«المصري الديمقراطي» يُحذر: خذوا تهديد علاء عبد الفتاح بالانتحار بجدية حتى لا نفجع بكارثة وأفرجوا عن جميع المحبوسين السياسيين
بيان الحزب يطالب إنهاء ملف الحبس الاحتياطي: ليس هناك ما يدينهم حتى يستمروا في الحبس محرومين من أسرهم وحياتهم لسنوات طوال
الحزب: شكوى علاء تتعلق بأبسط حقوقه كمسجون احتياطي في التريض وقراءة الكتب والصحف والاستماع للراديو والمعاملة الحسنة
كتب- عبد الرحمن بدر
أعلن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي تضامنه مع مع شكوى المدون والناشط علاء عبدالفتاح من ظروف محبسه، والتي نقلها عنه محاميه خالد علي أثناء جلسة تجديد حبسه.
وتابع في بينا له، اليوم الأربعاء، أن “شكواه تتعلق بأبسط حقوقه كمسجون احتياطي في التريض وقراءة الكتب والصحف والاستماع للراديو والمعاملة الحسنة، وهي كلها أمور في صلب القانون وفي قلب لائحة السجون الرسمية التي تكفل هذه الحقوق”.
وأضاف الحزب أن “ما يدفع الإنسان ليصرح بكل الغضب عن نيته للانتحار في حال استمرار وضع محبسه بالصورة الحالية، فإنه يجب أن يؤخذ على محمل الجدية حتى لا نفجع بكارثة، وهو الأمر الذي نناشد السلطات الرسمية المعنية بالعدالة وبالسجون بسرعة نقله من محبسه الحالي نتيجة شكواه من إدارة السجن على خلفية واقعة تعذيب واعتداء تعرض لها بالسابق، وتمكينه من حقوقه القانونية والإنسانية”.
وقال الحزب: “نناشد كافة المعنيين بالأمر بسرعة تفعيل ما نصت عليه الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والمعاهدات والالتزامات الدولية التي صدقت عليها الدولة، بإنهاء أزمة الحبس الاحتياطي، وسرعة الإفراج عن المحبوسين على ذمة قضايا سياسية”.
وتابع: “هناك خطوات مشابهة اتخذت في الشهور الماضية مع آخرين، وتسببت في حالة من الارتياح والتفاؤل، علاوة على معرفة جميع المعنيين بالأمر، من سلمية وعدم خطورة من نعنيهم بالمسجونين على ذمة قضايا سياسية، ونثق في براءتهم وعدم مخالفتهم للقانون وعدم تمثيلهم خطر من أي نوع، وإمكانية استدعائهم في أي وقت إذا كان هناك أمر قضائي يستوجب ذلك، فليس هناك ما يدينهم حتى يستمروا في الحبس الاحتياطي محرومين من أسرهم وحياتهم لسنوات طوال”.
وفي وقت سابق قالت الدكتورة ليلى سويف أستاذة الرياضيات بجامعة القاهرة ووالدة المدون والناشط علاء عبد الفتاح إن حياة نجلها ما زالت في خطر رغم استلام خطاب منه اليوم يؤكد فيه أنه بخير، مشيرة إلى أن ظروف حبسه التي تدفع للانتحار لم تتغير.
كان علاء عبد الفتاح قد قال لخالد علي المحامي أمام هيئة المحكمة أمس الاثنين “(أنا فى وضع زفت، ومش هقدر أكمل كدا مشونى من السجن دا، أنا هنتحر، وبلغوا ليلى سويف تاخذ عزايا)، وكرر الجملة أكثر من مرة بكل حزن وغضب فرفع القاضى الجلسة”.
وتوجهت منى سيف، ووالدتها الدكتورة ليلى سويف، إلى سجن طره للحصول على خطاب من شقيقها علاء للاطمئنان عليه وعلى أوضاعه، بعد تهديده بانتحار حسب خالد علي المحامي.
وأعلنت منى سيف شقيقة الناشط والمدون علاء عبد الفتاح أنها استلمت ووالدتها خطاب بخط يد شقيقها أخبرهما فيه أنه بخير.
ونشرت منى سيف نص خطاب علاء عبد الفتاح:
نص جواب علاء:
“ازيك يا ماما، أنا اسف اني قلقتك علي.
