دميانة نصار.. عن رحلة بنت الصعيد من المنيا لـ«كان» وأحلام الموهوبين الممكنة (بروفايل)
كتب- عبد الرحمن بدر
“أجمل وأعظم وأصدق ما شاهدت في مهرجان الجونة، أداؤها في فيلم ريش يصعب على المحترفين”، بهذه الكلمات وصف الفنان خالد النبوي الفنانة دميانة نصار، بطلة فيلم ريش الحائز على جائزة من مهرجان كان السينمائي الدولي، والذي أثار حالة من الجدل عقب عرضه بمهرجان الجونة، إثر انسحاب بعض الفنانين من عرضه، لعرضة معاناة الفقراء، ودافع فنانون ومخرجون وكتاب عن الفيلم، مطالبين بعدم الحجر على الفن.
سيدة بسيطة وتلقائية من قرية البرشا بمحافظة المنيا تشبه أهلنا الطيبين المنتشرين في أرجاء المحروسة، استطاعت من خلال عملها الأول أن تحول الأنظار إليها، وبإطلالتها بالجونة تلقت الإشادة والمديح من الجميع لسيدة جاءتمن الصعيد سعيًا وراء حلمها، وحققت إنجازًا وإشادة عالمية بفيلمها.
يشتد الهجوم على الفيلم فتسأل دميانة: ممنوع علينا نفرح يعني؟ ممنوع نعمل فيلم بشكلنا ولبسنا وبيوتنا التعبانة زي أي ناس في المجتمع؟.
جسدت دميانة في فيلم ريش شخصية سيدة يتحول زوجها إلى دجاجة، لتجد نفسها العائل الوحيد لصغارها، وتبحث عن عمل لتوفر قوت يومها، وتسعى بكل الطرق بالعبور بأسرتها إلى بر الأمان.
بوجه بشوش تحكي دميانة: “اتأخرنا في التمثيل شوية، كل واحد ربنا بيديله اللي نفسه فيه، إحنا 6 بنات وولدين، مكانش عندنا تليفزيون كنت بتفرج عن الأقارب والجيران، وأبويا اشترى لنا تليفزيون أبيض وأسود، بنتي راحت تتعلم مسرح”.
وتضيف: “بنتي أخبرتني إن المخرج بيدور على واحدة تعمل دور، وكنت واثقة إنه هيختارني، زوجي كان فاكر إني هكون دور شرف، وقلت للمخرج أنا مش متعلمة قالي مفيش مشاكل”.
وتؤكد دميانة: “أسرتي شجعتني على خوض التجربة، وربنا حققلي حلمي لكن متأخر، وكنت أطلع المشهد مظبوط، كنت أحلم وأفكر في حلمي كل يوم”.
الكاتب والأديب عمار علي حسن أشاد بالفنانة الصاعدة قائلا: في الوقت الذي كانت فيه نجمات السينما والدراما المصرية يتنافسن أكثر على أجرأ أو أجمل فستان في الجونة، كانت ممثلة مغمورة من قرية البرشا بالمنيا اسمها دمياتة تحصد جائزة جديدة بعد أن وصلت من قبل إلى العالمية بحصول فيلم ريش على الجائزة الكبرى للنقاد في مهرجان كان، إنه الفن الحقيقي.
في مواقع التواصل الاجتماعي تداول مغردون مقطع فيديو من حوار للمذيعة بوسي شلبي مع دميانة وعائلتها، وصفتها وعائلتها: “لولا مخرج ريش ما كانوا يحلمون دخول مكان مثل الجونة”، وهاجم رواد مواقع التاصل الإعلامية، واتهمومها بالتنمر والطبقية، وقالت صاحبة حساب “زنوبيا”: “في بلد تاني مقابلة زي اللي عملتها بوسي شلبي مع السيدة دميانة ممكن تكلفها شغلها”.
الإعلامية ليليان داوود غرت قائلة: ” تكشف دميانة هشاشة الكثير من النجوم الذين لا شك، يخشون من موهبة دميانة الفطرية أن تفضح انعدام مواهبهم وضعفهم”.
الناشط شادي الغزالي حرب غرد قائلا: “شكرا ريش ودميانة نصار فضحتوا سطحية وطبقية وتعالي وجهل مجتمع بيطنطن بوطنية جوفاء”.
يذكر أنه قعت أزمة بمهرجان الجونة السينمائي الذي انطلق نهاية الأسبوع الماضي في البحر الأحمر، خلال عرض الفيلم الحائز على الجائزة الكبرى لمسابقة أسبوع النقاد بمهرجان (كان) السينمائي الدولي، لتناول الفيلم معاناة الفقراء في مصر، حيث انسحب عدد من الفنانين من العرض، معتبرين أن الفيلم يقدم صورة غير حقيقة، فيما أكد نقاد أن صورة الوطن لا يمكن اختزالها في مجموعة مشاهد.
ويعد فيلم “ريش” للمخراج عمر الزهيري، وراء تتويج السينما المصرية للمرة الأولى في تاريخها بجائزة من مهرجان “كان” عن عمل فني محدد.
وبعد نحو ساعة من عرض الفيلم، بدأ البعض في المغادرة، والمفارقة أن من غادروا هم من صناع السينما.
وغادر العرض الفنان شريف منير، وظهر غاضبا للغاية، وتبعه الفنان أحمد رزق، ومن خلفه الفنان أشرف عبد الباقي، كما غادر قاعة العرض المخرج عمر عبدالعزيز. وكانت وجهة نظرهم أن الفيلم يحوي مشاهد لا تظهر الصورة الحقيقية لمصر، لكن عاد عبد الباقي بعد ذلك وأكد أنه لم ينسحب اعتراضًا على الفيلم ولكن لارتباطه بمواعيد أخرى.
وشارك في بطولة الفيلم دميانة نصار، سامي بسيون، محمد عبد الهادي، فادي مينا، ابوسفين نبيل، نعيم عبد الملك، محمد صدقي، يوستينا سمير، ناصر جلال، عبدالله، سامية، سيناريو واخراج عمر الزهيري.
والفيلم يقدم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة.