تداعيات “إيفر جين”| 160 سفينة بانتظار المرور بقناة السويس.. وأخرى تحول مسارها لرأس الرجاء الصالح.. وخبراء: الأزمة قد تسغرق أسابيع
وكالات
ما تزال الجهود التي تبذلها السلطات لتعويم سفينة الحاويات العملاقة “ايفر جيفين” مستمرة لإعادة فتح القناة أمام العديد من السفن الأخرى التي تنتظر العبور.
وأظهر صور جوية التي نشرتها “بلانيت لاب” والتي تظهر العشرات من السفن المتوقفة لحين إتمام عمليات التعويم وإعلان إعادة فتح القناة بعد إعلان هيئة قناة السويس تعليق الحركة فيها مؤقتا، الخميس.
وما لا يقل عن 160 سفينة محملة بالوقود الحيوي والبضائع تنتظر المرور عبر قناة السويس المسدودة، ما يقرب من 30٪ من حجم حاويات الشحن في العالم تمر يوميًا، عبر القناة البالغ طولها 193 كيلومترًا، وحوالي 12٪ من إجمالي التجارة العالمية لجميع البضائع، في غضون ذلك، أوقفت هيئة قناة السويس رسمياً الملاحة في الممر المائي الحيوي مع استمرار الجهود لإزاحة السفينة.
وتعطل سفينة نقل الحاويات إيفر جيفن الضخمة العالقة في قناة السويس بضائع تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار كل يوم، بحسب بيانات الشحن، ويعادل هذا 400 مليون دولار من التبادل التجاري في الساعة على طول الممر المائي الذي يعد معبرا حيويا بين الشرق والغرب.
وبحسب بيانات من مجلة لويدز ليست (Lloyd’s List)، المختصة بالشحن، تقدر حركة المرور المتجهة غرباً عبر القناة بحوالي 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً بحوالي 4.5 مليار دولار في اليوم، ويقول الخبراء إنه على الرغم من الجهود المبذولة لتخليص السفينة، إلا أن الأمر قد يستغرق أسابيع.
ويعادل طول سفينة إيفر جيفن، التي تديرها شركة إيفرغرين مارين التايوانية، طول 4 ملاعب كرة قدم، وهي واحدة من أكبر سفن نقل الحاويات في العالم. ويبلغ وزن السفينة 200 ألف طن، وهي قادرة على نقل 20 ألف حاوية.
وقال بيتر بيردوسكي، الرئيس التنفيذي للشركة التي تحاول تعويم سفينة “ايفر غيفين” الجانحة في قناة السويس منذ الثلاثاء، إن عالقة “كصخرة صلبة”، بعد أن فحص العاملون معه وضع السفينة، الخميس.
وأوضح بيردوسكي في مقابلة أجراها على التلفزيون الهولندي، الخميس: “لحسن الحظ السفينة بوضع جيد، غير متضررة وهذا أمر أساسي في غاية الأهمية، ولكن الانطباع الأولي هو أنها عالقة كصخرة صلبة”.
ويشار إلى أن السفينة العالقة التي يبلغ وزنها 224 ألف طن كانت في طريقها إلى ميناء روتردام في هولندا عندما خرجت عن مسارها. وقالت الشركة المشغلة للسفينة في بيان إن السفينة – التي يبلغ ارتفاعها 400 متر تقريبًا مثل ارتفاع مبنى إمباير ستيت – محصورة عبر ممر تجاري حيوي عند علامة القناة (الكيلو 151).
وقالت هيئة قناة السويس، الخميس، إنه يجرى العمل حاليًا بأعمال تكريك في محيط سفينة EVER GIVEN العملاقة الجانحة، في محاولة لإعادة تعويمها، في ظل استمرار غلقها الممر الملاحي العالمي منذ الثلاثاء الماضي.
وأوضحت الهيئة، في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي: “يجرى العمل حاليًا على القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة بواسطة كراكتين من كراكات الهيئة، وهما الكراكة مشهور والكراكة العاشر من رمضان”.
وأضافت هيئة قناة السويس أنه من أجل “تسهيل عملية التعويم” يجري “إزالة الرمال المحتجزة عند مقدمة سفينة من خلال أربعة حفارات أرضية”،
وأشارت الهيئة إلى أن جهود التعويم تشمل “القيام بأعمال الشد والدفع للسفينة بواسطة ٩ قاطرات عملاقة في مقدمتهم القاطرتين بركة ١ وعزت عادل بقوة شد ١٦٠ طن لكل منهما”.
