د. ممدوح سالم يكتب: يسألونك عن الأحزاب
يسألونك عن الأحزاب قل لا شيء ملموسا أحدثك عنه، أو أحدثك فيه.. فليس إلا أسماء لكيانات تسمت بمدلولات واعية ولم تع معناها، وتحزبت حول معان راقية ولم ترتق إليها، ونشرت جملة من المبادئ والوعود التنموية ولم تلتزم بتحقيق شيء منها لمسه الآخرون من غير المنتمين إلى تلك الأحزاب.
خمسون حزبا أو يزيد لا تعرف الناس منها غير خمسة أو أدنى تزهو مقارها باللافتات اللامعة في الميادين والشوارع العريضة.. لكن ماذا قدمت هاتيك الأحزاب من توعية حقيقية للجماهير؟ وماذا حققت غير مصالح منتفعيها؟.
في بلادنا دخول الحزب أو الانتماء إليه له مآرب أخرى غير التي يعرفها الناس في بلاد الحزبين أو الثلاثة على الأرجح.. لا أحد يستطيع أن ينكر موروثا لازمنا ولازمناه، وابتلينا به وعايشناه. ما ثم إلا مصالح لأصحابه تكاد لا تتعداه.
ومن حقنا أن نتساءل عن هذه الأحزاب ودورها السياسي والثقافي والاجتماعي والتنموي في البلاد؛ ماذا أفرزت من رجال قادرين على تحمل المسؤوليات الكبيرة التي تنوء بها البلاد؟ وبم ساندت الحكومة في مواجهة التحديات والأزمات ومعالجتها؟
ومن حقنا أن نسأل عن دورها الملموس في فترات الألم التي تواجهها الجماهير والدولة؟ ما الآراء التي صدرتها للمعنيين للتنمية المستدامة على أي صعيد من الأصعدة البارزة كالعلمية أو التعليمية أو الاقتصادية؟ يعني هل ساهمت مع الحكومة في تخفيف معاناة المواطنين من غلاء الأسعار؟ وإلى أي مدى ملموس؟، كيف خففت عن المواطنين توحش الدروس الخصوصية بعد فشل وزارة التعليم في المواجهة؟، هل قدمت، مثلا، رؤيا للمجالس المعنية بتغيير نظم التعليم البائدة والقضاء على أباطرة المراكز التعليمية؟ ما المبادرات المعلنة والفاعلة التي ساهمت بها في مواجهة البطالة؟.
ماذا فعلت على أرض الواقع في توعية الشباب من خطر المخدرات والسموم القاتلة؟، أي المشروعات الكبرى التي يستطيع حزب واحد أن يعلن أنه ساهم في توجيهها أو تبنيها؟!.
حزب واحد أو اثنان هما من يتصدران المشهد بالتضامن مع أجهزة الدولة في الإعلان عن مواجهة الغلاء، وهذا ليس من أولويات أدوارها على التحقيق، لكن لا بأس.. كلنا واحد، وكلنا مهموم والتعاون خير.
دور الأحزاب أن تعمل مع الجماهير يدا بيد في توعية الناس بحقوقها وواجباتها، وأن تثقف الشباب وتهيئهم للقيادة، وأن تخلق كوادر وقيادات واعية لمصرنا التي تستحق أن تكون في صدارة العالمين.