“تجمع المهنيين” يدعو الشعب لتنظيم لجان العصيان بكل المدن والقرى.. وفيلتمان من واشنطن: البرهان والعسكر خانوا تطلعات السودانيين
كتب – أحمد سلامة
دعا “تجمع المهنيين السودانيين” جموع الشعب السوداني إلى تنظيم الصفوف في مواجهة الإنقلاب العسكري الذي قام به عبدالفتاح البرهان، مشددًا على ضرورة الشروع في تنظيم لجان العصيان المدني الشامل في كل المدن والقرى.
وقال بيان للتجمع “انتظمت كل قطاعات شعبنا في الإضراب السياسي العام والعصيان المدني الشامل في مواجهة انقلاب المجلس العسكري الآثم، وهو ما يمثل لحظة حاسمة في مسار ثورتنا، تتطلب مزيد من الجهد نحو تجويد وتوسيع قاعدة تنظيم حراك شعبنا السلمي لنجندل غول الانقلابيين مرة وللأبد”.
وأضاف البيان “ندعو جماهير شعبنا الصامدة وفي مقدمتها لجان المقاومة بالأحياء والفرقان والقوى الثورية الأخرى للشروع في تنظيم لجان العصيان المدني الشامل في كل المدن والقرى، وهي لجان شعبية ثورية واسعة ينتظم فيها كل سكان الحي أو المربع أو الفريق حسب رغبتهم وقدرتهم، وتلعب فيها لجان المقاومة دور طليعي وقيادي، فهي قيادة ثورية للأحياء والفرقان تساعد في إدارة حياة المواطنين وتوفير الاحتياجات الأساسية في ظل العصيان المدني الشامل ومقاطعة مؤسسات الدولة التي سطى عليها الانقلابيون ويحاولون توظيفها في قمع شعبنا”.
وتابع “لجنة العصيان بالحي أو المربع أو الفريق يشارك فيها جميع السكان، كل حسب مقدرته وتخصصه وشغفه، لتكون أكثر فعالية يتم تقسيم العمل داخلها لمجموعات، مثلاً:
– مجموعة الحماية والتأمين: تعمل على تتريس وإغلاق الطرق بشكل مستمر للحماية وتعطيل حركة قوات المجلس العسكري الانقلابي، رصد تحركات عناصر جهاز الأمن وفضحهم وعزلهم
– مجموعة الخدمات والتكافل: تعمل على جمع التبرعات الممكنة، توفر الاحتياجات الاستهلاكية مثل الخبز والدقيق والسكر والخضروات وغاز الطهي والفحم، تساعد المحتاجين، تنظم الموائد الجماعية في الحي أو الفريق للكل إن أمكن، تساهم في أعمال الصيانة وجمع القمامة والإصحاح البيئي.
– مجموعة الصحة: يشارك فيها الأطباء والصيادلة والممرضين لتوفير الخدمات الطبية والأدوية والمساهمة في نقل الحالات الطارئة والحرجة للمستشفيات.
– مجموعة الفعاليات: تنظم التظاهرات والمخاطبات والنشاطات الثقافية الثورية والتوعية بالعصيان المدني الشامل وضرورته وأهدافه
– مجموعة التنسيق: التنسيق بين المجموعات في لجنة العصيان الواحدة، ومع لجان العصيان المجاورة.
العصيان المدني الشامل طريقنا لهزيمة الانقلابيين وانتزاع الحكم المدني الانتقالي الكامل الذي تديره القوى الثورية المؤمنة بالتغيير الجذري وأهداف ديسمبر المجيدة، وهو فعل ثوري عنوانه القيادة الجماعية بيد الجماهير ومنها”.
من جانبه، دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، الثلاثاء، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى اتخاذ خطوات لإعادة الحكومة السودانية وإطلاق سراح المعتقلين.
ونفى فيلتمان، في لقاء مع الصحفيين عبر الهاتف، كما ذكرت قناة الحرة، الأنباء التي تحدث عن وصوله إلى العاصمة السودانية، مؤكدا تواجده في واشنطن.
وكانت وزارة الإعلام، ذكرت أن رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، التقى سفراء دول الترويكا (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج) المعتمدين لدى السودان، وأبلغوه بوصول فيلتمان إلى الخرطوم فجر الثلاثاء، لمواصلة جهود نزع فتيل الأزمة.
وأعرب فيلتمان عن قلق بلاده “حيال المسار الديمقراطي في السودان بعد استيلاء العسكر على السلطة”، مشيرا إلى أن “البرهان والعسكريون الذين يدعمونه خطفوا وخانوا تطلعات الشعب السوداني إلى وطن ديمقراطي سلمي”.
واعتبر أن “العسكريون في السودان فاوضوني قبل إجراءاتهم بنية سيئة أكثر من كونهم كذبوا علي”، مؤكدا أنه “على المدنيين ألا يحاولوا تهميش العسكريين، وعلى العسكريين ألا يعملوا على تهميش المدنيين وخطف العملية الانتقالية”.
وجزم المبعوث الأميركي بأنه هناك “اتصال مع الإمارات وآخرين حول الوضع في السودان”، موضحا أن “الإماراتيين يشاطروننا قلقنا حيال الوضع في السودان”.
وتابع: “الوضع الحالي لن يساهم في استقرار السودان والمنطقة ونحن على تواصل معهم وآخرين لإعادة الشراكة في السودان بين المدنيين والعسكريين على أساس المساواة بينهما”.
والأسبوع الماضي، أكدت الإمارات أنها تتابع عن كثب التطورات الأخيرة في السودان داعية إلى التهدئة وتفادي التصعيد وحرصها على الاستقرار وبأسرع وقت ممكن، وبما يحقق مصلحة وطموحات الشعب السوداني في التنمية والازدهار، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية.
وكرر فيلتمان دعوته إلى “إطلاق سراح حمدوك وعودته إلى ممارسة عمله”، لافتا إلى أن الولايات المتحدة “ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوداني وصراعه السلمي لدفع أهداف الثورة”.
وأشار إلى أن “المجتمع الدولي أعرب بصوت عال عن قلقه العميق حيال الإجراءات العسكرية عديمة الضمير”، مضيفا: “ننضم إلى المؤسسات الدولية في الدعوة إلى إعادة الحكومة الديمقراطية في السودان إلى الحكم، ونشجع السودانيين على ذلك “.
وتطرق المبعوث الأميركي إلى موقف موسكو قائلا إن “الروس ظهروا بعد الإستيلاء العسكري على السلطة وكأنهم يباركون ذلك، ولكن البيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي وقعت عليه روسيا يظهر الروس متوافقين أكثر مع الإجماع الدولي الذي أعرب عن قلقه على الاستقرار ودعا للعودة إلى العملية الانتقالية”.
وفي 25 أكتوبر الماضي، ألقت “قوة عسكرية” القبض على حمدوك والكثير من وزرائه قبل أن يعلن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، حل مؤسسات الحكم الانتقالي التي شكلت بالشراكة بين الجيش والمدنيين عقب إسقاط، عمر البشير، في 2019، إثر انتفاضة استمرت خمسة أشهر.. وأعيد حمدوك إلى منزله في اليوم التالي ولكنه وضع قيد الإقامة الجبرية.