بعد تجديد حبس د. أيمن منصور ندا.. مطالبات بالتدخل للإفراج عن أستاذ الإعلام: يدفع ثمن كلمة حق في أوضاع بائسة كلنا يعلمها
كتب – أحمد سلامة
بصدمة بالغة، تداول عدد من المهتمين بملف الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي نبأ تجديد حبس أستاذ الإعلام الدكتور أيمن منصور ندا لمدة 15 يومًا على ذمة اتهامه بقضايا “سب وقذف”.
وكان ندا قد شن هجومًا حادًا طوال الفترة الماضية على عدد من الشخصيات الإعلامية منهم أحمد موسى ونشأت الديهي وعمرو أديب وغيرهم، مؤكدًا أنهم سبب في تردي الأوضاع الإعلامية.
واليوم، قرر قاضي المعارضات بمحكمة القاهرة الجديدة تجديد حبس الدكتور أيمن منصور ندا، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، 15 يوما على ذمة التحقيقات في اتهامه بالسب والقذف.
وتحقق النيابة العامة في اتهام منصور ندا بالسب والقذف في حق عدد من الشخصيات والترويج لمنع إحدى مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، وقررت في وقت سابق حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وفي آخر مقال، نشره عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، تناول ندا بالانتقاد الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، حيث اتهمه باستخدام أسماء شخصيات رفيعة في الدولة من بينها رئيس الجمهورية في تمرير قرارات غير قانونية، مضيفًا في أحد مقاطع المقال “الرجل يتقول على رئيس الجمهورية ويدعي أقوالاً لم تتم.. كنت غبيًا عندما صدقت أن جهاز أمن الدولة يتصل به بشكل مستمر لكي يخبره بأسماء المعتقلين المحتملين ومنهم العبد لله.. كنت غبيًا عندما رفضت مليون جنيه قدمها لي في مقابل السكوت، رغم أن كلامي لا فائدة منه.. مليون جنيه من أموال الجامعة كان على استعداد لدفعها لي للسكوت حتى يتم إعادة تعيينه رئيساً للجامعة مرة أخرى”.
وأثار القبض على ندا حالة من الاستياء، حيث قال الكاتب الصحفي أكرم السعدني، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “الحرية للدكتور أيمن منصور.. يارب الريس يتدخل”.
وفي ردٍ على سؤال من إحدى المتابعات حول سبب إلقاء القبض على الدكتور أيمن منصور ندا، علّق الكاتب أكرم السعدني قائلا “قال رأيه”، في إشارة إلى أن سبب الحبس هو مجموعة المقالات التي كتبها ندا عبر صفحته.
وفي معرض إجابته على أحد المُعلقين الذين اتهموا أيمن ندا بوقائع سب وقذف، قال السعدني إن ما قاله أستاذ الإعلام يندرج تحت بند الرأي، مضيفًا “حتي لو في تجاوز، ما حدث له أصبح حديث الفضائيات ومحطات الأخبار.. وبعدين هو صاحب رأي واجهه بالرأي”.
ندا قصاص القيادية بحزب الكرامة نقلت تدوينة كُتب فيها “من قرأ مقالات الدكتور أيمن منصور ندا مؤخراً صدمته الفضائح والاتهامات الموثقة التى وجهها لرئيس جامعة القاهرة د. عثمان الخشت”.
وتابعت التدوينة “تصورت -مثل الكثيرين- أن البجاحة لها حدود وأنه لايمكن التغاضى أو الصمت على تلك الاتهامات وضرورة فتح تحقيقات جادة بشأنها، لكن ماحدث هو العكس تماما، فقد تم تجاهل كل ماعرضه من وثائق كارثية، إلى أن فوجئت منذ قليل برسالة سريعة منه بأنه محجوز منذ أربعة أيام في قسم اول التجمع لعرضه على قاضي التحقيقات تمهيدًا لحبسه ١٥ يومًا وأنه يتم التحقيق معه وفق قانون الإرهاب وترويع وتعطيل مؤسسات تابعة للدولة!”.
وأضافت “د. أيمن ندا (أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة) استطاع مؤخراً تحريك الكثير من المياه الراكدة وكانت مقالاته حول الإعلام المصرى قوية وصادمة بما فتح عليه أبواب الجحيم، لكن مقالاته بشأن الدكتور الخشت كانت أقرب لتحقيقات صحفية موثقة. المنطقى هو أن تبدأ تحقيقات بشأن تلك الاتهامات فإذا ثبت كذبها يمكن التحقيق معه بشأنها، لكن أن يتم اعتقال من يكشف الجرائم دون التحري بشأنها فهذه رسالة سلبية بأن الجمهورية الجديدة لاتختلف عن القديمة وأن استراتيجية حقوق الإنسان كانت فقط للاستهلاك الخارجي”.
ونشر الإعلامي هشام البسيوني صورًا للدكتور أيمن منصور أثناء تواجده في سرايا النيابة وفي يده “الكلابشات”، وعلّق عليها بالقول “اللهم فك أسر صديقى ودفعتى د. أيمن منصور ندا الذى يدفع ثمن كلمة حق فى أوضاع بائسة كلنا يعلمها ونعانى بسببها..
هذه الصورة كاشفة لما وصلنا إليه”.
بينما قال شوقي عقل “الدكتور أيمن منصور ندا في السجن، لأنه قدم مستندات تدين الخشت بالفساد! الدرس: من رأى منكم منكرا فليطبل له، فطريق جنينة كله كلبشات!”.
رشا قنديل، الصحفية المصرية والإعلامية بقناة “بي بي سي”، نشرت عدة صور لندا أثناء القبض عليه، وكتبت تقول “الأستاذ الدكتور أيمن منصور ندا”، وأرفقت مع الصور نص خبر تجديد حبسه على ذمة التحقيقات في اتهامه بالسب والقذف.
وعلى الفور، تفاعل المئات مع التدوينة، فكتب حساب باسم “بيلي” يقول “مضايقني أوي تحط “كلبشات” في إيد أستاذ دكتور ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، شخص بالقيمة العلمية والشهادات دي يتعامل كمجرم ليه حتى لو هتحقق معاه!! هيهرب منك مثلا!!”.
بينما قال حساب باسم “عبدالله”، “منظر حزين أن ترى أستاذ جامعة يجلس على الأرض والعسكري يجلس فوقه على كرسي، حتى لو كان هذا الأستاذ من جهة عدو يجب أن ينزل منزله ويحاكم بما يليق، فما بالك بابن جلدتك ودينك كم بك يامصر من المحزنات”.
وتوالت تعليقات المنتقدين، فقال حساب باسم “مسعد البربري”، “أجلسوا الرجل على سلم النيابة وسط النشالين والمسجلين وتجار المخدرات .. مشهد مهين يكسر النفس وليس من جرّب كمن رأي!”.
فيما قال محمد فكري “رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة القاهرة راح النيابة بمستندات تثبت فساد مالي عند محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة النيابة رمت المستندات وقبضت على الدكتور أيمن وأخد ١٥ يوم بتهم تكدير السلم العام”.
لم يقتصر الأمر على الانتقادات الموجهة إلى حبس الدكتور أيمن منصور ندا، وإنما اندفع البعض في الإشارة إلى أن تجديد حبس الأستاذ والإعلامي جاء في وقت انتشر فيه الحديث عن “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، وهو ما عزا البعض إلى التشكيك، مستشهدين بما قاله الكاتب الصحفي عبدالله السناوي خلال لقاء مع الإعلامي عمرو أديب، حيث أكد نصًا على أن “الإجراءات على الأرض أكثر أهمية من الوثائق أو البيانات على ورق، لو عملنا الوثيقة الوطنية لحقوق الإنسان، ممكن يتقال إيه الجديد، لكن لما أفرج عن عدد كبير من المحتجين بلا محاكمة أنا بأكد على دولة العدالة، وده تأثيره هيكون هائل”، لكن ما طالب به السناوي ليلا ذاب في شمس النهار.