خالد محمد جوشن يكتب: والنبى ده حرام
على ما اتذكر انشات محكمة زفتى الوطنية سنة 1949، وكان لها حديقة وعامل مسئول عن العناية والاهتمام بالحديقة ما زلت اذكر اسمه، عم محمد وزفتى بالطبع لمن لا يعرف مدينة صغيرة جميلة على النيل.
هذه المحكمة تشرفت بالعمل بها كمحامى فى السنوات من 1984 حتى تقريبا اوائل التسعينات ، حيث تقرر هدمها وانشاء محكمة جديدة مكانها .
كانت المحكمة مرتبة تماما، هناك قاعات للجلسات، غرف لسكرتيرى الجلسات، غرف لوكلاء النيابة، غرفة للمحامين، غرف للحفظ ، كل موظف فى المحكمة له مكان .
لاحظ انه كان قد مر على انشاء المحكمة تقريبا خمسة وثلاثون عاما ومع ذلك اتسعت النظرة المستقبلية وقت الانشاء لكل التطورات على مدار اكثر من ثلاثة عقود. ولم يكن فيها بناء شاذ من الخشب فى أي مكان .
ذهبت إلى محكمة التجمع الخامس المبنية فى الصحراء تقريبا والتى لم يمر على انشائها أكثر من سنوات تعد على اصابع اليد الواحدة ، وجدت العجب العجاب .
غرف من الالوميتال مقامة فى فناء المحكمة للمحضرين، فى جراج المحكمة بنيت غرف من الخشب والالوميتال لسكرتارية الجلسات، غرف من الالوميتال بنيت لبعض الموظفين فى الدور الثانى.
الممرات بين القاعات لا تتسع لمرور اكثر من شخصين، ترى هل بنى محكمة زفتى مهندسون لهم رؤية مستقبلية لاحتياجات المحكمة لأكثر من ثلاث عقود .
ومن بنى محكمة التجمع الخامس هم هواة فى الهندسة ولا رؤية لديهم لاحتياجات المبنى او مستقبله ، اوربما كانوا لا يعرفون اصلا انهم كانوا بصدد بناء محكمة، تحتاج الى قاعات وغرف للقضاة ووكلاء النيابة والمحامين والمتقاضين .
وربما اعتقدوا انهم يبنون مبنى يصلح لكل الاغراض ، وحصيرة الصيف واسعة ، لما نحتاج غرفة نبقى نبنيها الالوميتال موجود ، والقبح موجود .
ترى اى شيطان يخطط لنا ، ماهو مستحيل يكونوا مهندسين وفاهمين
من يتحمل هذا القبح وهذه العشوائية التى نراها فى مبانينا الحديثة ، احفاد بناة الاهرامات يبنون مدن حديثة تفتقر الى شوارع واسعة ومحاور مرورية وحدائق ، وجراجات ، ولا يمر على المدينة سوى اعوام حتى تخترقها الكبارى والانفاق لترحل الازمة من مكان لاخر.
الكارثة انهم يبنون فى الصحراء ، يعنى الدنيا واسعة قدامهم ، لا يمكن ان يوكل امر التخطيط فى بلادنا لمنطق العشوائية أو منطق الربح .
الدولة مسئولة عن تحقيق الراحه لمواطنيها ، يجب ان يسبق اى تخطيط رؤية مستقبلية لاغراض المبنى واهدافة لمائة عام قادمة ، يجب ان يسبق التصريح بالبناء لعمارات شاهقة وكمبوندات رؤية للمستقبل ، الدولة لا يجب ان تتحول لمقاول يبحث عن الربح يبيع ويبنى ، وخميس وان شاء ما قرى .
الدولة مسؤلة عن جودة الحياة لمواطنيها ، ولذلك يتقاضى المسؤلين فيها رواتبهم من اموال دافعى الضرائب ،والنبى الى بيحصل ده حرام ، على رأى عفاف راضى، والنبى ده حرام