تفاصيل زيارة الأسد الأولى لدولة عربية منذ 11 عامًا.. وأمريكا عن استقبال الإمارات للرئيس السوري: نشعر بانزعاج وخيبة أمل
كتب: صحف
قام الرئيس السوري، بشار الأسد، بأول زيارة له إلى دولة عربية منذ 11 عامًا. ووصل الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة، أمس الجمعة، والتقى بالعديد من القادة المؤثرين والمثيرين للجدل الذين أبدوا استعدادهم لتعزيز العلاقات مع سوريا مرة أخرى.
وذكرت وسائل إعلام أن الزيارة تمثل تحسناً محتملاً في علاقات سوريا مع جيرانها العرب، الذين كانوا قد فرضوا عزلة على نظام الأسد في السابق.
وقام الرئيس السوري برحلات دولية قليلة منذ مارس 2011، والتي تقول الأمم المتحدة إنها حصدت أرواح نحو 350 ألف شخص حتى الآن.
لكن الأسد لم يكن قد غادر البلاد التي مزقتها الحرب – قبل هذه الزيارة – إلا لزيارة روسيا وإيران، وهما داعمان عسكريان لنظامه.
وقالت الولايات المتحدة إنها “شعرت بخيبة أمل وانزعاج عميقين” من قرار الإمارات الترحيب بالسيد الأسد.
وتعارض الولايات المتحدة مساعي تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري، حتى يتم إحراز تقدم في حل الأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: “نحث الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد على أن تنظر بعناية إلى الفظائع المروعة، التي ارتكبها النظام بحق السوريين خلال العقد الماضي”.
وإلى جانب غالبية الدول العربية، قطعت الإمارات العلاقات مع سوريا بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب الأهلية – ودعمت في وقت ما المقاتلين المتمردين في محاولاتها للإطاحة بنظام الأسد.
لكن في السنوات الأخيرة تحسنت العلاقات بين البلدين تدريجياً، حيث قادت الإمارات الجهود لإعادة سوريا إلى الحظيرة العربية على الرغم من اعتراض واشنطن.
وفي عام 2018، أعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، وفي نوفمبر من العام الماضي تم إرسال دبلوماسيين إلى هناك للقاء الرئيس الأسد.
وحتى إن كان تدريجيًا، فإن أي تحسين للعلاقات مع دولة خليجية ثرية سيكون بمثابة دفعة لحكومة الأسد، التي أعاقتها العقوبات الغربية والعزلة الدولية.
والتقى الأسد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وبحسب وسائل إعلام إماراتية، “شدد بن زايد على أن سوريا ركن أساسي من أركان الأمن العربي، وأن الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها”.
وبحسب ما ورد ناقش الزعيمان كيف يمكن للإمارات تقديم الدعم السياسي والإنساني لسوريا، وكذلك كيفية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
كما تم التقاط صور للرئيس الأسد مع صاحب نادي مانشستر سيتي لكرة القدم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية، عن شعورها بـ”خيبة أمل وانزعاج عميقين” من زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة، في وقت سابق من يوم الجمعة.
والتقى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد، الرئيس السوري، في أول زيارة للأسد إلى دولة عربية منذ 2011.
وجرى اللقاء في قصر الشاطئ، وأعرب ولي عهد أبوظبي عن أمنياته بأن تكون “هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء”، حسب قوله.
وكذلك استقبل رئيس مجلس الوزراء الإماراتي نائب رئيس الدولة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، الرئيس السوري في دبي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة “تشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين” من زيارة الأسد، واصفا إياها بأنها “محاولة واضحة لإضفاء الشرعية” على الزعيم السوري “الذي يظل مسؤولاً وخاضعاً للمساءلة عن وفاة ومعاناة عدد لا يحصى من السوريين، وتشريد أكثر من نصف السكان السوريين قبل الحرب، والاعتقال التعسفي واختفاء أكثر من 150 ألف رجل وامرأة وطفل سوري”.
وأضاف برايس: “كما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، نحن لا ندعم تطبيع الآخرين للعلاقات مع الأسد”، وتابع: “لقد كنا واضحين بشأن هذا الأمر مع شركائنا”.
وتابع: “نحث الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد على أن تفكر بعناية في الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام تجاه السوريين خلال العقد الماضي، فضلاً عن جهود النظام المستمرة لمنع وصول الكثير من المساعدات الإنسانية والأمنية إلى سوريا”.
وقال برايس إن بلاده “لن ترفع أو تلغي العقوبات ولا تؤيد إعادة إعمار سوريا حتى يكون هناك تقدم لا رجوع فيه نحو حل سياسي، وهو ما لم نشهده”.
وأضاف: “نعتقد أن الاستقرار في سوريا والمنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين، ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة من أجل حل سياسي دائم”.