خبير اقتصادي يُحذر: الصناعة ستتوقف تمامًا لو لم يتم توفير بدائل تمويل بأسعار فائدة مقبولة أو مدعومة.. العالم يستعد لتغير في هيكل الاقتصاد
د. مدحت نافع: يجب تشكيل فريق لإدارة الأزمة.. ولا يمكن مكافحة تلك المتغيرات بغير فريق متعلم
لا مزيد من الأموال الرخيصة ومزاحمة البنوك المركزية للمال الخاص.. وهناك أزمة عرض تلوح في الأفق مع اختفاء العمالة الرخيصة
كتبت: ليلى فريد
قال الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، إن هناك من يدير الأزمة في الأجل القصير يجب أن يتم تشكيل فريق لإدارة الأزمة في الأجلين المتوسط والطويل.
وحذر في تدوينة، الأربعاء: “الصناعة ستتوقف تماماً لو لم يتم توفير بدائل تمويل بأسعار فائدة مقبولة أو مدعومة، الصناعة بمفهومها الشامل هى المخرج طويل الأجل من قيد العملة الصعبة، العالم يستعد الآن لحقبة صعبة وتغير في هيكل الاقتصاد”.
وأضاف: “لا مزيد من الأموال الرخيصة ومن مزاحمة البنوك المركزية للمال الخاص في أسواق المال، هناك أزمة عرض بدأت تلوح في الأفق مع تقييد حركة العمالة واختفاء العمالة الرخيصة، هناك توجه مختلف للصين علمت به من رئيس بنك التنمية الصيني منذ سنوات”.
واختتم: “هذا التوجه نحو الداخل الصيني يعرض العالم النامي (على وجه الخصوص) لأزمة في المعروض السلعي، لا يمكن مكافحة تلك المتغيرات بغير فريق متعلم”.
يشار إلى أنه واصل سعر الدولار ارتفاعه مقابل الجنيه في التعاملات الأخيرة ليسجل أعلى مستوى على الإطلاق. جاء ذلك في الوقت الذي تواجه فيه السوق السوداء خسائر عنيفة مع هدوء الطلب من قبل المستوردين وشركات الاستيراد بعد تحرك الحكومة والبنك المركزي بشكل مكثف لتوفير الدولار للمستوردين عبر السوق الرسمية.
تراجع الجنيه المصري إلى أكثر من 30 جنيهًا جنيها أمام الدولار في تعاملات متقلبة صباح اليوم الأربعاء.
وضمن مساعي البنك المركزي قرر مؤخرا رفع أسعار الفائدة 300 نقطة أساس بالتزامن مع السماح للجنيه بالانخفاض مقابل الدولار، تبعه قيام بنكي الأهلي ومصر الحكوميين بطرح شهادات ادخار لمدة سنة بعائد 25%.
وأمس الثلاثاء طرح البنك التجاري الدولي (CIB)، شهادة ادخار جديدة أجل 18 شهرا بعائد سنوي 20% يصرف شهريا، أو 22.5% يصرف في تاريخ استحقاق الشهادة.
وعلى صعيد سعر صرف الدولار فقد سجل في مصرف أبوظبي الإسلامي، مستوى 29.39 جنيه للشراء، مقابل 29.4 جنيه للبيع. وفي بنك الاستثمار العربية، وصل سعر صرف الدولار مستوى 29.16 جنيه للشراء، مقارنة بنحو 29.2 جنيه للبيع.
وتجاوز سعر صرف الدولار لدى البنك الأهلي المصري وبنك مصر، مستوى 29 جنيها سواء للبيع أو الشراء.
ومنذ مارس من العام الماضي، بدأ البنك المركزي المصري يتحرك بشكل مكثف لاحتواء أزمة شح الدولار. وفي سبيل تضييق الفجوة بين أسعار صرف الدولار في السوق الرسمية والسوق السوداء، أعلن عن 3 تخفيضات كبيرة في قيمة العملة المصرية مقابل الدولار الأمريكي.
وكانت بداية التحركات خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقده في 19 مارس من العام الماضي، حيث أعلن السماح بارتفاع سعر صرف الدولار من مستوى 15.77 جنيه إلى نحو 19.64 جنيه، ليسجل الدولار الأميركي مكاسب نسبتها 24.5%.
أما الخفض الثاني فقد جاء في نهاية أكتوبر الماضي، حيث تقرر تحريك أسعار صرف الدولار إلى مستوى 24.25 جنيه، لتضيف الورقة الأميركية مكاسب جديدة تبلغ نسبتها 23.4%. وكان الخفض الأخير خلال الأسبوع الأول من العام الحالي، حيث تم تحريك أسعار صرف الدولار إلى مستوى 27.70 جنيه في الوقت الحالي، ليضيف الدولار مكاسب أخرى بنسبة 14.2%.
لكن منذ بداية التحركات في مارس من العام الماضي وحتى تعاملات اليوم، فقد قفز سعر صرف الدولار الأميركية مقابل الجنيه المصري بنسبة 75.6% رابحاً نحو 11.93 جنيه في أقل من 10 أشهر.
لكن الأزمة برمتها تعود إلى تأثير شح الدولار على عمليات الاستيراد. وعلى صعيد ملف البضائع المكدسة في الموانئ المصرية، تشير بيانات مصلحة الجمارك المصرية، إلى أنه تم الإفراج عن بضائع بقيمة 6.8 مليار دولار خلال شهر ديسمبر الماضي. فيما كانت تبلغ القيمة الإجمالية للبضائع المكدسة بالموانئ المصرية نحو 14 مليار دولار.
وتسببت هذه الموجة من الإفراجات، في انهيار طلب المستوردين على الدولار عبر السوق الموازية، وهو ما أربك حسابات التجار والمضاربين على العملة الصعبة، لتتراجع أسعار صرف الدولار في السوق السوداء من مستوى 38 جنيهاً قبل إعلان صندوق النقد الدولي موافقته على الحزمة التمويلية الخاصة بمصر، إلى حدود 30 جنيهاً في الوقت الحالي.