الصحفي والإعلامي خالد غنيم ومعاناة 11 شهرا بالحبس بسبب نشره عن إصابات كورونا بين الأطباء.. وزوجته تروي لـ”درب” تفاصيل معاناتهم

الزوجة : كنت قلقة عليه عندما وصلته شكوى من 8 أطباء أصيبوا بكورونا.. فقال لي “ابننا بيدرس طب وممكن يكون مكانهم”

روت الإعلامية ماجدة عبد اللطيف، زوجة الصحفي خالد غنيم، معاناة زوجها في الحبس الاحتياطي لأكثر من 11 شهرا، منذ القبض عليه في 12 ابريل 2020، والمستمرة حتى الآن بعد قرارات استمرار حبس الزوج.


وطالبت الزوجة، في تصريحات لـ”درب”، بتدخل نقابة الصحفيين في محاولة لإطلاق سراحه، وعدم الوقوف أمام كونه ليس عضوا بنقابة الصحفيين، على الرغم من عمله في الصحافة والإعلام منذ عام 99 وحتى حبسه، بين مواقع وجرائد وقنوات.


وبداية تفاصيل حبس الإعلامي خالد غنيم، كانت بعد تلقيه شكوى من 8 أطباء يريدون عمل مسحات خوفا من إصابتهم بـ كورونا، وقام غنيم بنشرها ثم مسحها بعد أن تم إجراء المسحات لهم.


وقالت الزوجة، إن أثناء قيام خالد بمساعدة أهالي المنطقة في تعقيم الشوارع، تلقى مكالمة من ضابط شرطة يطالبه بالتوجه إلى قسم الشرطة، وبالفعل امتثل غنيم للطلب وتوجه إلى هناك من الشارع، ثم ظهر بعدها بحوالي أسبوعين في نيابة أمن الدولة.


وعن عمله، قالت الزوجة إن خالد غنيم عمل في جريدة “صوت الأمة” و”اللواء العربي”، وانتقل بين العديد من الصحف، ثم عمل معدا في التلفزيون في قنوات القاهرة والناس ” مع الاعلامي أسامة كمال في برنامج القاهرة 360، ومذيعا لبرنامج “المشاكس” على قناة “مصر الحياة”.
وقالت ماجدة عبد اللطيف، إن أخر جلسات تجديد حبس غنيم كانت يوم 2 مارس الجاري، وجاء القرار بـ45 يوما احتياطيا على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
وأضافت الزوجة: “أنا أم لـ4 أبناء، أحدهم يدرس في الجامعة، ونحن في حاجة إلى وجود والدهم خارج السجن”، وتساءلت الزوجة “أية ذنب خالد غنيم؟ إنه قام بعمله ونقل شكوى أطباء بشأن إصابات في مستشفى العجمي؟”.


وتابعت: “أحد الأبناء طالب في الجامعة كلية طب، وعندما تلقى خالد شكوى إصابة عدد من الأطباء في مستشفى العجمي بـ كورونا، كان المحرك الأساسي هو خوفا عليهم وعلى ابننا الذي من الممكن أن يصبح مثلهم ويحتاج للمساعدة” وتابعت كنت قلقة عليه فقال لي ” ما ينفعش اسكت .. ابننا بيدرس طب وممكن يكون مكانهم بكره” .
“لدي أبن أخر في الثانوية العامة، وأخشى أن ينضم لكلية الإعلام، خوفا عليه وعلى مستقبله خاصة في الوقت الذي أصبح أي عامل في الصحافة والإعلام معرض للخطر في أي وقت”.


وقالت الزوجة “خالد في كل زيارة يسأل، هو لية موجود في السجن؟ وهو طول عمره معروف بأنه رجل مهني يحب كلمة الحق”، مطالبة بالإفراج الفوري عنه لعدم وجود سبب لحبسه كل هذه المدة.
وألقت قوات الأمن القبض على الصحفي خالد غنيم يوم 12 ابريل بعد، ثم جرى التحقيق معه أمام نيابة أمن الدولة عليا يوم 28 ابريل 2020، فيما قررت النيابة حبسه 15 يوما احتياطيا.
ويواجه غنيم اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
واختتمت الزوجة حديثها قائلة “معاناة مستمرة منذ قرابة سنة، مع أمل يتجدد كل جلسة تجديد حبس بأن يصدر قرار إخلاء سبيله، احنا اللي محبوسين مش هما، الأهالي هي اللي محبوسة فعليا”.
وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود، يقع ما يقارب من 32 صحفيا في السجون، في اتهامات متعلقة بمشاركة أو الانضمام لجماعات إرهابية أو بخلاف أحكام القانون، ونشر الأخبار والبيانات الكاذبة.
وأحصت مراسلون بلا حدود أكثر من مائة صحفي قيد الاحتجاز أو ضحايا الاعتقال التعسفي منذ يناير 2014، علماً أن وتيرة القمع تفاقمت منذ 2017، حيث تم اعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب فيما استُحدثت هيئة رقابية جديدة باسم المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. ومنذ ذلك الحين، أصبح الصحفيون الناقدون مستهدفين بشكل منهجي، إذ غالباً ما يُتابَعون بتهمة “الانتماء إلى جماعة إرهابية” و”نشر أخبار كاذبة”.
وبحسب مراسلون، أصبحت مصر “أحد أكبر سجون العالم بالنسبة للصحفيين، بعد الصين والمملكة العربية السعودية”، حيث يحرمون من العلاج والرعاية الطبية رغم تدهور صحتهم بشكل مقلق، مثل رئيس تحرير صحيفة الشعب عامر عبد المنعم، الذي يعاني من مرض السكري.
يذكر أن مصر تقبع في المرتبة 166 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2020.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *