حملة تدعو لمقاطعة فيلم “أميرة” لدياب وحفظي ومعز مسعود وتتهمه بتشويه نضال الأسرى الفلسطينيين: توظيف سيء للفن في خدمة الاحتلال
معارضون: العمل يدس السم في العسل بطرح قضية “أطفال نطف الأسرى” والتشكيك في نسبهم.. ودياب: العمل خيالي
زوجة أسير: “ابتسامة بنتي “ميلاد” النطفة المحررة، تُعادل كل القائمين على فيلم أميرة وكل دولة الاحتلال”.
رئيس هيئة شؤون الأسرى: الأردن قرر وقف عرض الفيلم.. ونعمل على وقف عرضه بشكل كلي
أطلقت منظمات فلسطينية ونشطاء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة وسحب فيلم أميرة، الذي اختاره الأردن لتمثيل المملكة في جوائز الأوسكار عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة (2022)، مؤكدين أن الفيلم يخدم الاحتلال وروايته ضد الأسرى، في الوقت االذي أشارت تقارير لوقف عرضه رسميا في الأردن.
الفيلم من بطولة الفنانة صبا مبارك، والفنان الفلسطيني علي سليمان، وتارا عبود في تجربتها السينمائية الأولى، ومن تأليف الثلاثي شيرين وخالد ومحمد دياب، إخراج محمد دياب، ومن إنتاج شركة “فيلم كلينك” التي يديرها المنتج ورئيس مهرجانا لقاهرة السينمائي محمد حفظي، وشركة “أكاميديا بيكتشرز” الإماراتية، بالاشتراك مع شركة “الاستوديو” الإماراتية التي تمثلها الإعلامية منى عبد الوهاب، ويشارك المخرج هاني أبو أسعد وأميرة دياب كمنتجين فنيين، كما يشارك الداعية معز مسعود كمنتج فني للعمل.
ويتناول العمل قضية “أطفال النطف” التي ظهرت حينما قرر الأسرى الفلسطينيون بالإنجاب عبر تهريب النطف خارج المعتقلات، وإطلاق اسم “أطفال الحرية” على أبنائهم، حيث يحكي الفيلم عن حارس سجن إسرائيلي يغير العينة الخاصة بأسير فلسطيني، ويضع العينة الخاصة به، وهو ما طرح تساؤلات حول التشكيك في نسب أبناء الأسرى، الأمر الذي رد عليه دياب، في تصريحات سابقة، موضحا أن عددا من الفلسطينيين تواصلوا معه في ظل حساسية الأمر، ما جعله يكتب في النهاية أن الفيلم خيالي، وأن كافة الأطفال تم إثبات نسبهم فيما بعد.
رد دياب لم يوقف الهجوم على الفيلم، حيث صرح رئيس هيئة شؤون الأسرى، قدري أبو بكر، في تصريحات إعلامية، أن الأردن قرر رسميا وقف عرض “أميرة” بالأردن، مضيفا أن الهيئة تعمل على وقف عرضه بشكل كلي.
وأكد مكتب إعلام الأسرى، اليوم الأربعاء، أن فيلم “أميرة” الذي يتناول قضية سفراء الحرية من أطفال الأسرى؛ هو توظيف سيء للفن ويخدم الاحتلال.
وقال في بيان له إن ما تناوله الفيلم بهذا الأسلوب وهذا المستوى من الهبوط الفكري، والسلوك الذميم، والتوظيف السيئ للفن والإعلام في التعامل مع قضية نطف الأسرى المهربة، لا يخدم سوى الاحتلال ولا يسيء إلا لصاحبه.
وأوضح أن الثقة والبطولة التي يتحلى بها الأسرى تملأ نفوس الشعب الفلسطيني إجلالاً وإكباراً لهم، ولن تتأثر بفعلٍ أو قولٍ مرجف، وأن معارك الأسرى مع السجان مفتوحة وفي كل المجالات، ومسيرة حياتهم لن ولم تتعطل مهما كان من معيقات أو معوّقات ومسيرة سفراء الحرية لن تتوقف. وأضاف أن قضية سفراء الحرية ما هي إلا إصرار وعزيمة على إكمال مسيرة الحياة وتحدٍ للاحتلال والسجان، يُسجل بها الأسرى الأبطال انتصاراً فريداً ونموذجاً للحياة رغم عتمة السجن وقهر السجان التي لطالما حاربها، وسعى جاهداً لإيقافها ولم يترك وسيلة من قمع ونقل وعقوبة وحرمان من الزيارات لمنعها، ولم يستطع بفعل ما يبدع في ابتكاره الأسرى من سبلٍ كفيله بحفظ وسلامة وتأمين نطفهم المهربة.
