خالد البلشي عن توقف “الشبكة العربية”: يوم حزين.. لكني لازلت مقتنعا أن الطريق لم ينته وأن أمامنا مشوار طويل سنكمله معا
البلشي: سيظل جمـال عيد ملتزما وصلبا وعنيدا.. لتكن استراحة محارب وأدرك أننا سنظل معا في الدفاع عن الحرية في هذا المجتمع
كتب – أحمد سلامة
أعرب الكاتب الصحفي خالد البلشي، رئيس تحرير “درب”، عن حزنه العميق لقرار وقف نشاط الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بعد 18 عامًا من العمل في المجال الحقوقي.
كانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قررت وقف نشاطها اليوم، 10 يناير بعد نحو 18 عاما من العمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة، حرية الصحافة والإعلام.. وقال جمال عيد مدير الشبكة تعليقا على القرار ” لم نعد قادرين على الاستمرار كمؤسسة، نعتذر لكل الضحايا ، ونكمل كمحامين ومدافعين أفراد عن سجناء الرأي”
وقال خالد البلشي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “يوم حزين بجد.. بالنسبة لي قرار الشبكة العربية بوقف نشاطها يوم حزين، رغم أني أدرك الدوافع وراءه، وأدرك مدى الصعوبات والمعوقات التي واجهت جمال عيد وفريقه وكنت شريكا لهم في بعضها وبالأخص معركة كاتب كما كانوا شركاء الصفوف الأولى في كثير من معارك حرية الصحافة”.
وأضاف البلشي “أعرف الشبكة وجمال عيد منذ بداية عملهم، وتزاملنا في العديد من المعارك وكانوا سند لنا في معركة الحرية (صحفيا ونقابيا) وكذلك في معركتنا للبقاء كصحفيين، وقت أن تشاركنا معا في موقع كاتب الذي تم حجبه بعد اقل من 9 ساعات من إطلاقه”.
وتابع “عزائي أنني أعرف جمال وروضة وطارق خاطر وكل العاملين في الشبكة وأعرف أننا لن نفقدهم وإن تغيرت الأدوات
لتكن استراحة محارب يا جمال وأدرك أننا سنكون معا في الدفاع عن الحرية في هذا المجتمع مهما اختلفت الطرق، صعب عليا أن أتلقى خبر التوقف، لكني لازلت مقتنعا أن الطريق لم ينته، وأن أمامنا مشوار طويل سنكمله معا.. سيظل جمال عيد ملتزما وصلبا وعنيدا كما هو مهما اختلفت السبل”.
واختتم البلشي موجهًا حديثه لجمال عيد “استرح قليلا يا صديقي وأعرف اننا سنلتقي قريبا، كل اللي اقدر اقوله أني باحبك واقدرك ولا أملك إلا رسالة محبة لكل فريق الشبكة، على مر ايامها، بلا استثناء”.
واعتذرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان لها اليوم عن الاستمرار في مهمتها قائلة “انه مع تزايد الاستهانة بسيادة القانون، وتنامي انتهاكات حقوق الإنسان ، التي لم تستثني المؤسسات والمدافعين المستقلين عن حقوق الإنسان ، وتزايد الملاحقات البوليسية سواء المغلفة بغطاء قانوني أو قضائي، أو ملاحقات مباشرة ، فهي تعلن توقفها عن علمها ونشاطها بدءا من اليوم.
ويأتي قرار الشبكة العربية بالتوقف – على حد ما جاء في بيانها – بعد محاولات عديدة ومضنية للاستمرار رغم الظروف الصعبة التي يعيشها المصريين، وحالة عدم الاستقرار السياسي الذي وظفته الحكومة للتضييق على المؤسسات الحقوقية المستقلة والتوسع في حالات القبض والحبس للمدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين والنشطاء السياسيين سواء كانوا منتمين لاحزاب أو مستقلين.
وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية ” نوقف عملنا ونشاطنا المؤسسي اليوم، لكننا نبقى محامين أصحاب ضمير كمدافعين حقوقيين افراد مستقلين، نعمل جنبا لجنب مع القلة الباقية من المؤسسات الحقوقية المستقلة والمدافعين المستقلين عن حقوق الانسان وكل حركة المطالبة بالديمقراطية”.
وأضاف جمال عيد ”رغم قناعتنا بعدم عدالة قانون الجمعيات الجديد ، فقد بدأنا مشاورات التسجيل، لنفاجئ بصعوبة تصل لحد الاستحالة، حيث مازلنا متهمين في قضية المجتمع المدني رقم 173 منذ أحد عشر عاما مما يمنعنا من التسجيل أو التعامل مع الجهات الرسمية، فضلا عن الرسالة التي وصلتنا بضرورة تغيير اسم الشبكة العربية، وحظر العمل على حرية التعبير وأوضاع السجون! رغم انهما النشاط الاساسي للشبكة العربية منذ نشأتها، وبعد هذا التاريخ المشرف الذي نفخر به ، نرفض أن نتحول لمؤسسة تعمل على الموضوعات غير ذات اهمية ، فلن نتحول إلى مؤسسة متواطئة أو جنجوز”.
وقال بيان الشبكة إنه “على الرغم من أن المضايقات والملاحقات والتهديدات طالت كل المؤسسات الحقوقية المستقلة ، إلا ان استهداف الشبكة العربية كان من الشدة والعداء، سواء القبض على أعضاء من فريق العمل أو السرقة أو الاعتداءات البدنية العنيفة والاستدعاءات غير القانونية لمحاولات تجنيد بعض أعضاء فريق العمل كجواسيس على الشبكة العربية – على حد ما جاء في بيان الإغلاق-، لتزداد قائمة الانتهاكات والمضايقات التي للاسف لم تكتفي النيابة العامة بعدم توفير الحماية، بل ساهمت في التضييقات على الشبكة وفريقها – طبقا للبيان- .
ويأتي توقف الشبكة العربية عن النشاط اليوم، بعد نحو 18 عاما من العمل الدؤوب والمخلص لقيم حقوق الانسان وسيادة القانون وخوض معارك عديدة بدءا من عام 2004 وحتى الآن ، حيث مثلت هذه الاعوام الثمانية عشر – طبقا لبيان الشبكة – تاريخا لا يمكن محوه من الدفاع عن حرية التعبير ومئات الصحفيين وأصحاب الرأي في مصر والعالم العربي وحفظ جزء هام من تاريخ الحركة الحقوقية المصرية والعربية ونشرته في أرشيفها، واعداد مبادرات عديدة لاصلاح جهاز الشرطة وأجهزة الاعلام ودعم المدونين والصحفيين عبر اصدار مدونات كاتب وجريدة وصلة وكذلك موقع كاتب الذي تم حجبه بعد 9ساعات من اطلاقه ” رابط كاتب” ضمن انشطة وانجازات تمثل جزء من النضال الحقوقي لخلق دولة المؤسسات والعدالة وسيادة القانون.
وأعلن جمال عيد فخره بما وصفه القلة من المؤسسات التي تحاول العمل رغم هذه الظروق قائلا ” في ظل ظروف ساهم في صعوبتها نشأة عدد هائل من المؤسسات الحقوقية الجنجوز التي تلمع صورة الحكومة وتخلق صورة زائفة عن أوضاع حقوق الانسان وتشارك في الانتهاكات والتشهير بالمؤسسات الحقوقية المستقلة على قلتها ، فيبقى التقدير والفخر بهذه القلة من المؤسسات المستقلة التي تحاول العمل رغم هذه الظروف ، فقد تنجح فيما عجزت الشبكة العربية عنه من الاستمرار والبقاء ، وكلنا أمل وثقة أن هذه المرحلة القاتمة من تاريخ مصر، المليئة بالانتهاكات وتغييب القانون ، سوف تنتهي ، وحتى هذا الوقت، فنحن كمحامين أفراد سوف ندعمها ونعمل بجانبها للدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير وبناء مصر الخالية من سجناء الرأي والقهر والافلات من العقاب”.