السيسي يصل باريس.. وفرانس 24: منظمات تدعو للتظاهر الثلاثاء ضد انتهاكات حقوق الإنسان ويطالبون بالإفراج عن المعتقلين
مدافعون عن حقوق الإنسان ينتقدون مد “البساط الأحمر” أمام الرئيس المصري.. وحقوقي: صحفيون ومحامون مصريون يتعرضون للقمع والملاحقات
عبد الرحمن بدر
قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وصل إلى مطار أورلي بالعاصمة باريس في أولى أيام زيارته الرسمية لفرنسا.
وفي سياق متصل قال موقع (فرانس 24) إنه انتقد مدافعون عن حقوق الإنسان مد فرنسا “البساط الأحمر” أمام عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لفرنسا. وطالب ناشطون بالاشتراط على السيسي الإفراج عن المعتقلين السياسيين مقابل تقديم فرنسا الدعم العسكري لمصر.
وبحسب (فرانس 24) دعت 20 منظمة لتنظم مظاهرة الثلاثاء المقبل، أمام الجمعية الوطنية الفرنسية للتنديد بـ”الشراكة الاستراتيجية” بين مصر وفرنسا تحت شعار “مكافحة الإرهاب”.
وقال أنطوان مادلين، المسؤول في الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، إحدى المنظمات الداعية إلى المظاهرة: “إننا مذهولون لرؤية فرنسا تمد البساط الأحمر، في حين هناك اليوم أكثر من ستين ألف معتقل رأي في مصر”.
وتتخلل “زيارة الدولة” التي يقوم بها السيسي من الأحد إلى الثلاثاء مسيرة عسكرية من مجمع ليزانفاليد إلى قصر الإليزيه تمر تحت قوس النصر، ولقاءات على أعلى المستويات السياسية.
ونددت المنظمات باستخدام السلطات المصرية المسرف لتشريعات مكافحة الإرهاب للقضاء على العمل المشروع من أجل حقوق الإنسان وإلغاء أي معارضة سلمية”.
ولفت مادلين إلى أنه بعدما طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من نظيره المصري خلال زيارة إلى القاهرة في مطلع 2019 “حماية حقوق الإنسان”، حصل منذ ذلك الحين “تصعيد في القمع” أفضى إلى “أخطر وضع في تاريخ مصر الحديث”. وقال إن “محامين وصحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان يتعرضون لملاحقات ومضايقات وقمع” في البلاد.
وأوضح أن “الانتقال من الأقوال إلى الأفعال” يعني “وقف صفقات الأسلحة ومعدات المراقبة الإلكترونية من شركات فرنسية في الظروف الحالية، وإلا فستكون متواطئة في القمع”.
وتحدثت سيلين لوبرون عن زوجها الناشط المصري الفلسطيني رامي شعث، أحد وجوه الربيع العربي في القاهرة عام 2011، الموقوف “احترازيا” منذ اعتقاله في الخامس من يوليو 2019.
وقالت لوبرون التي تدرّس العلوم السياسية “ملفه فارغ تماما، الاتهامات (بإثارة ‘اضطرابات ضد الدولة’) خالية من أي عناصر أدلة” ضد الناشط الذي تم تجديد توقيفه الاحترازي 19 مرة خلال 17 شهرا، ولم تتمكن زوجته من التحدث إليه هاتفيا سوى مرتين في مايو وأغسطس. وأوضحت أن زوجها موقوف مع 13 سجينا آخرين في زنزانة مساحتها 25 مترا مربعا و”ينام أرضا على أغطية”، في حين يعاني من وضع صحي هشّ.
ولا تكتفي لوبرون بالدفاع عن زوجها بل تشير إلى “آلاف الأشخاص الموقوفين بدون أدلة أو بموجب اتهامات متعلقة بالإرهاب، في حين انتقدت الأمم المتحدة استخدام مصر هذه التشريعات”.
ويوصي المدافعون عن حقوق الإنسان بربط أي مساعدة لمصر بوجوب تحقيق تقدم على صعيد حقوق الإنسان، وهو ما وعد باعتماده الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن. وينقض الناشطون الحقوقيون تأكيدات فرنسا بأن مصر تشكل “عامل استقرار في المنطقة”.
وتقول سيلين لوبرون “يتهيأ لي أن مصر تشبه أكثر فأكثر طنجرة ضغط على وشك الانفجار”، في حين أن ناشطي المجتمع المدني مثل زوجها يمكنهم تجسيد “معارضة سلمية وديمقراطية”.
وفي وقت سابق اليوم قالت رئاسة الجمهورية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يقوم بزيارة رسمية اليوم إلى الجمهورية الفرنسية تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الزيارة تأتي في إطار حرص الجانبين على تنمية العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وبحث سبل تعزيزها خلال الفترة القادمة حيث ستشمل عقد مباحثات قمة بين السيسي وماكرون ستتناول كافة جوانب وموضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك التنسيق السياسي المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وأوضح المتحدث الرسمي أنه من المقرر أن تتضمن الزيارة كذلك لقاءات الرئيس مع رئيس الوزراء الفرنسي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الفرنسيين، ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسي، لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، خاصة تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاستثمارية والتجارية في ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة في المشروعات القومية الكبري في إطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر.