د. ممدوح سالم يكتب: هوس الشهرة وخطيئة التعالم
أفزعني ردود الفعل الواسعة المتجاوبة حد التصديق لشاب محترم مدرب/ بلوجر/ تيكتوكر، أو مُسوِّق (ماركتير)، يقدم محتوى من خلال تجربته بعد دراسته القانون، ثم عدم توفيقه في مشروعات متتابعة، ثم نجاحه المذهل في تجربته في مجال التسويق حتى أصبح مؤسسا مساهما لعدد من المشروعات الكبيرة.. المهم أنه حكى تجربته وقام بتزويد الشباب بنصائح عدة من خلال تجربته.. إلى هنا والأمر يبدو عاديا ومعتادا من جانبه؛ لكن أن يصبح لدى جماهير المتلقين علامة (ترند) ملهما غيره أيًا كان نوع تجربتهم، وتخصصاتهم الأكاديمية، وخبراتهم وميولهم الذاتية، فذلك ما يستحق التأمل من مستويات المعرفة التي تلبستنا بفعل المشاهير!.
تجربة غيرك ليست بالضرورة نسخة من تجربتك، وأنت لست هو، وأنت غيرك، وما تم تسويقه لسنوات من وهم علوم التنمية البشرية وتطوير الذات ليس بالضرورة جميعها على صواب (محرر المقال لديه شهادات عدة من مؤهلات التدريب في ذلك المجال) هذه واحدة.
من جانب آخر لا بد من تأمل ظاهرة هوس الشهرة الذي أصبح مسيطرًا على العديد من الناس بفعل إكسير برامج التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت مهنة تدر على أصحابها من المال ما لا يتصور، وأمسى النكرة بنهار عَلمًا على رأسه نار عند المساء، وأصبح الجميع يهرف بما لا يعرف، وغدا المتعالم في كل مجال، مفتيًا، وعالمًا، ومصلحًا، ويكاد يكون نبيًا لو تتسع له الدنيا.
ليس عيبًا أن تلزم التعلم حتى تتعلم، وألا تتعالم حتى لو لديك من العلم ما تحمله إلا أن تكون متواضعًا، وإلا تصمت، فالصمت خير.
إن التعالم خطيئة تفوق خطأ الجهل لو تعلمون.