د. منى مينا تكتب: طريقتان للتعامل مع فيروس كورونا
الطريقة الأولى هي محاولة متابعة أي حالة اشتباه بالتحليل والتشخيص والعزل ..والتحليل لمخالطي المريض وعزلهم حتى لو كانوا دون أعراض لتقليل احتمالات نقل العدوى بقدر الامكان .
وفرض الإجراءات الاحترازية بقدر ما تسمح الظروف الاقتصادية وبقوة القانون، وده طبعا يتضمن إلغاء التجمعات والمهرجانات والاحتفالات.
وهناك طريقة أخرى .. اسمها “مناعة القطيع أبسط وأصرح تعبير عنها الجملة المشهورة “اللي ياخده ياخده ..واللي ما ياخدهوش ما ياخدهوش والبقاء للأقوى”.
وهي طبعا سياسة تتضمن عدم الإهتمام بمحاصرة العدوى .. فالعدوى والمناعة المكتسبة نتيجة لها هي طريقة مواجهة الوباء .. حيث تؤكد الإحصائيات العلمية أن 80% من الحالات التي تلتقط العدوى تعبر بأعراض خفيفة أو بدون أعراض تماما، لا يوجد تبعا لسياسة مناعة القطيع أهمية للتحليل لأي مريض بأعراض بسيطة، ولا يوجد تحليل للمخالطين ..ولا أهمية لإلغاء التجمعات والمهرجانات، وبالتالي تنتشر العدوى بشكل واسع .. وتأتي موجات الوباء موجة بعد أخرى، وتكتسب المناعة بالتدريج .
هذه كانت الطريقة التي انتهت بها الأوبئة التي ضربت العالم قبل تطور العلم والطب.
المشكلة فقط أن هناك 20% متبقية من الحالات ..منها حوالي 15% تقريبا بأعراض متوسطة قد يعاني فيها المريض معاناة شديدة فترة تصل لشهر أو أكثر .. ولكنه لا يصل للأعراض المهددة للحياة، و5% بأعراض شديدة واحتياج لمستشفيات وقد تصل لعناية مركزة، وطبعا نسبة من الوفيات تختلف حسب قدرة المستشفيات، وهذا هو الثمن الباهظ الذي يدفع في ترك البشر لمناعة القطيع .
السؤال هل نختار لمواجهة كورونا محاصرة المرض وتشخيص وعزل المرضى وحاملي العدوى بجدية؟، أم نترك مواجهة كورونا لمناعة القطيع؟
أيضا ماهي درجة فاعلية هذه المناعة في مقابل تحورات الفيروس المتتالية؟.