د. ممدوح سالم يكتب: وماذا بعد…؟
في الوقت الذي استغشينا فيه ثيابنا إلا عن:
_ زخم إسفاف الدراما الرمضانية، وبرامج المقالب، فضلا عمن أسميناهم صفوة المجتمع، وتجار شركات الاتصال، ونجوم الإعلانات، وكاميرات الإحسان للجمعيات، وشحاذة التبرعات، وترندات المداح، والعمدة، ورمضاننا، وهلم جرا… نفاجأ بتغير العالم من حولنا تغيرًا لافتا يستوجب التأمل…
إذ فجأة كما يقولون: ثورة الذكاء الاصطناعي المخيفة تفرض نفسها، وتفرد أجنحتها، وتتخطى حواجز التوقعات.
العالم يولي وجهه شطر الصين، ويرتضي قبلتها السياسية، ويؤمن بتحدياتها.. وقريبا، لا عزاء للجانب الغربي وأولياء الدولار ..
بوتين أوشك على إنجاز مهمته في ضوء صناعة عالم جديد، وتحالفات إقليمية مستحدثة لم يكن تصورها بحال.
السعودية تنهي حرب اليمن، تتصالح مع إيران، تنفرد ببرامج الإصلاح، وهيمنة الاقتصاد، وحكمة القيادة.
الكيان إياه يرضخ تحت نيران المقاومة، ويعتدل في الخطاب، ويصيبه ما أصاب القوم من ربيع، كأنه يتحسب لزواله في أقرب صيف.
وأخيرا،
رمضان في مصر حاجة تانية.
فالمصريون، رغم قسوة الغلاء، وسعار الأسعار، يضربون أروع الأمثال للتكاتف الاجتماعي بإقامة أعظم موائد الإفطار في أحيائهم الشعبية…ناهيك عن سلوك المصريين جميعا قبيل المغرب وإفطار العابرين في الطرقات… ليس هذا فحسب، إنما عزمنا السفير على أطول مائدة رمضانية أقامها الناس الطيبون أولاد الأصول.. المطرية.
مصر لم تزل بخير.. وكل عام نحن جميعا بألف خير.