انتهاكات إسرائيلية| مستوطنون يعلقون لافتة عند باب المغاربة في محاولة لتهويده.. ومفتي القدس يدعو لشد الرحال إلى الأقصى
إلغاء مسيرة الأعلام الإسرائيلية.. وأبو الغيط: حشد اليمين المتطرف وجماعات الاستيطانيستهدف ستفزاز الفلسطينيين وافتعال مواجهات
وكالة الأنباء الفلسطينية
وضع مستوطنون، اليوم الاثنين، لافتة عند باب المغاربة (أحد الأبواب المؤدية إلى باحات المسجد الأقصى المبارك)، في محاولة لتهويده.
وأفادت مصادر محلية، بأن ما تسمى منظمة “نساء لأجل الهيكل” وضعت لافتة عند مدخل باب المغاربة مكتوبا عليها “باب هليل”، في محاولة لتغيير اسم الباب، نسبة “للإسرائيلية” هليل أرئيل التي قُتلت في مستوطنة كريات أربع في الخليل عام 2016.
وباب المغاربة أحد أبواب باحات المسجد الأقصى الخارجية الذي تتم عبر اقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى، وهو أقرب باب على حائط البراق الذي يسيطر عليه الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967.
وحث المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، المواطنين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك على شد الرحال إليه وإعماره، خاصة في ظل تصاعد وتيرة اقتحامات المستوطنين المتطرفين لباحاته.
وحذر المفتي حسين في بيان اليوم الاثنين، من تنفيذ ما يسمى بمسيرة الأعلام في القدس المحتلة، التي يراد منها استفزاز الفلسطينيين واسترضاء المستوطنين المتطرفين، ما يسهم في توتير أجواء مدينة القدس، محملا سلطات الاحتلال عواقب هذه الاعتداءات كافة، التي ينبغي أن تواجه ببذل الإمكانات المتاحة لصدها، وعلى رأس ذلك تكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والتواجد فيه.
كما حذر مما تقوم به سلطات الاحتلال من إجراءات لتغيير طريق جسر باب المغاربة الذي يصل ساحة البراق بالمسجد الاقصى المبارك.
وبين أن ما ينشر عبر وسائل الإعلام حول هذا الجسر إنما يهدف الى بناء جسر خرساني أكبر وأوسع من الجسر الحالي بهدف دفع قوات الاحتلال وآلياته بشكل أكبر وأسرع الى المسجد الاقصى المبارك خلال اقتحام المسجد من قبل سلطات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، محذرا من أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك.
ودعا المفتي حسين الأمتين العربية والإسلامية، والمجتمع الدولي بمؤسساته كافة، إلى الوقوف بحزم وجدية لصد هذا العدوان الآثم عن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، محذراً من التداعيات الخطيرة على المنطقة بأسرها جراء هذا الصمت على هذه الأفعال، التي تنتهك الشرائع السماوية والأعراف والمواثيق الدولية كافة، والتي تعتبر الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية، جزءاً أصيلاً من القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، مجدداً الدعوة لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، لنصرته والذود عنه، في ظل هذا الاستهداف الخطير والممنهج لوجوده وقدسيته.
على الجانب الآخر، أعلن المفتش العام للشرطة الاسرائيلية ، كوبي شبتاي، اليوم الإثنين، عن إلغاء “مسيرة الأعلام” التي كانت مقررة الخميس المقبل بالقدس المحتلة، في أعقاب توصيات الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي بأن إجراء المسيرة من شأن أن يؤدي إلى تصعيد بالقدس ويفجر الأوضاع الميدانية بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وأكدت صحيفة “يديعوت أحرنوت”أن مفوض الشرطة الإسرائيلية أبلغ بشكل نهائي منظمي مسيرة الأعلام بإلغاء المسيرة.
وبحسب قناة “كان” العبرية، قال منظمو المسيرة: إن “الشرطة الإسرائيلية أبلغتنا بعدم وجود موافقة على مسيرة الأعلام يوم الخميس، وسيتم إلغاؤها”.
