حزب العيش والحرية ينعي نوال السعداوي.. 90 عاما من النضال لتغيير حياة ملايين النساء

كتب- فارس فكري

نعى حزب العيش والحرية (تحت التأسيس) الدكتورة نوال السعداوي الطبيبة والكاتبة والمناضلة النسوية والاشتراكية والتي رحلت عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 90 عاما بعد مسيرة حافلة بالنضال تاركة عدد من المؤلفات الهامة التي ساهمت في تغيير حياة ملايين النساء.

وقال الحزب في بيان أصدره إن نوال السعداوي إحدى رائدات الموجة الثانية للحركة النسوية المصرية، وقد رأت أن قضايا النساء هي قضايا سياسية من الدرجة الأولى وأن محاربة الأبوية والرجعية لا تنفصل عن محاربة الطبقية وأن النسوية قوة لتغيير المجتمع بأكمله فهي القائلة إن التضامن بين النساء يمكن أن يكون قوة قوية للتغيير، ويمكن أن يؤثر في التنمية المستقبلية بطرق إيجابية ليس فقط للمرأة وإنما أيضا للرجال.

وكانت منحازة للنساء المهمشات اقتصاديا وخاصة في العالم الثالث، ومن ثم نشطت في الحركة العالمية المناهضة للامبريالية وللسياسات الليبرالية الجديدة. بل يمكننا القول إنها من أوائل النسويات التي التفتت للتقاطعية قبل أن تصبح نظرية وإطارا تحليليا متكاملا بتركيزها على تداخل عوامل القهر المختلفة في حيوات النساء.

حاربت نوال الأبوية والرجعية والنظم القمعية وتعرضت للسجن والملاحقة والتكفير بسبب أرائها، كما تم التنكيل بها وفصلها من عملها فأقيلت من عملها في وزارة الصحة، و لم يقتصر الأمر على ذلك فقط فكلفها نضالها أيضا منصبها كرئيس تحرير مجلة الصحة، ومنصبها في نقابة الأطباء.

ناقشت نوال بجرأة العديد من القضايا الهامة مثل ختان الإناث فهي الطبيبة التي لمست عمليا الأضرار الصحية والنفسية التي تسببها تلك الجريمة البشعة وكانت من أوائل المناديات بتجريمها من خلال كتابها “المرأة والجنس”، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التى تتعرض لها المرأة كالختان أو تشويه الأعضاء التناسلية والطقوس الوحشية التي تقام في المجتمعات الأبوية للتأكد من عذرية الفتيات، وكتابها “امرأة عند نقطة الصفر” عن امرأة تعرضت للكثير من أشكال العنف، كما ناقشت أوضاع النساء في السجون المصرية في كتابها “مذكراتى فى سجن النساء”.

وأسست نوال جمعية تضامن المرأة العربية التي لم تتوقف السلطات عن قمعها بقرارات الحل التعسفية، وتقلدت العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة والأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، بالإضافة لممارستها مهنة الطب. كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة وعملت مستشارة للأمم المتحدة وحاضرت في عدة جامعات حول العالم.

إن المعارك التي خاضتها نوال السعداوي على المستوى السياسي والفكري والاجتماعي مهدت الطريق الصعب لأجيال متتالية من المصريات والمصريين ضد التمييز والعنف والاستغلال، وسنبقى ممتنين لنضالها ومستلهمين له في المستقبل.