وقال بيان الهيئة إن شركة SMIT الهولندية، المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري، بالإجراءات التي اتخذتها هيئة قناة السويس لتعويم السفينة الجانحة.
وأشار البيان إلى اجتماع فريق عمل الشركة الهولندية، الخميس، مع لجنة إدارة الأزمات بالهيئة لمناقشة سبل تعويم السفينة، وطرح السيناريوهات المقترحة، بما في ذلك إمكانية القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة من خلال كراكات الهيئة.
وأوضحت هيئة قناة السويس أن شركة SMITمعنية “بتقديم الاستشارات الفنية للهيئة الخاصة بإجراءات تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة، على أن يتم التعامل من خلال الوحدات البحرية الخاصة بالهيئة، بحسب البيان.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال ربان كبير في هيئة قناة السويس لشبكة CNN، الأربعاء، إن إعادة تعويم السفينة الضخمة “معقدة للغاية من الناحية الفنية” وقد تستغرق أيامًا.
وقال المسؤول – الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مُخول له التحدث إلى وسائل الإعلام – إن المعدات اللازمة لتعويم السفينة متوفرة، ولكن ذلك يعتمد على كيفية استخدامها، وأضاف: “إذا كانت الطريقة غير صحيحة، فقد يستغرق الأمر أسبوعًا، وإذا تم إجراؤها بشكل جيد فقد يستغرق يومين”.
ويوم الخميس، أوقفت هيئة قناة السويس رسميًا حركة المرور في الممر المائي مع استمرار الجهود لإزاحة السفينة عن طريق أحد أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم.
وساهمت عشرات السفن، بما في ذلك سفن الحاويات الكبيرة الأخرى، والناقلات التي تحمل النفط والغاز والسفن التي تنقل الحبوب، في خلق واحدة من أسوأ اختناقات الشحن التي شُوهدت منذ سنوات.
وقد تضطر بعض شركات الشحن إلى إعادة توجيه السفن حول الطرف الجنوبي من إفريقيا، حيث منطقة رأس الرجاء الصالح، مما قد يضيف حوالي أسبوع إلى الرحلة.
وفي السياق، أعلنت شركة كبلر لتحليل البيانات، الجمعة، أن 7 ناقلات غاز طبيعي مسال حولت مسارها بعيدا عن قناة السويس بعد تعليق حركة الملاحة فيها على أثر جنوح سفينة حاويات عملاقة منذ، الثلاثاء.
وقالت المحللة في كبلر ريبيكا شيا إن ثلاثا من الناقلات يجري تحويلها نحو المسار الأطول حول رأس الرجاء الصالح، مضيفة أن غالبية الناقلات التي حولت مسارها تتجه الآن إلى أماكن أخرى بعد أن كانت وجهتها في الأساس هي قناة السويس، وأضافت أن 4 ناقلات تحمل شحنات من الولايات المتحدة وقطر، فيما لا تحمل البقية أي شحنات.
وقالت شيا إن 6 سفن للغاز الطبيعي المسال تنتظر الدخول على جانبي القناة مع وجود سفينة أخرى تسمى غولار تندرا عالقة في القناة منذ، الثلاثاء، وأضافت “ستتأثر خطط عبور ما إجماليه 16 سفينة غاز طبيعي مسال لقناة السويس إذا استمر الازدحام حتى نهاية الأسبوع الجاري”.
ومضت تقول: “سيكون هناك تأخير كبير في جدول التحميل في راس لفانفي بداية أبريل بسبب الازدحام”.
ورأس الرجاء الصالح معبر معروف لدى الكثير من البحارة، لكن أول من سمى الرأس ووصف جغرافيته كان المستكشف البرتغالي بارثولوميو دياز في 5 يونيو عام 1488.
وسمى هذا الرأس برأس العواصف لكثرة العواصف التي واجهته هناك، والذي أطلق اسم رأس الرجاء الصالح هو ملك البرتغال جون الثاني.
ويذكر أن الحادث “يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية، بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها..” وفقا لبيان سابق عن الهيئة.
ويشار إلى أن السفينة العالقة التي يبلغ وزنها 224 ألف طن كانت في طريقها إلى ميناء روتردام في هولندا عندما خرجت عن مسارها. وقالت الشركة المشغلة للسفينة في بيان إن السفينة – التي يبلغ ارتفاعها 400 متر تقريبًا مثل ارتفاع مبنى إمباير ستيت – محصورة عبر ممر تجاري حيوي عند علامة القناة (الكيلو 151).