ودعا المكتب إلى إيقاف بث ونشر هذا الفيلم الذي يحمل أسلوبا ورسالة تخدم سياسات الاحتلال، ومحاسبة كل من يقف خلفه وإلا فهم شركاء مع الاحتلال، مطالبا بسحب الهيئة الملكية الأردنية للأفلام ترشيحها للفيلم بالمنافسة على جائزة أوسكار، وطالب جهات الرقابة الرسمية بعدم السماح بعرض الفيلم لما يحمله من إساءة وتشويه ودس السم في العسل بما يخص نضالات الأسرى ومشروع سفراء الحرية، كما ناشد بتكثيف الجهود والعمل على تعزيز مكانة الأسرى الأبطال بإنتاج أعمال تخدم قضاياهم العادلة وتُعري الاحتلال وأساليبه الإجرامية. وختاما دعا أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لمقاطعة الفيلم وكل الجهات التي تتعامل معه أو تنشره أو تروج له، والتفاعل بكل قوة مع الأنشطة والفعاليات المطالبة بحذف الفيلم والاعتذار عن إنتاجه.
وقالت زوجة الأسير وليد دقة، في تعليقها على العمل: “”ابتسامة بنتي “ميلاد” النطفة المحررة، تُعادل كل القائمين على فيلم أميرة وكل دولة الاحتلال”.
فيلم «أميرة» حصل على جائزتي «لانترا ماجيكا» و«إنترفيلم»، في الدورة 78 من مهرجان فينيسيا السينمائي، إلا أن الأسير الأردني المحرر، حمزة الدباس، يرى أن تلك الرواية لا تخدم غير الاحتلال، مؤكدا في ذات السياق على أن عملية تهريب النُّطف تخضع لإجراءات معقّدة جدا من قبل الأسرى، ومن سابع المستحيلات أن تصل ليد المحتل، كما أن النطفة وبعد كلّ تلك الإجراءات تخضع لفحص الحمض النووي “DNA” في مراكز متخصصة، لزيادة التأكد ومن باب التشدد في الحرص على سلامة النطفة ومصدرها. وأكد الإعلامي علاء برقان، أن الفيلم يمثّل إساءة وتشويها للأسرى في سجون الاحتلال ونضالهم المستمر داخل السجون وهو يخدم رواية الاحتلال.
وتساءل برقان عن دور هيئة الإعلام باعتبارها المؤسسة الرسمية المعنية بالرقابة على المحتوى الإعلامي الأردني قبل بثّه، مطالبا في ذات السياق بوقف بث الفيلم فوراً وسحبه من كافة المنصات وتحويل المنتج إلى لجنة تحقيق لمعرفة دوافعه.
وقالت الناشطة في مجال الدفاع عن الأسرى، شيرين نافع: إن أسوأ ما يمكن تقديمه للقضية الفلسطينية أن تناقشها بطريقة مشوهة ليست واقعية، وهذا ما حدث في فيلم أميرة.
وأضافت نافع: “فيلم أميرة الذي بثّ في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في عمان أول أمس، اختاره الأردن ليمثله في الأوسكار رغم ما يشكله من إساءة كبيرة لقضية الأسرى ولسفراء الحرية”، مطالبة في ذات السياق طاقم العمل بالاعتذار عن هذا التشويه، ودان الإعلامي الأردني ناصر شديد، العمل المسيء للأسرى.
كما طالبت الإعلامية فيحاء خنفر نقابة الفنانين الأردنيين ببيان موقفها من الفيلم، مشيرة إلى حجم المغالطات التي تضمنها العمل والاساءات التي احتواها بحقّ الأسرى وذويهم.