ترامب يشدد حربه ضد الإعلام.. الرئيس الأمريكي يجرد جمعية مراسلي البيت الأبيض من مهامها ويمنع صحف ووكالات من التغطية  

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، منعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراسلين من وكالات أنباء بارزة، بما في ذلك “رويترز” و”أسوشيتد برس”، من تغطية أول اجتماع لمجلس الوزراء في ولايته الجديدة. تأتي هذه الخطوة كجزء من سياسة جديدة للبيت الأبيض تهدف إلى تنظيم وسائل الإعلام المسموح لها بتغطية الأحداث في الأماكن ذات المساحات المحدودة، مثل المكتب البيضاوي. 

بالإضافة إلى ذلك، تم منع مراسلين من موقع “هاف بوست” وصحيفة “دير تاغشبيغل” الألمانية من حضور الاجتماع. في المقابل، سُمح لوسائل إعلام أخرى مثل “إيه بي سي”، “نيوزماكس”، “أكسيوس”، “بليز”، “بلومبرج نيوز”، و”إن بي آر” بتغطية الحدث. 

وذكر موقع “أكسيوس” الأربعاء 26 فبراير 2025، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وضع سابقة جديدة للسيطرة الحكومية المشددة والعقابية على الصحافة الحرة. 

وأشار الموقع إلى أن ترامب وإدارته يقومون بذلك بشكل ممنهج وبفرح وبطريقة لا لبس فيها، يمكن أن تحدد هذه التحولات غير المسبوقة سابقة لرؤساء ديمقراطيين في المستقبل أيضا. 

ويعتبر ترامب هذا الأمر ردا على ما يسميه التغطية الإعلامية اليسارية غير الكفؤة، بينما يقول البيت الأبيض إنه يعمل على توسيع الوصول إلى أصوات ومنافذ إعلامية جديدة. وتقول جمعية مراسلي البيت الأبيض إنه يمزق “استقلالية الصحافة الحرة في الولايات المتحدة”. 

وأوضح الموقع أن النتيجة النهائية لقرار ترامب، هي سيطرة أشد على الإعلام، وأدوات وتكتيكات جديدة لمعاقبة النقاد. 

وقبل توليه المنصب، رفع ترامب دعاوى قضائية ضد شبكة ABC وشبكة CBS، وخبير استطلاعات الرأي السابق في صحيفة Des Moines Register بسبب تغطيتها الإعلامية. 

ووافقت ABC على دفع 15 مليون دولار لمكتبة ترامب الرئاسية المستقبلية بدلا من الخوض في معركة قضائية. ويبدو أن CBS تتجه أيضا نحو التسوية. ومن الصعب ألا يشجع هذا المزيد من الدعاوى القضائية ويغري الرؤساء المستقبليين الغاضبين من التغطية الإعلامية بفعل الشيء نفسه. 

في السياق، أعلنت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية كارولين ليفيت أن مكتب الصحافة الرئاسي قد جرد جمعية مراسلي البيت الأبيض، من مهامها المتمثلة في تشكيل تجمع صحافي. 

وردا على ذلك أعلنت الجمعية، الأربعاء، أنها لن تقوم بعد الآن بتنسيق التغطية المشتركة للرئيس الأمريكي، في نزاع متصاعد حول وصول الصحافة إلى الفعاليات الرسمية، معتبرة أن استبعاد البيت الأبيض عددا من المؤسسات الإعلامية من الفاعليات انتقام يقوض حرية الصحافة بموجب التعديل الأول للدستور الأمريكي، ويتجاوز التوترات المألوفة بين الرؤساء ووسائل الإعلام. 

وقالت ليفيت خلال إحاطة صحفية: “لعقود من الزمن، كانت مجموعة من الصحفيين في مقاطعة كولومبيا – جمعية مراسلي البيت الأبيض – تتحكم في تحديد الصحفيين الذين يُسمح لهم بطرح الأسئلة على الرئيس الأمريكي في أكثر الأماكن خصوصية (مثل المكتب البيضاوي وعلى متن الطائرة الرئاسية)، لكن هذا لن يستمر”. 

وأضافت: “أعلن بفخر أننا سنعيد السلطة إلى الناس الذين يقرأون صحفكم، ويشاهدون برامجكم التلفزيونية، ويستمعون إلى إذاعاتكم. من الآن فصاعدا، ستحدد فريق الصحافة في البيت الأبيض وفق مجموعة الصحفيين”. 

في المقابل، قالت الجمعية – التي تمثل أكثر من 60 مؤسسة إخبارية تغطي أخبار الرئيس الأمريكي بانتظام – إنها لن تدير بعد الآن طاقم المراسلين المتناوبين الذين يحضرون فعاليات البيت الأبيض أو تجمع الروايات المشتركة للأخبار المستخدمة على نطاق واسع في الصحافة السياسية الأمريكية. 

وقال يوجين دانييلز رئيس الجمعية، وهو صحفي في “بوليتيكو”، في بيان لأعضاء الجمعية: “لن تساعد هذه الهيئة أي محاولة من جانب هذه الإدارة، أو أي إدارة أخرى، للاستيلاء على التغطية الصحفية المستقلة للبيت الأبيض”. 

وأضاف: “سيتعين على كل مؤسسة من مؤسساتكم أن تقرر ما إذا كانت ستشارك أم لا في هذه المجموعات الجديدة المعينة من الحكومة”. 

تأسست جمعية مراسلي البيت الأبيض في 25 فبراير 1914. وتعمل المنظمة بشكل مستقل عن البيت الأبيض، وتتولى عملية اعتماد الصحفيين وقضايا الوصول إلى الرئيس. 

وتقام سنويا مأدبة عشاء الجمعية، والتي يحضرها تقليديا الرئيس الأمريكي مرة واحدة على الأقل خلال فترة ولايته. ويُعد ترامب الرئيس الوحيد منذ 100 عام الذي تجاهل دائما هذه المناسبات. 

وفي وقت سابق، قيد مكتب الصحافة الرئاسي وصول صحفيي وكالة “أسوشيتد برس” إلى المكتب البيضاوي والطائرة الرئاسية، مبررا ذلك برفض الوكالة تسمية خليج المكسيك بـ”خليج أمريكا”، كما يطلب ترامب. 

ورفضت المحكمة رفع هذا القيد أثناء النظر في دعوى قضائية رفعتها الوكالة ضد موظفي مكتب الصحافة الرئاسي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *