خالد حمزة يكتب: من لم يمت بكورونا.. مات بجهلها
للعظيم الراحل يوسف إدريس عنوان لأحد كتبه الجميلة هو: أهمية أن نتثقف يا ناس.
والمناسبة هنا هو أننى أقول لنفسى قبل أن اقول لك ؛ إن كانت الدنيا وبلاويها اليومية قد أنستنا معنى أن نتثقف أو أن نقرأ كتابا أو نتصفح معلومة فى شبكة الإنترنت؛ فكل ذلك يجعل منى ومنك إنسانا يعرف جيدا ما يجرى حوله؛ فقراءته للتاريخ مثلا تقول له إن الدنيا دوارة، والنهاردة عندك وبكره عندى!
وأن التاريخ لا يعيد نفسه إلا فى بلداننا العربية فقط وللعجب بنفس التفاصيل. لأننا نحن العرب لانقرأ وإن قرأنا لانفهم، على حد زعم موشى ديان، عندما سالوه لماذا هزم العرب فى ٦٧ بنفس خطة ٥٦ نفسها ؟! وقراءته للجغرافيا تقول له إنه ليس وحده، وأن الناس حوله يتغيرون ويتطورون وهو محلك سر! مازال يسأل عن حجاب المرأة ونقابها وإرضاع الكبير و.. غير ذلك من سخافات ! وقراءته للمنطق والفلسفة وعلم النفس تقول له إن دوام الحال من المحال، وأن الحاكم، أي حاكم ، يستطيع ان يخدع بعضا من شعبه بعض الوقت؛ ولكنه لايستطيع خداع كل شعبه طوال الوقت!
ولكم فى نهايات صدام والقذافى والبشير ومبارك وغيرهم كثر ألف عبرة ! إنما – لا سمح الله – لو درس أو تبحر فى العلم، فسيقول له إن زمن الفهلوة قد ولى، أوأن العلاج الوباء القاتل بالعلم وليس بصباع الكفتة؛ أو الطب الشعبى عند حراز بتاع الأعشاب أو بالفول المدمس أو الشلولو. أوأن العلم أولى بالصرف عليه من الصرف على أرجل وسيقات أهل الكورة والفن. أما إذا عرف دينه الحق، فسيقول له إن دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة ! وان خروج قرية رافضة لدفن أبنة منها أصيبت بالكورونا خطأ ومخالف للشرع قبل القانون . تثقفوا تصحوا .. لو كنتم تعلمون