انفجار بيروت: كيف وصلت «الشحنة القنبلة» إلى لبنان ولماذا بقيت هناك 7 سنوات؟
على مدار سبع سنوات، احتفظت مستودعات مرفأ بيروت بشحنة ضخمة من نترات الأمونيوم، لكن السلطات المختصة لم تكن تدرك – على ما يبدو- أنها تخزن قنبلة، إلى حين انفجارها يوم الثلاثاء الموافق الرابع من أغسطس الجاري، لتدمر أجزاء كبيرة من العاصمة اللبنانية.
ويعود تاريخ تخرين شحنة مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة الأسمدة والمتفجرات في مرفأ بيروت إلى أواخر العام 2013، حين رست سفينة «إم في روسوس» المملوكة لرجل أعمال روسي يدعى إيجور جريتشوشكين، على سواحل لبنان، بسبب أعطال فنية.
ووفقا لـ«سكاي نيوز عربية»، ذكر موقع «شيب أريستيد» المختص في مجال الملاحة البحرية، أن السفينة أبحرت في 23 سبتمبر 2013، وهي ترفع علم مولدوفا، من ميناء باتومي في جورجيا، باتجاه ميناء بييرا في موزمبيق، وعلى متنها 2750 طنا من نترات الأمونيوم.
لكن السفينة واجهت مشكلات فنية أثناء رحلتها، مما اضطرها إلى دخول مرفأ بيروت، وعند تفتيشها قررت السلطات اللبنانية منعها من الإبحار مجددا، بسبب خطورة المواد التي تحملها.
وبقيت السفينة راسية في الميناء أشهر عدة، إذ لم تسمح السلطات اللبنانية بتفريغها أو إعادة شحن البضائع على متن سفينة أخرى، لكن إدارة المرفأ قررت تفريغ الشحنة في مستودعات الميناء تحسبا من وقوع انفجار نتيجة خطورة نترات الأمونيوم.
وفي أواخر العام 2013، قررت السلطات اللبنانية إعادة طاقم السفينة إلى بلدانهم، وغالبيتهم من الأوكرانيين، بعد عجز مالكها الروسي عن دفع مستحقاتهم، وتخلي مستأجري السفينة وشركة الشحن عن الطاقم والشحنة أيضا.
لكن السلطات اللبنانية أبقت على قبطان السفينة و4 آخرين على متنها. وبعد أن ساءت حالتهم وباءت كل الجهود الدبلوماسية في عودتهم إلى بلدانهم بالفشل، تمكنوا من التواصل مع وسائل إعلام أجنبية عملت على نشر قصتهم.
والتقط مكتب محاماة لبناني طرف خيط القصة، وقدم طلبا إلى قاضي الأمور العاجلة في بيروت للحصول على أمر يسمح للطاقم بالنزول عن متنها والعودة إلى بلدانهم، من باب الحرية الشخصية المحمية بموجب الدستور اللبناني، واستجابت سلطات الموانئ لأوامر من القاضي بالتعليق على القضية، من خلال السماح لهم بالرحيل عن السفينة والعودة إلى بلادهم.
بعدها، أفرغت سلطات مرفأ بيروت حمولة السفينة من نترات الأمونيوم في أحد مستودعات الميناء، بسبب المخاطر المترتبة على بقائها على متن السفينة، وبقيت الشحنة على حالها لسنوات إلى أن انفجرت في الرابع من أغسطس من العام الجاري.
يذكر أن عدد ضحايا الإنفجار العنيف الذي هزّ العاصمة بيروت يوم الثلاثاء ارتفع إلى مئة قتيل ونحو أربعة آلاف مصاب، فيما ينقب رجال الإنقاذ وسط الحطام بحثا عن ناجين.
وكان الانفجار، الذي وقع في مستودعات بميناء بيروت تضم مواد شديدة الانفجار، هو الأقوى منذ أعوام في لبنان الذي يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية وزيادة في عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم، التي تدخل في صناعة الأسمدة والقنابل، كانت مخزنة في الميناء منذ ست سنوات دون إجراءات سلامة وإن هذا الأمر «غير مقبول». ودعا إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء يوم الأربعاء.
وقال جمال عيتاني رئيس بلدية بيروت يوم الأربعاء أثناء تفقد الدمار الناجم عن الانفجار إن المنطقة تبدو كمنطقة حرب، مضيفا أنه عاجز عن الكلام، لافتا إلى أن الخسائر تقدر بمليارات الدولارات.
وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج الكتاني إن ما لا يقل عن مئة شخص قتلوا. وأضاف أنهم ما زالوا يمشطون المنطقة وقد يكون هناك المزيد من الضحايا.
وصرح الكتاني في وقت سابق لتلفزيون «إل.بي.سي.آي» عبر الهاتف بأن الصليب الأحمر ينسق مع وزارة الصحة لتجهيز مشارح لأن المستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المزيد.
وأعلن محافظ بيروت، مروان عبود، أن 300 ألف شخص غير قادرين على النوم في منازلهم بعد الانفجار الضخم الذي هز العاصمة، بيروت، الثلاثاء، حسبما ذكر باتصال هاتفي، يوم الأربعاء، مع قناة المملكة الأردنية.
وقال محافظ بيروت خلال الاتصال إن «أكثر من 300 ألف مواطن لبناني لا يمكنهم النوم في منازلهم»، لافتا إلى أن «نصف سكان بيروت يمتلكون بيوتا غير صالحة للعيش في المستقبل القريب، لأسبوعين قادمين».