انتهاكات إسرائيلية| عشرات المصابين في قمع وقفة بطولكرم.. ومنع المواليد الجدد من السفر للخارج.. وأسرى في إضراب مفتوح عن الطعام
محمود هاشم
أصيب عشرات المواطنين، اليوم، نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، واعتقل مواطنان، خلال قمع الاحتلال وقفة احتجاجية ضد الاستيلاء على أراضي قرى جبارة، والراس، وشوفة جنوب طولكرم، لإقامة منطقة صناعية استيطانية.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والقنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين، ما أدى إلى اصابة العشرات منهم بالاختناق، واعتقل رئيس مجلس قروي شوفة فوزت دروبي، والشاب يحيى جهاد دروبي (20 عاما).
وذكرت أن قوات الاحتلال كثفت من تعزيزاتها على طول الطريق الالتفافي الذي يربط القرى الثلاث، وأجبرت المشاركين على مغادرة المنطقة، وقامت بمطاردتهم ومنع الصحفيين والمصورين من التواجد، تحت تهديد السلاح.
رفض الاستيطان.. النضال مستمر
وجاءت هذه الفعالية بدعوة من فصائل العمل الوطني، وفعاليات طولكرم، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان ولجان المقاومة الشعبية، بمشاركة المحافظ عصام أبو بكر، ورئيس هيئة مقاومة الجدار وليد عساف، وممثلي فصائل العمل الوطني والفعاليات الشعبية والهيئات المحلية والمواطنين في قرى الكفريات وشوفة.
وأكد أبو بكر الاستمرار بالإجراءات القانونية من خلال الشراكة مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، لمواجهة هذا المشروع الاستيطاني الخطير، مشيرا إلى التحرك الشعبي والرسمي، وتصدي أهالي المنطقة لهذه.
وأشار إلى أن الاحتلال ومستوطنيه يضربون بعرض الحائط كافة الأعراف والمواثيق الدولية، ولكن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا على أرضه، ثابتا متمسكا بحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وصولاً إلى إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال عساف إن إرادة الفلسطيني المتمسك بأرضه ستنتصر على جميع جرائم الاحتلال والمستوطنين، باستهداف الأرض تحت حجج وذرائع واهية، مشيرا إلى العمل من خلال الهيئة وبالتنسيق مع محافظة طولكرم ومن خلال الإجراءات القانونية والشعبية، لمواجهة مخططات الاحتلال في هذه المنطقة والوقوف ضدها.
وأوضح أن محاولة الاستيلاء على الأراضي في جبارة وشوفة والراس، من شأنها أن تقطع محافظة طولكرم عن محافظة قلقيلية وتربط مستوطنات “افني حيفتس” و”عناب” مع أراضي عام 1948 وهو ضمن مخططات الضم، ما يشكل خطرا على المواطنين وتحد من حرية حركتهم، بالإضافة للمخاطر البيئية لمثل هذه الأطماع الاستيطانية، مشددا على مواصلة الكفاح الوطني على أراضينا الفلسطينية لوقف هذه الاعتداءات، وعودة الأرض إلى أصحابها.
إضرابات الأسرى.. احتجاج ضد الاعتقال
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن ثلاثة أسرى بمعتقل “عوفر” يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام رفضا لاعتقالهم، وقالت في بيان لها، اليوم، إن الأسرى هم: ماهر الأخرس، ومحمد وهدان، وموسى زهران الذي شرع بإضرابه مؤخرا.
وأضافت ان الأسير ماهر الأخرس (49 عاما) من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، يخوض إضرابه منذ 25 يوما على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري، وتابعت أن تدهورا طرأ على حالته الصحية، ويعاني حاليا من نقصان في الوزن، وآلام في الجسد وهزال عام، كما يعاني من ارتفاع في ضغط الدم الذي ظهر معه خلال فترة اعتقاله عام 2018، مشيرة إلى أنه أسير سابق وهو أب لستة أبناء.
