العالم تحت أخطار “أوميكرون” | الولايات المتحدة تسرع وتيرة الفحص والتطعيمات.. وأوروبا تعيد فرض القيود.. واستخدام طارئ للقاح جديد

فرانس 24‏

أعلنت دول عدة حول العالم عن خطط وإجراءات لمواجهة التفشي المتسارع للمتحور أوميكرون، إذ قررت الولايات المتحدة ‏التحرك، معولة على زيادة الفحوص وتسريع وتيرة التلقيح، وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن لمواطنيه جاهزية بلاده للتصدي ‏للمتحور الجديد، وقررت أوروبا تشديد القيود.‏

وقال بايدن إن الأوضاع تثير القلق بسبب انتشار أوميكرون، لكنه شدد على ضرورة “عدم الهلع”، مؤكدا أن الأوضاع حاليا مغايرة ‏لما كانت عليه في مارس 2020، وأضاف “هناك 200 مليون شخص تلقوا كامل الجرعات اللقاحية. نحن جاهزون، وأكثر إلماما. ‏علينا فقط أن نبقي على تركيزنا”.‏

وأشار الرئيس الأمريكي إلى وجود “3 اختلافات رئيسة” حالية مقارنة بمرحلة بداية الجائحة، أولها توافر اللقاحات، بجانب وفرة ‏معدات الحماية الشخصية لمقدمي الرعاية الذين يتعين عليهم التعامل مع تدفق الأشخاص غير الملقحين إلى المستشفيات، فضلا ‏عن وجود المعرفة المتراكمة حول هذا الفيروس.‏

وعلى الرغم من ذلك، حرص بايدن على تحذير من لم يتلقوا تطعيمهم بالكامل، قائلا إن لديهم “سببا وجيها للقلق”، مشددا على أن ‏التطعيم يشكل “واجبهم الوطني”.‏

وكان البيت الأبيض قد أوضح في وقت سابق استراتيجية الرئيس الأمريكي بشأن الفيروس والتي تتمثل في إجراء فحوص، ‏وتعزيز قدرات التطعيم وتوفير وسائل إضافية للمستشفيات، من دون فرض قيود جديدة قبل عيد الميلاد.‏

وامتدت طوابير الانتظار الطويلة في بداية الأسبوع أمام مراكز الفحوص في كل أنحاء الولايات المتحدة. وأكد مسؤول كبير في ‏البيت الأبيض أنه “ليس ضروريا إغلاق مدارسنا واقتصادنا”.‏

وستوفر السلطات الأمريكية 500 مليون فحص بالمجان وستحشد ألف طبيب وممرض فضلا عن أعضاء من الهيئة الطبية في ‏الجيش.‏

كما ستقدم الولايات المتحدة أكثر من نصف مليار دولار على شكل مساعدات إضافية للمنظمات الدولية لمواجهة تفشي أوميكرون.‏

وقال بايدن لمواطنيه من البيت الأبيض “أعلم أنكم متعبون (…) نريد جميعا أن ينتهي هذا (الوضع)، لكننا ما زلنا في منتصفه. ‏ونحن في لحظة حرجة”.‏

في أوروبا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء أنه في مواجهة أوميكرون، ستحد ألمانيا من الاتصال حتى بين ‏الأشخاص الذين تم تطعيمهم، عبر حصر عدد الضيوف في احتفالات العام الجديد بعشرة‎.‎

وقال بعد اجتماع مع قادة المقاطعات الـ16 “لم يعد الوقت للاحتفالات وقضاء أمسيات مع ضيوف كثيرين”، مؤكدا أن ‏‏”الموجة الخامسة باتت على الأبواب”، كما ستغلق النوادي والمراقص أبوابها في كل أنحاء البلاد‎.‎

واعتبارا من 28 ديسمبر، باستثناء الأطفال دون سن 14 عاما، لن يسمح للأشخاص الملقحين أو الذين أصيبوا بالفيروس ‏وتعافوا منه استقبال أكثر من 10 ضيوف في منازلهم وشرط أن يكونوا جميعهم ملقحين. أما غير الملقحين فيمكنهم استضافة ‏شخصين فقط من أسرة واحدة حدا أقصى‎.‎

وخلافا لهولندا المجاورة، لا تخطط ألمانيا لإغلاق المتاجر أو دور السينما أو المطاعم، إذ إنها تعتبر أن السماح للأشخاص ‏الملقحين أو المصابين السابقين فقط بدخولها أمرا كافيا‎.‎

ولا تدابير مرتقبة من هذا النوع في فرنسا، حيث يبدو أن ثلث الإصابات بكوفيد-19 المسجلة في باريس هي بالمتحور ‏أوميكرون، وفق ما أعلن الثلاثاء المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال‎.‎

وأوضح أتال أن معدل الإصابات بكوفيد-19 في فرنسا بلغ “مستوى قياسيا جديدا” عند 537 حالة لكل مئة ألف نسمة‎.‎

تزامنا، سجلت إسبانيا الثلاثاء عدد إصابات قياسيا بكوفيد-19 على الصعيد الوطني، بلغ 49823 خلال 24 ساعة، في وقت ‏يمثل المتحور أوميكرون ما يقرب من نصف حالات الإصابة الجديدة، وفقا لوزارة الصحة‎.‎

وكان الرقم القياسي السابق يبلغ نحو 40 ألف إصابة خلال 24 ساعة، وسجل في منتصف يناير الماضي في إسبانيا التي ‏تعتبر واحدة من أكثر البلدان تضررا من جراء الموجة الأولى من جائحة كورونا‎.‎

في لندن، أعلن رئيس بلدية العاصمة البريطانية صادق خان، مساء الاثنين، إلغاء الاحتفالات التي كانت مقررة في العاصمة ‏لمناسبة رأس السنة‎.‎

وأعلنت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورجون الثلاثاء إلغاء الاحتفالات التقليدية بالعام الجديد التي عادة ما تستمر ثلاثة ‏أيام، وذلك بسبب تفشي أوميكرون، وفرض المغرب أيضا حظر تجول ليلة رأس السنة، بين منتصف الليل والسادسة صباحا‎.‎

وسط هذه التطورات، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس “إذا أردنا إنهاء الجائحة في ‏العام المقبل، يجب أن ننهي انعدام المساواة (في اللقاحات)، عبر ضمان تطعيم 70% من السكان في كل بلد بحلول منتصف ‏العام المقبل”، وأضاف “العام المقبل، تلتزم منظمة الصحة العالمية بذل كل ما في وسعها للقضاء على الجائحة”.‏

وقالت الرئيسة العلمية في منظمة الصحة، الدكتورة سمية سواميناثان، إن البيانات الأولية من جنوب أفريقيا أظهرت أن ‏حالات الاستشفاء المرتبطة بالمتحور أوميكرون كانت أقل مما كانت عليه خلال موجات دلتا السابقة‎.‎

والثلاثاء، أعطت منظمة الصحة العالمية موافقتها على الاستخدام الطارئ للقاح جديد مضاد لكوفيد-19 من تطوير شركة ‏الأدوية الأمريكية نوفافاكس، بعد ضوء أخضر حصل عليه اللقاح من هيئة الأدوية في الاتحاد الأوروبي، ليصبح بذلك عاشر ‏لقاح ينال هذه الموافقة‎.‎

كما أعلنت المنظمة أنها استأنفت تقييم لقاح سبوتنيك-في الروسي بعد أشهر من انتظار الحصول على بيانات إضافية. وقال ‏روجيريو غاسبار، رئيس قسم التنظيم والتأهيل المسبق إن المنظمة ستبدأ في تقييم جودة البيانات الواردة الشهر المقبل وتهدف ‏إلى إجراء عمليات تفتيش ميدانية في شباط/فبراير‎.‎

إزاء التفشي المتسارع لأوميكرون، أدرجت إسرائيل الولايات المتحدة ودولا أخرى في لائحتها للبلدان التي يحظر السفر إليها. ‏من جهتها أعادت تايلاند فرض الحجر الصحي على جميع المسافرين‎.‎

وتسبب فيروس كورونا بوفاة ما لا يقل عن 5,35 ملايين شخص في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين ‏عن ظهور المرض نهاية ديسمبر 2019، حسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *