ذا ناشيونال: السيسي يحذر المصريين من تصديق الشائعات عن الأزمة الاقتصادية.. وحكومته تُعلن التقشف في ظل انخفاض الجنيه وارتفاع التضخم
كتب – أحمد سلامة
سلطت صحيفة “ذا ناشيونال” الضوء على تصريحات عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والتي طالب خلالها المصريين بعدم الاستماع لغير الحكومة بشأن الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وكان السيسي قد طالب الشعب بالاستماع إلى الحكومة فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية، مؤكدا أن الحكومة “لديها بيانات، وأي اجتهاد من الآخرين مش مكروه بس ممكن يعمل بلبلة”.. مضيفا، خلال فعاليات المؤتمر الأول للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، “في 2023، الظروف صعبة جدا، وده مش معناه إن الحكومة مش هتقوم بدورها، شايف الناس لما تتكلم كلام مش متنظم ولا مترتب، يخوفوا بعض، اسمعوا مننا، مش عشان أصدق من غيرنا، لكن عشان عندنا بيانات”.
وتابع السيسي: هقول تعبير جميل ممكن متنساهوش، بطلوا هري، بطلوا هري، هو إحنا منقدرش كدولة وشعب نصمد أمام أي تحدي، يعني لو مصر ظروفها صعبة هتتخلي عنها، بكلم كل اللي بيسمعني، هو احنا دخلنا حروب ضيعنا فيها أموال مصر، دخلنا مغامرات ضعينا فيها أموال مصر؟”.. مستكملا “الحرب دي مش بتاعتنا، الموقف اللي حصل سواء كورونا أو أزمة روسيا، مصر معملتوش، مصر بتدفع الثمن زي أي دولة”.
من جانبها قالت صحيفة “ذا ناشيونال” إن السيسي “حذر المصريين من تصديق المعلومات غير الدقيقة حول الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد، قائلاً إنه يجب عليهم فقط الاستماع إلى الحكومة بشأن هذا الموضوع”.. لافتة إلى أن تصريحاته “جاءت في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه حكومته عن حزمة تقشف مصممة أساسًا لمعالجة أزمة العملة الأجنبية المستمرة منذ شهور”.. مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الإجراءات، التي نُشرت في الجريدة الرسمية، تضمنت التأجيل إلى أجل غير مسمى للمشاريع التي لم تبدأ بعد بمكون الدولار، وقيود على سفر المسؤولين إلى الخارج، وتعليق استيراد السلع والمواد الأجنبية غير الأساسية”.
وتضيف الصحيفة أن كثيرين يتحدثون عن “عدم جدوى بعض مشاريع البنية التحتية الكبرى الجديدة التي يشرف عليها السيسي شخصيًا”.. مشيرة إلى أن الرئيس المصري طرح خلال كلمته عدة أسئلة من بينها “هل دخلنا في حرب أهدرنا فيها أموال الدولة؟ هل انطلقنا في مغامرات استخدمنا فيها أموال الدولة؟ كفى هذا الهراء”.
وأوضحت “غالبًا ما يُستشهد بفكرة إهدار أموال الدولة في (المغامرات) في إشارة إلى الحرب الأهلية في اليمن في أوائل الستينيات، عندما أرسل الزعيم القومي العربي في مصر جمال عبد الناصر قوات للقتال إلى جانب الجمهوريين ضد الملكيين”.
كما نبهت إلى أن “قرار مجلس الوزراء بتعليق المشاريع التي لم تبدأ بعد؛ يأتي في أعقاب موجة من الانتقادات للمشاريع الضخمة العديدة التي بدأها السيسي منذ توليه منصبه في عام 2014، حيث قال المنتقدون إن بعض هذه المشاريع غير ضرورية أو غير مناسبة للوقت أو باهظة التكلفة وأن الأفضل كان إنفاق الأموال على قطاعات مثل الصحة والتعليم.. فيما دافع الرئيس وحكومته عن تلك المشاريع قائلين إنهم وفروا ملايين الوظائف وعوضوا عقودًا من الإهمال والركود”.
وتستكمل الصحيفة “في غضون ذلك، انخفضت قيمة الجنيه المصري ثلاث مرات في العام الماضي، تاركة قيمة العملة المحاصرة عند حوالي 27 للدولار، بانخفاض عن 16 منذ أقل من عام مضى. ساعدت مرونة آلية الصرف الأجنبي في تأمين قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار، تمت الموافقة عليه الشهر الماضي”.
واختتمت “التضخم يقترب من 20 في المائة وأضرت أزمة الصرف الأجنبي بشدة بالواردات، مما تسبب في نقص وشل الصناعات التي تعتمد على المواد الأجنبية”.