ويواصل الأسير محمد وهدان من قرية رنتيس شمال غرب رام الله، إضرابه لليوم الـ16 على التوالي، احتجاجا على اعتقاله التعسفي، وكان قد أعلن اضرابه خلال تواجده بمركز توقيف “حوارة” المقام على أراضي المواطنين جنوب نابلس، ونقله الاحتلال فيما بعد لزنازين “عوفر”.
أما عن الأسير موسى زهران، من رام الله، فقد أعلن إضرابه بتاريخ 16 أغسطس الجاري، رفضا لاعتقاله الإداري، حيث زجت إدارة سجون الاحتلال به في الزنازين بعد يومين من إعلان إضرابه.
المواليد الجدد.. ممنوع من السفر
وقال وكيل وزارة الداخلية الفلسطينية يوسف حرب، اليوم، إن سلطات الاحتلال تمارس الضغط والابتزاز والتضييق على المواطنين الفلسطينيين وتعطل مصالحهم، ومنها عدم السماح للمواليد الجدد بالسفر مع ذويهم إلى الخارج بحجة عدم تسجيلهم في سجل السكان.
وأوضح أن هذه خطوة لتأليب الرأي العام الفلسطيني ضد السلطة الوطنية ومؤسساتها الوطنية، وإحدى أدوات الضغط والابتزاز الذي تمارسه سلطات الاحتلال، وأكثر المتضررين من هذا الإجراء هم الذين ينوون السفر ولديهم مواليد جدد، حيث إن السلطة الوطنية وبعد إعلان الرئيس تجميد كافة الاتفاقيات مع دولة الاحتلال، لم يسجل أي مولود جديد ضمن سجل السكان، وهذا يترتب عليه عدم تمكن المواليد الجدد من السفر، وهذا مخالفة قانونية وإنسانية.
وبين حرب أن مكاتب وزارة الداخلية تصدر الوثائق من جوازات سفر وهويات وشهادات وفاة، وسجلت أكثر من 25 ألف مولود جديد منذ إعلان وقف التعامل بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، وجميع الأوراق هي معترف بها عربيا ودوليا.
وشدد على أن الاحتلال يمارس الابتزاز بحق شعبنا الفلسطيني، وهذا ليس بجديد، مذكّرا أن الاحتلال وخلال الفترات السابقة كان يتعمد إرجاع عدد من المواطنين عن المعابر في قضايا متعددة أخرى.
رصاص حي واعتقالات واختطاف
وأصيب 3 فتية بالرصاص الحي، مساء أمس، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية دير أبو مشعل غرب رام الله.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر بأن طواقمها تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي خلال مواجهات مع جيش الاحتلال في دير أبو مشعل، إحداها نقلت إلى المستشفى الاستشاري بمحافظة رام الله والبيرة ووصفت حالتها بالمستقرة، والثانية نقلت إلى مجمع فلسطين الطبي ووصفت حالتها بالطفيفة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال المصاب الثالث، دون أن يتسنى معرفة وضعه الصحي.
كما أغلقت قوات الاحتلال مدخلي قريتي النبي صالح وعابود، شمال غرب رام الله، وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن المواطنين اضطروا لسلوك طرق التفافية طويلة للوصول لمنازلهم وأماكن عملهم.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، شابين من مدينة جنين، أحدهما أسير محرر، فيما اختطف قوة إسرائيلية خاصة ثلاثة شبان بينهم شقيقان.
وذكر منتصر سمور مدير نادي الأسير في جنين لـ”وفا”، أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية فقوعة شرق جنين، واعتقلت الأسير المحرر مشير منذر مساد، بعد مداهمة منزله والعبث بمحتوياته.
وأضاف أن قوة إسرائيلية خاصة اختطفت ثلاثة شبان هم: الشقيقان محمد حسام حسن قرميش الذي اختطفته من مكان عمله في جنين، وبهاء الذي اختطفته من منزله في بلدة برقين، إضافة إلى الشاب عثمان محمد العلي من منزله في شارع قباطية.
واكد سمور أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا الشاب أحمد عدنان عتيق من بلدة برقين جنوب غرب جنين، أثناء تواجده في معسكر سالم.