داوود عبد السيد بندوة «الكيت كات»: الرقابة قتلت الإبداع وأفسدت الحياة الفنية بحجة الحفاظ على الأخلاق
اسم الفيلم الأصلى «عرايا في وسط الزحام».. والرقابة رفضته في البداية لأن البطل كفيف فقلت لهم «يعني نمنع أشعار أبو العلاء المعري»؟
كتب: عبد الرحمن بدر وصحف
هاجم المخرج الكبير داوود عبدالسيد، الرقابة على المصنفات الفنية، مؤكدا أن الرقابة قتلت الإبداع، وأفسدت الحياة الفنية بحجة الحفاظ على الأخلاق.
وتابع خلال ندوة نقاشية بعنوان (٣٠ عام على صدور فيلم الكيت كات)، أقيمت على هامش فعاليات الدورة 43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن الرقابة رفضت الاسم الأصلي للفيلم وهو (عرايا في وسط الزحام) رغم أنه الكثر تعبيرا عن مضمون العمل ويخلوا من أي إيحاء غير أخلاقي، والرقابة أجبرتنا على تغيير الاسم، رغم اقتناعي الكامل بالاسم الذي وضعته للسيناريو.
وقال داوود عبدالسيد إن جميع شخصيات فيلم الكيت كات كانت تراجيدية، رغم ظن الجميع أنها كوميدية، فهؤلاء الشخصيات لديهم الكثير من الهموم والمشاكل التي تجعلهم يهربون منها بالضحك والتهريج.
وتابع داود: أن ما يميز شخصيات الفيلم أن كل منهم يشعر بالعجز تجاه شيء ما وليس فقط محمود عبد العزيز العاجز عن البصر.
وأكد أن الرقابة رفضت الفيلم في البداية كون بطله الشيخ حسني- الذي لعب دوره محمود عبد العزيز- كفيف، وقالت رئيسة الرقابة ذلك حينها لعبد السيد، ورد عليها مستنكرًا “يعني نمنع أشعار أبو المعري لأنه أعمى؟”.
وأضاف: اخترت محمود عبد العزيز لما كان وقتها بيصور مسلسل رأفت الهجان وفقدانه لبعض من وسامته خدم الشخصية وجلس مع ناس كفيفة كتير ليتعلم منها.
يذكر أن فيلم الكيت كات مأخوذ عن رواية “مالك الحزين” لإبراهيم أصلان، وقد قرأ عبد السيد الرواية واعجب بها كثيرًا، وقرر تحويل النص الأدبي لرواية من بطولة أحد شخصيات الرواية والذي لم يكن بطلها الرئيسي، وقال عبد السيد إنه لا يعني أن يكون غير أمين في نقل الرواية، لكنه امتلك رؤية خاصة به، مما دفعه لصنع الفيلم.
وعن اختياره للممثل محمود عبد العزيز عن الدور قال إن عبد العزيز في تلك الفترة كان ناجحًا للغاية، فقد كان يمثل مسلسل رأفت الهجان، كما أنه شكله ابتعد عن الشاب الوسيم الذي كان يلعب دوره في أعمال سابقة “عشان كدا حسيت أنه لايق على الدور”.
ورفض عدد من المنتجين الفيلم بدعوى قتامته، كما ذكر عبد السيد، حتى وافق على إنتاجه حسين القلا.
وأدار النقاش الناقد السينمائي محمود عبد الشكور، بحضور مخرح فيلم الكيت كات داوود عبد السيد، ومصمم الديكور انسي أبو سيف، والموسيقار راجح داوود والممثل أحمد كمال.