذي تتردد الشركة في إغلاق المرافق التي تبثت فيها حالات إصابة.
وأفادت تقارير إعلامية بأن 70 عاملاً على الأقل من أمازون ثبتت إصابتهم بالفيروس على مستوى الدولة.
ويأتي الضغط على النقاد في الوقت الذي يطالب فيه نواب ديمقراطيون وجمهوريون بإجراء تحقيقات في هيمنة أمازون، وإمكانية ربحها من حرب المبيعات خلال الوباء.
واكتشف جون هوبكنز، العامل في مركز توزيع لأمازون في كاليفورنيا، لمدة ستة أشهر تقريبًا، أن الكتيبات التي يوزعها بشأن تنظيم النقابات العمالية في الشركة، للدفاع عن حقوق العمال في ظل أزمة كورونا، تختفي بعد كل مرة يعلقها فيها.
وفي يوم استقالة براي، قدم هوبكنز شكوى إلى مجلس علاقات العمل الوطني ضد الأمازون بشأن الإزالة المستمرة للكتيبات، وتوقف عن مناوبته تضامناً مع الاحتجاج الذي نظمه عمال الأمازون في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وعندما طلبت منه الإدارة المغادرة، قام بذلك بعد أن جادل بأن من حقه التحدث إلى العمال حول الدفاع عن ظروف عمل أفضل.
وبعد عودته من العمل في 2 مايو، اكتشف تعليقه عن العمل بدعوى “انتهاكه سياسة جديدة تنص على عدم البقاء في الموقع إلا لمدة 15 دقيقة قبل أو بعد انتهاء المناوبة”.
وفي تعليقه على جميع هذه الوقائع، أوضح نائب رئيس الشركة في استقالته: “المشكلة الكبرى ليست في تفاصيل الاستجابة لتهديدات كورونا، بل ف س تعامل تعامل الشركة مع البشر في المستودعات كوحدات قابلة للاستبدال والانتقاء، هذا ليس سياسة أمازون فقط، بل رأسمالية القرن الحادي والعشرين في معناها الأوسع”.