ترامب يفتح نار الرسوم على الهند وأوروبا وشركات الأدوية: أول زيادة بعد 24 ساعة
وكالات
صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته التجارية خلال سلسلة تصريحات مثيرة، مهدداً بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق تطال حلفاء وشركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، بما في ذلك الهند والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى شركات الأدوية العالمية.
في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” (CNBC)، قال ترامب إنه يعتزم رفع الرسوم الجمركية على السلع الهندية خلال “الـ24 ساعة المقبلة”، رداً على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي.
وأضاف أنه سبق وأن فرض رسوماً بنسبة 25% على صادرات الهند إلى الولايات المتحدة، إلا أنه يدرس زيادتها بشكل كبير.
تابع ترامب حديثه عن الهند: “توصلنا إلى 25%، لكنني أعتقد أنني سأرفعها بشكل كبير جداً خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة، لأنهم يشترون النفط الروسي. إنهم يغذون آلة الحرب. وإذا كانوا سيستمرون في ذلك، فلن أكون سعيداً”.
واتهم الرئيس الأمريكي الهند بأنها “لم تكن شريكاً تجارياً جيداً”، مشيراً إلى أن مفاوضات طويلة معها فشلت في إزالة العراقيل أمام المنتجات الأمريكية، كما انتقد عضويتها في مجموعة “بريكس” التي تضم روسيا والصين.
الهند من جانبها أعلنت نيتها مواصلة الحوار مع واشنطن، على أمل تفادي تصعيد الجمركي، بينما تدرس زيادة وارداتها من الغاز الأمريكي ومعدات الاتصالات والذهب.
وفي تصعيد آخر، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 35% على الاتحاد الأوروبي، بدلاً من 15% حالياً، إذا لم يلتزم بتعهداته التجارية مع واشنطن، دون أن يوضح طبيعة تلك الالتزامات أو مهلة تنفيذها. وقال: “سنفرض رسوماً بنسبة 35% على أوروبا إذا لم تنفذ التزاماتها”.
وشملت تهديدات ترامب أيضاً شركات الأدوية، حيث قال إن التعريفات الجمركية على منتجاتها “ستكون بسيطة في البداية”، لكنها قد ترتفع “في نهاية المطاف إلى 250%”، في حال لم تُصحح مسارها التجاري مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستُعلن عن رسوم جمركية على واردات أشباه الموصلات والأدوية “في غضون الأسبوع المقبل أو نحو ذلك”، بينما تستعد الإدارة الأمريكية لاستهداف قطاعات اقتصادية رئيسية في إطار سعيها لإعادة تشكيل التجارة العالمية.
واستطرد: “سنفرض في البداية تعريفة جمركية صغيرة على الأدوية، ولكن خلال عام –أو عام ونصف كحد أقصى– سترتفع إلى 150%، ثم إلى 250%، لأننا نريد أن تُصنع الأدوية في بلدنا”.
في سياق حديثه عن الرسوم والعلاقات مع الصين، أشار ترامب كذلك إلى أنه منفتح على لقاء الرئيس الصيني، شي جين بينغ، شريطة أن يتم التوصل إلى اتفاق مسبق، مضيفاً: “سألتقي بالرئيس الصيني إذا توصلنا إلى اتفاق”.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت حساس على الساحة العالمية، مع احتدام التوترات التجارية والجيوسياسية، وسعي الولايات المتحدة لتقليص اعتمادها على الواردات الاستراتيجية، لا سيما في قطاعات الطاقة والأدوية والتكنولوجيا.

