د. فؤاد سراج الدين يكتب: هجرة الأفارقة
مازلنا نذكر تقسيم سايكس بيكو، وكيف نهب الاستعمار الإنجليزي والفرنسي والإيطالي ثروات إفريقيا، كيف بنوا حضارتهم من أموال القارة السمراء، ونرى الآن كيف يستمرون في النهب.
في الغرب دولٌ بعينها نهبت وسرقت كنوز شعوب إفريقيا ودعمت الدكتاتوريات الحاكمة التي سلبت الجماهير واستضعفتهم ومنعوا عنهم التنمية والخدمات وحرموهم فرص العمل بل وحرموهم حتى حقهم في التعليم.
دولة مثل( مالي) تملك جبال بها مليون طن ذهب غير باقي المعادن، ونيجيريا تملك مناجم اليورانيوم.. السودان كذلك لا تقل عن دولة القارة ثراء بما تمتلكه من مناج ما يجعل شعبها قبلة للتنمية -إن تغيرت أنظمة الحكم القمعية- غير أنه بفعل فاعل تم إشعال الفتنة والحروب بها.
تلك الثروات لو استخدمت في إنقاذ الشعوب من الدكتاتوريات والجهل والمرض والبطالة لما كانت الهجرة العشوائية الخطيرة عبر المتوسط، بمعنى أن المهاجرين يبحثون عن فرصة عمل وحرية وديمقراطية وعلاج برغم مخاطر الغرق والموت.. إن المهاجرين المغامرين بحرا يتطلعون إلى من سرقهم ويذهبون حيث نعيم الشاطئ الشمالي الغربي هذا النعيم المقيم.. إنهم يذهبون إلى حيث أنفقت أموالهم.
اليوم يشكو الغرب الاستعماري نفسه من “الهجرة”، وهو أمر مستغرب، إذ أن عليه أن يلوم نفسه قبل أن يوجه أصابع اللوم إلى غيره، ينبغي ألا تشكو أوروبا من هجرة الأفارقة بحثا عن فرصة عمل في مشاريع وحضارة وحرية أقيمت من حر مالهم.
الهجرة العشوائية هي نتيجة طبيعية مباشرة لتأييد الدكتاتوريات ومنع الحرية والديمقراطية ونهب ثروات المستضعفين في إفريقيا فلا يحق للغرب مجرد الشكوى من الباحثين عن الحرية ورغيف الخبز.