د. علاء عوض يكتب عن أرقام «ضحايا كورونا» المعلنة في مصر: علينا أن نحتاط حتى نعرف.. الأمل في العلم
قال الدكتور علاء عوض، أستاذ أمراض الكبد، إن أرقام إصابات كورونا الجديدة أو الكلية لا تعبر عن حجم الإصابة الفعلي.
وأضاف: «علينا أن نتعامل أننا أمام خطر محتمل ازدياده في أي وقت، وأن نتوسع فى اكتشاف الحالات المصابة وان تستمر سياسة التباعد المجتمعى ووسائل الحماية الشخصية».
وإلى نص ما كتبه د. علاء عوض عن كورونا.
هل تعبر أرقام الحالات (سواء الجديدة أو الكلية) عن حجم الإصابة الفعلى؟.. الإجابة بالقطع لا، لأن التحليل لا يجرى إلا للحالات المصابة بأعراض تنفسية شديدة مع وجود بعض الشواهد المعملية، أو المخالطين الذين توجد لديهم أعراض.. ومعنى ذلك وجود عدد كبير من المصابين بالعدوى. الذين لا تظهر لديهم أعراض (وهى نسبة كبيرة تصل إلى 50%) أو الذين تظهر عليهم أعراض بسيطة (35%) غير مكتشفين، وبالتالى غير مدرجين إحصائيا … اذن ما هو المؤشر الأهم فى تقدير حجم الاصابة؟ … المؤشر هو عدد الوفيات، لأن ذلك أمر لا يمكن أن يكون مستترا.. وحتى لو افترضنا وجود أعداد وفيات غير مرصودة (وفيات خارج للمستشفيات) فإنها لن تكون بالقدر الكبير أيضا.. من المؤشرات الهامة أيضا عدد المرضى المصابين بالتهابات رئوية ويحتاجون دخول مستشفيات، وهؤلاء أيضا يمكن رصد نسبة كبيرة منهم … على ضوء هذه المؤشرات، ومن خلال معرفة الصورة الإكلينيكية للمرض، يمكن تقدير حجم الاصابة، ويمكن أن نقول أن الحالة فى مصر مازالت، حتى الآن، فى الحدود الآمنة … السؤال الهام هنا، لماذا ينتشر الفيروس فى بلدان بصورة عنيفة، ولا يمارس نفس السلوك فى بلدان أخرى؟ … الإجابة على هذا السؤال حتى الآن غير معروفة … هناك الكثير من العوامل البيئية (المناخ مثلا) والعوامل المتعلقة بالخريطة السكانية (مستوى الأعمار، عوامل چينية، عوامل لها علاقة بالخريطة المناعية تجاه حزمة من الفيروسات الأخرى أو جداول التطعيمات الإجبارية فى هذه البلدان ……الخ) … احتمالات عديدة غير معلومة أو مثبتة بشكل يقينى … وطالما غابت الإجابة عن هذا السؤال، فعلينا أن نتعامل أننا أمام خطر محتمل ازدياده فى أي وقت، وأن نتوسع فى اكتشاف الحالات المصابة وان تستمر سياسة التباعد المجتمعى ووسائل الحماية الشخصية … المخزون المعرفى للعالم حول فيروسات كورونا شحيح بالقياس إلى المعرفة المتاحة حول فيروس الانفلونزا مثلا، الذى نعرف الكثير عنه وعن علاجاته ولقاحاته … هذا النقص المعرفى، هو الذى يفسر الارتباك العالمى فى هذه الجائحة، والذى لم نراه فى جائحة انفلونزا الخنازير 2009 … علينا أن نحتاط، حتى نعرف، والأمل فى العلم.