تطورات سد النهضة.. إثيوبيا تستدعي سفير أمريكا لديها بعد حديث ترامب عن تفجير السد.. ونور الدين: وضع المباحثات سيتغير كثيرًا في القادم
إثيوبيا: لن نستسلم لعدوان ولن تعترف بحق قائم على معاهدات استعمارية.. ونادر نور الدين: ترامب لدية الدراسات عن تداعيات السد على مصر
عبد الرحمن بدر
في تطور جديد لأمة سد النهضة الإثيوبي استدعت إثيوبيا السفير الأمريكي لديها، لاستيضاح تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي قال فيها إن “المصريين قد يفجرون سد النهضة”.
وكدت إثيوبيا، السبت، في تصريح جديد حول ملف سد النهضة أنها “لن تستسلم لعدوان، ولن تعترف بحق قائم على معاهدات استعمارية”، مشددة على التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وذلك بعد أن انتقد الرئيس الأمريكي أديس أبابا على خلفيّة خرقِ الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لحل الخلاف بشأن السد بين إثيوبيا ومصر والسودان.
وقال مكتب رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في بيان عن سد النهضة: “لا تزال التصريحات عن تهديدات حربية لإخضاع إثيوبيا لشروط غير عادلة كثيرة”.
واعتبر أن “هذه التهديدات والإهانات للسيادة الإثيوبية هي انتهاكات مضللة وغير مثمرة وواضحة للقانون الدولي”.
وجدد البيان “الالتزام بالتوصل لحل سلمي لمسألة سد النهضة بناء على التعاون وعدم التدخل والثقة المتبادلة ومبدأ الاستخدام العادل”.
وأكد وزير الخارجية الأثيوبي أن التصريح حول سد النهضة وعملية التفاوض “مضلل وخاطئ” لأن السد لا يوقف تدفق مياه النيل.
وأضاف أن “التحريض على الحرب بين أثيوبيا ومصر من رئيس أميركي حالي لا يعكس الشراكة الطويلة الأمد والتحالف الاستراتيجي بين أثيوبيا والولايات المتحدة وليس مقبولا في القانون الدولي”.
بدوره قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة: ” شكرا ترامب، وضع المباحثات مع إثيوبيا سيتغير كثيرا في القادم، خاصة إذا ضغطت مصر وتفاوضت من موقع القوة والجبروت والتهديد”.
وأضاف: “أهم ماجاء في تصريحات ترامب أن هذا السد ماكان ينبغي لمصر أن تسمح به، إذن لدية الدراسات عن تداعيات السد على مصر”.
وفي تطور جديد بأزمة سد النهضة الإثيوبي، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن مصر قد تُقدم على “تفجير سد النهضة” بحال عدم حل القضايا العالقة حوله، وهي التصريحات التي رد عليها رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، بأنه لا توجد قوة تمنع إثيوبيا من تحقيق أهدافها.
وقال ترامب باتصال هاتفي مع رئيس وزراء السودان، عبدالله حمدوك، بعد توصل الخرطوم لاتفاق تطبيع للعلاقات مع إسرائيل: “لقد قدمت لهم عرضا لكنهم خرقوه، ولا يمكنهم فعل ذلك، لذلك فالعرض انتهى والوضع خطير لأن مصر لا يمكنها العيش بهذا الشكل، وسينتهي الأمر بهم بتفجير السد، سيقدمون على ذلك، وعليهم أن يقوموا بشيء ما”، حسب قوله.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيوقف الدعم المادي لإثيوبيا وأشار إلى أن أديس أبابا أخلت باتفاق تم التفاوض عليه لمدة 5 سنوات، وطالب حمدوك بالضغط على إثيوبيا لإعادة الالتزام بالاتفاق.
ووجه ترامب اللوم لمصر على سماحها ببواء السد من الأساس لكنه وجد لها عذرا كونها كانت تمر بما وصفها بـ”الثورة الصغيرة”، على حد تعبيره.
يذكر أنه تختلف القاهرة وأديس أبابا على آلية ملء وتشغيل سد النهضة إذ تعتبر مصر أن الخطة الإثيوبية بهذا الصدد ستؤثر بشكل كبير على حصتها من مياه النيل في الوقت الذي تصر فيه إثيوبيا على خطتها.
يذكر أن ترامب كان أعلن في وقت سابق الجمعة، عن توصل السودان لاتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل لتكون الدولة العربية الخامسة التي تُقدم على هذه الخطوة بعد مصروالأردن والإمارات والبحرين.
وجدّد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، السبت، تأكيده على مواصلة بناء سد النهضة الذي وصفه بأنه “سد إثيوبيا”. وقال في بيان له: “الإثيوبيون سيكملون هذا العمل لا محالة، ولا توجد قوة يمكنها أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا التي خططنا لها، ولم يستعمرنا أحد من قبل، ولن يحكمنا أحد في المستقبل”.
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي: “لا يمكن لأحد أن يمس إثيوبيا ويعيش بسلام، والإثيوبيون سينتصرون”.
وتابع آبي أحمد: “هناك أصدقاء صنعوا معنا هذا التاريخ كما أن هناك أصدقاء خانوا خلال صناعتنا لهذا التاريخ، هذا ليس جديدا على إثيوبيا”.