بعد قرار عدم إقامة المسيرة يوم الخميس المقبل ، أعلن إيتمار بن غفير أنه يعتزم التظاهر في الوقت المحدد وحتى المرور عبر بوابة نابلس والبلدة القديمة إلى ساحة البراق حاملاً العلم الإسرائيلي في يده.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من مغبة الإقدام على إجراءات إسرائيلية من شأنها إشعال الموقف في القدس لأسباب داخلية تتعلق بمصالح أحزابٍ أو أشخاص، منبها إلى خطورة الحشد الجاري في أوساط اليمين المتطرف وجماعات الاستيطان الإسرائيلية، والذي يهدف بوضوح إلى استفزاز الفلسطينيين وافتعال مواجهات من خلال تنظيم مسيرات ومظاهرات ستؤدي إلى تأجيج المشاعر ورفع مستوى التوتر.
وأكد أبو الغيط في بيان اليوم الاثنين، أنه يتابع بقلق ما يجري من تحريض ضد الفلسطينيين، فضلا عن استمرار السلطات الإسرائيلية في ممارسة إجراءات قمعية في الأحياء الفلسطينية بالقدس، بما فيها حي الشيخ جراح.
وقال، إن هذا النوع من الإجراءات هو ما أدى إلى انفجار الموقف في شهر أيار الماضي، وإن إسرائيل تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى الجانب الفلسطيني، كنوع من الهروب إلى الأمام.
وأكد أبو الغيط، أن المرحلة الحالية تقتضي إظهار المسؤولية وممارسة ضبط النفس من أجل تثبيت الهدنة، بدلا من التحريض على العنف والإجراءات القمعية، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن أي تدهور محتمل في الموقف.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الاحتلالية في الضفة الغربية المحتلة عامة وفي ثلاث مناطق حيوية: منطقة جنوب بيت لحم ومسافر يطا، ومنطقة جنوب نابلس والأغوار، عبر الاستيلاء على مزيد من الأرض الفلسطينية وسرقتها وقضمها بالتدريج لصالح تعميق الاستيطان.
ولفتت الخارجية في بيان اليوم الاثنين، إلى أنه على سبيل المثال أقدمت سلطات الاحتلال قبل سنوات على إقامة بؤرة عشوائية في خربة السويدة بالأغوار الشمالية كواحدة من أربع بؤر استيطانية عشوائية بنيت على سلسلة جبلية مرتفعة مطلة على الأغوار تتمتع بموقع استراتيجي، وأصبحت اليوم مستوطنة زراعية بأبنية اسمنتية تسيطر عن ما يزيد عن 25 ألف دونم من المراعي الفلسطينية، كما أقدمت سلطات الاحتلال والمستوطنين على إقامة بؤرة استيطانية عشوائية جديدة على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، واستمرار عمليات تجريف الأراضي الفلسطينية بهدف تثبيت هذه البؤرة وشق شارع استعماري لخدمتها، إضافة إلى البؤرة العشوائية التي أقيمت على أراضي بلدة بيت دجن في نفس المنطقة والتي تلتهم آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية وتحرم المواطنين حقهم في الوصول إليها واستخدامها.
وتابع البيان: كل ذلك يترافق مع الهجمات المتواصلة والاعتداءات اليومية على بلدات وقرى منطقة جنوب نابلس والتي تنطلق من بؤر الإرهاب المنتشرة على قمم الجبال والهضاب في المنطقة خاصة بؤرة “يتسهار”، وهو ما يحدث أيضاً في مسافر يطا.
وأدانت الوزارة التغول الاستيطاني الاستعماري المتواصل على مدار الساعة في أرض دولة فلسطين، وتعتبره ضماً زاحفاً للضفة الغربية المحتلة، وإمعاناً في تقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يؤكد من جديد أن الاستيطان هو مشروع الاحتلال الميداني المتواصل لتدمير وتخريب الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين، بمعنى أن وقف الاستيطان يُشكل اختباراً لمصداقية المواقف الدولية المعلنة لحل الصراع، ومدى توفر الإرادة الجدية لدى إدارة بايدن لتحقيق السلام.
وأكدت أن عدم فرض عقوبات دولية على إسرائيل بسبب انتهاكاتها واستيطانها يشجعها على التمادي في نهب وسرقة الأرض الفلسطينية وتحدي إرادة السلام الدولية.