الفترة اللي فاتت كانت صعبة قوي واحساس ان عمري كله هقضيه هنا مسيطر عليا أو على الأقل عمر اللي حابسني بدون داع ولا سبب. ومش عارف اتخيل دوري تجاه خالد هيبقى ايه لو فضلت أشوفه ثلث ساعة كل كام شهر لحد ما يبقى مراهق وخيالي مقفول تماما بالنسبة لأي شكل حياة بعد اللي انا فيه بس الأصعب هو استمرار الوضع ده، مقفول عليا ٢٤ ساعة مبعملش أي حاجة، مفيش ولا نشاط ذهني غير ماتش شطرنج واحد في اليوم، ويوم ويوم بطبخ.
بس أنا برضه قوي وهستحمل عشان خاطرك انت ومش مثبتني غير عهد على نفسي ان أنا اللي هدفنك واتلقى فيكي العزاء مش العكس، ده دلوقتي التزامي الوحيد في الحياة.
أنا بس مضغوط جدا الفترة اللي فاتت ومعزول بزيادة وامبارح كان يوم مرهق اخدوني حطوني انفرادي في الحبسخانة ورجعوني تاني من غير ما اتعرض وبعد ساعتين خدوني تاني والقاضي قال ايه شايف أنه عمل جميلة فأنا انفجرت في وش الجميع لكن هجمد وهتماسك متخافيش عليا
بحبكم جدا جدا واحشني جدا جدا
“علاء”
كان المحامي الحقوقي خالد علي، كشف كواليس حديثه مع الناشط السياسي علاء عبد الفتاح أثناء نظر تجديد حبسه والمحامي محمد الباقر في القضية 1356 أمن دولة بعد عامين من الحبس الاحتياطي.
وقال خالد علي إن علاء تحدث معه عن وضعه فى السجن وحرمانه من كل حقوقه، مضيفا أه قال: “(أنا فى وضع زفت، ومش هقدر أكمل كدا مشونى من السجن دا، أنا هنتحر، وبلغوا ليلى سويف تاخذ عزايا)، وكرر الجملة أكثر من مرة بكل حزن وغضب فرفع القاضى الجلسة”.
وقالت الأسرة في بيانها : “نحن، أسرة علاء، سلكنا كل المسارات القانونية المتاحة، ناشدنا كل الجهات والمسؤولين، واستخدمنا كل سبل الاحتجاج السلمي لعرض موقفنا وقضيتنا والمطالبة بوقف استهداف العائلة والتنكيل بأفرادها وبالأخص علاء”.
وتابعت: “الآن نجد أنفسنا هنا: علاء في خطر وشيك، صحته النفسية تتهاوى بعد سنتين من التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق من الداخلية والأمن الوطني، يبعث رسالة لوالدته أن تستقبل عزاه! حياته في خطر، في سجن يعمل تماماً خارج مساحة القانون وفي تجاهل تام من كل المسؤولين وعلى رأسهم النائب العام ووزير الداخلية ووزير العدل، ورئيس الجمهورية بالطبع”
وطالب البيان بوقف ما اسماه الجرائم ضد السجناء في سجن شديد الحراسة 2 بطرة قائلا: أنقذوا حياة علاء، انقذوا حياة من تبقوا من أسرتنا “.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على علاء عبد الفتاح منذ 28 سبتمبر 2019، بعد قضائه المراقبة في قضية أحداث مجلس الشورى، وقررت حبسه على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمحبوس على ذمتها منذ ذلك الحين وحتى الآن.
ويواجه علاء في القضية، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.
وكان علاء قد قضى فترة السجن 5 سنوات في الفترة من 2013 وحتى نهاية 2018، على خلفية حكم حبسه في القضية المعروفة إعلاميا باسم “أحداث مجلس الشورى”، وتم إخلاء سبيله مع قضائه حكم بالمراقبة لمدة 5 سنوات ليظل في حبس قسم الشرطة 12 ساعة يوميا من 6 مساءا إلى 6 صباحا. وقبل أسبوعين من الآن، فوجئ المحامون بوصول الباقر وعلاء ومعهم المدون محمد إبراهيم رضوان “أكسجين”، لاستكمال التحقيقات معهم في القضية.
وروى خالد علي تفاصيل ما جرى في جلسة الأمس لنظر تجديد حبس علاء والباقر وأقوال علاء خلال الجلسة قائلا: “النهاردة كان يوم مربك جداً، وانتهى نهاية مؤلمة وحزينة”.
وقال خالد علي: كانت جلسة النظر أمر تجديد حبس علاء عبد الفتاح وكل من معه بالقضية، حضرنا الجلسة، وكلنا كمحامين طلبنا حضور الأربعة متهمين، لأن الجلسة بتعقد فى غرفة المداولة وثلاث متهمين فى القفص وعلاء فى زنزانة المحكمة بالأسفل وغير موجود بالقفص، ويتم نقله بحراسة خاصة بمفرده لا يخاطب أحد ولا يرى أحد.
وتابع: رئيس المحكمة قال لنا، أنا مقدرش أدخلهم الغرفة وإلا هضطر أدخل كل المتهمين في باقى القضايا، ودا صعب عشان كورونا، وطلب إثبات دفاعنا ومرافعتنا، وأنه هيخرجهم لنا من القفص ونتكلم معاهم براحتنا، فوافقنا على هذا الأمر وترافعنا، ثم خرجنا من المداولة بعد انتهاء كافة المرافعات.
وأضاف المحامي الحقوقي: بعد عشر دقائق ندهوا عليا للدخول للمستشار رئيس المحكمة وبالفعل دخلت فأخطرنى المستشار محمد عبد الستار إن علاء رجع السجن لكنه طلب عودته للمحكمة عشان أشوفه وأتكلم معاه زى ما وعدنا، وبعد نصف ساعة تم السماح بخروج الثلاث متهمين (باقر وحامد صديق وناجى زعطوط) من القفص واللقاء معنا كمحامين لكن علاء مكنش لسه وصل من السجن، وبعد حوالى ساعة ندهوا عليا مرة أخرى للدخول للمستشار والذى أخطرنى (لا تقلق أنا عارف إنهم اتأخروا وأنا مش همشى غير بعد ما تشوفوا علاء وتتكلم معاه)، فشكرته وكل الهيئة القضائية.
وقال خالد علي: “بعد ساعة جاءوا بعلاء فى حراسة مشددة، وكان المفروض التقى به فى القاعة وليس غرفة المداولة، لكنهم أدخلوه للغرفة، وبدأ علاء بالحديث عن وضعه فى السجن وحرمانه من كل حقوقه، وقال (أنا فى وضع زفت، ومش هقدر أكمل كدا مشونى من السجن دا، أنا هنتحر، وبلغوا ليلى سويف تاخذ عزايا)، وكرر الجملة أكثر من مرة بكل حزن وغضب فرفع القاضى الجلسة”.
وتابع: “فى ظل وضع مرتبك وصاخب ومحاولة إدخال علاء القفص وإصرارى على استكمال الحديث معه خرجت معه من القاعة وسمح الأمن بوقوفى معه فى طرقة تفصل بين قاعة المحكمة وغرفة المداولة وقفص الاتهام كرر علاء لى نفس كلامه وقال أنا عارف القضية الجديدة هيحلوها للمحاكمة وكدا انا من ٢٠١١ مخرجتش من السجن سنة على بعضها، لو مطلوب انى أموت يبقى انتحر وخلاص”.
وأكد علي أنه لأول مرة يجد علاء فى هذه الحالة النفسية التى تدفعه لإخطارنا بإقدامه على الانتحار، مضيفا: علاء أعرفه عن قرب لا يكذب ولا يراوغ ولا يقول إلا ما سيفعله.
وناشد خالد علي النيابة العامة وكل المعنيين بأوضاع السجون والمسؤولين عن تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان، بسرعة نقل علاء من سجن شديد الحراسة ٢ وخاصة أن هناك خصومة بين علاء وإدارة السجن لسبق تقديم بلاغ ضدهم بتعذيبه عند دخول السجن فى بداية القبضة.
وتابع: “أناشدهم بتمكينه من حقوقه فى التريض وإدخال الكتب والراديو ومكتبة السجن وممارسة كل صور الحياة العامة داخل السجن وفقا للائحة السجون، وأناشدهم السماح بدخول استشارى من أطباء مركز النديم للقاء مع علاء، وأطلب التحقيق فى وقائع ما ذكره”.
كما ناشد خالد علي في ختام حديثه، كافة المعنيين ببدء خطوات عاجلة لمعالجة ملف الحبس الاحتياطى طويل المدة وتشجيع استخدام بدائل توزان بين حقوق المتهم وحقوق المجتمع”.