تداعيات التطبيع| البحرين توقع بيان “العلاقات الكاملة” مع الاحتلال.. ورحلة طيران الاتحاد تهبط في “بن جوريون”.. وحراس الأقصى يطردون وفدا إماراتيا
دشن الاحتلال الإسرائيلي والبحرين علاقاتهما الدبلوماسية رسميا، وتم التوقيع على صفقة التطبيع – بوساطة أمريكية – في العاصمة البحرينية المنامة يوم الأحد.
وعلى مدى عقود، قاطعت معظم الدول العربية إسرائيل، وأصرت على أنها لن تقيم علاقات معها إلا بعد تسوية النزاع الفلسطيني، والبحرين الآن هي رابع دولة عربية في الشرق الأوسط – بعد الإمارات ومصر والأردن – التي تعترف بالاحتلال الإسرائيلي، وندد الفلسطينيون بالخطوة ووصفوها بأنها “طعنة في الظهر”، بحسب “بي بي سي”.
وفي حفل أقيم في المنامة مساء الأحد، وقع مسؤولون بحرينيون وإسرائيليون “بيانا مشتركا” بشأن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، ومن المتوقع الآن أن يفتح البلدان سفارات متبادلة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوثيقة لم تتضمن أي إشارة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعقب التوقيع قال وزير الخارجية البحريني، عبداللطيف بن راشد الزياني، في كلمة إنه يأمل في “تعاون ثنائي مثمر في كل المجالات” بين البلدين، كما دعا إلى السلام في المنطقة، بما في ذلك حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وسافر الوفد الإسرائيلي على متن رحلة طيران العال رقم 973 – في إشارة إلى رمز الاتصال الدولي البحريني – ومر فوق الأجواء السعودية بإذن خاص من المملكة.
ولم تنضم السعودية حتى الآن إلى الدول الخليجية التي أعلنت تطبيع العلاقات، ولعب التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران دورا في هذه الدبلوماسية، إذ أن هناك عداء دام لعقود تفاقم بسبب الخلافات.
وشاركت الإمارات والبحرين – وكلاهما حليفتان للسعودية – إسرائيل في مخاوفها بشأن إيران، مما أدى إلى اتصالات غير رسمية في الماضي.
ورافق وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الوفد الإسرائيلي، كما سيرافق أول وفد إسرائيلي إلى الإمارات يوم الثلاثاء، وجاء الاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات، بعد أن وافقت سلطات الاحتلال على تعليق خطط مثيرة للجدل لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت تقارير بأن القادة الفلسطينيين فوجئوا بهذا الإعلان وأدانوا صفقة الإمارات واتفاقية البحرين فيما بعد، واستدعت الخارجية الفلسطينية سفيرها لدى البحرين بعد إعلان الاتفاق الشهر الماضي، وتحدث بيان للقيادة الفلسطينية عن “الضرر الكبير الذي تلحقه بالحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، والعمل العربي المشترك”.
وهبطت الإثنين في مطار بن جوريون قرب تل أبيب أول رحلة ركاب إماراتية بعد أكثر من شهر على توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.
وقالت متحدثة باسم هيئة المطارات الإسرائيلية لوكالة فرانس برس إن رحلة الاتحاد للطيران رقم “إي واي 9607” القادمة من أبوظبي، هبطت في مطار بن غوريون في ساعة مبكرة من الصباح وعلى متنها أفراد الطاقم فقط.
وبحسب المتحدثة، أقلت الطائرة متخصصين إسرائيليين في مجال السياحة في رحلة إلى الإمارات تستمر ليومين، ومن تنظيم مجموعة (مامان) للخدمات اللوجستية، وقالت مجموعة الاتحاد للطيران الإماراتية إنها صنعت “التاريخ”.
وجاء في تغريدة للمجموعة عبر حسابها على موقع تويتر “أصبحت الاتحاد أول شركة طيران خليجية تشغل رحلة ركاب إلى إسرائيل. هذه ليست سوى البداية”.
وكانت كل من الإمارات وإسرائيل أعلنتا في 13 أغسطس عن تطبيع العلاقات بينهما، قبل ان يتم في منتصف أيلول/سبتمبر التوقيع على الاتفاقية رسميا في البيت الأبيض بينما وقعت البحرين على اتفاق مشابه مع الدولة العبرية كذلك، بعد سنوات من التعاون الأمني والاقتصادي الذي كان قائما خلف الكواليس.
وندد الفلسطينيون بما أطلق عليه “اتفاقيات إبراهيم” وتخلّوا عن رئاسة مجلس الجامعة العربية في دورته الحالية احتجاجا على إخفاقها في التوصل إلى مشروع قرار يرفض اتفاقيات التطبيع.
ويرى الفلسطينيون بتوقيع الدول الخليجية على هذه الاتفاقيات مع إسرائيل، تخل عن الإجماع العربي الذي جعل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني شرطا أساسيا لإحلال السلام مع الدولة العبرية.
وهبطت طائرات تابعة لشركة الاتحاد الإماراتية في مايو ويونيو في مطار بن غوريون، حاملة مساعدات للفلسطينيين لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
ورفض الفلسطينيون تسلم تلك المساعدات، وصادق الكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، الأسبوع الماضي على الاتفاقية مع الإمارات، وقال مسؤول في وزارة النقل الإسرائيلية، إنه من المقرر أن توقع الإمارات وإسرائيل الثلاثاء اتفاقا يقضي بتسيير 28 رحلة تجارية أسبوعية بين البلدين.
والأحد، دشّنت البحرين وإسرائيل رسميّاً في المنامة الأحد علاقاتهما الدبلوماسيّة الكاملة، في خطوة تمنح الدولة العبريّة موطئ قدمٍ إضافيّاً في الخليج على مرمى حجر من السعوديّة وإيران.
والإمارات والبحرين هما ثالث ورابع دولة عربية توقع اتفاقية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إذ سبقتهما في ذلك كل من مصر (1979) والأردن (1994).
وتداول نشطاء على مواقع التواصل مقطعا مصورا يظهر لحظة وجود الوفد في المسجد الأقصى في الوقت الذي كانوا يلتقطون فيه الصور، ليقترب أحد الأشخاص مطالبا إياهم بالخروج وطردهم من المسجد.
وبحسب الفيديو المتداول، فإن وفدا من 3 إماراتيين وصل إلى المسجد الأقصى عبر باب السلسلة، وسط وحراسة الشرطة الإسرائيلية، وخلال تجوله داخل مسجد قبة الصخرة والتقاطه الصور، قام المصلون والحراس بطرده من المسجد، مرددين شعارات ضد التطبيع.