الذكرى السادسة لخلودها.. شيماء الصباغ «شهيدة الورد» التي عاشت «على ضهر تذكرة» وغنت للثورة ورحلت مع ذكراها (بروفايل)
كتب – عبد الرحمن بدر:
“ماما نفسي أشوفك جدًا”، بهذه الكمات علق بلال أسامة، نجل الراحلة شيماء الصباغ، القيادية السابقة بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التي تحل اليوم الذكرى السادسة لاستشهادها في ميدان التحرير قبل يوم من ذكرى ثورة 25 يناير، أثناء مشاركتها في مسيرة بميدان التحرير للمطالبة بحقوق الشهداء فلحقت بهم برصاص خرطوش.
تركت شيماء ولدها طفلا لكنه اليوم يكتب لها رسائل تفيض بالحب والفخر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي: “أنا فرحان إن الناس فاكرة مامتي”، هكذا يكتب بلال فيأتيه سيل من التعليقات لتذكره أن الشهداء يعيشون في ذاكرة الأمم وقلوب الشعوب.
تقول الدكتورة منى مينا: “حتى لا ننسى، ضربت شيماء بالخرطوش واستشهدت وهي تحاول إهداء باقة زهور لأرواح شهداء يناير”.
(علّي صوتك بالغنا.. كل الأماني ممكنة)، بحماس شديد وصوت رقيق وقفت الناشطة شيماء الصباغ تغنى في ميدان الرمل بالإسكندرية أثناء ثورة 25 يناير2011، وهي تشارك ملايين الثائرين ضد نظام حسني مبارك حلم التغيير، كانت وقتها حاملاً في طفلها بلال.
وفي الذكرى الرابعة للثورة قتلت الناشطة بطلق ناري 25 يناير قرب ميدان التحرير، وكانت وقتها تحمل الورود وتطالب بالقصاص لشهداء الثورة، اليوم ونحن نستقبل الذكرى العاشرة للثورة، نحيي ذكرى الشهيدة شيماء الصباغ، وصار بلال الذي كان جنينًا في علم الغيب أثناء الثورة، إلى شخص يعرف الثورة ويكتب على مواقع التواصل في ذكراها، صار واحد من الجيل الذي يعرف أن للثورة شهداء وتضحيات، وأن ميدانها الفسيح شهد بطولات كثيرة ستحكيها الأجيال المتعاقبة بفخر.
كانت شيماء في صدارة المتضامنين مع العمال وأصحاب المظالم فتقدمت المسيرات والوقفات الاحتجاجية وهي تهتف بصوت جسور “عيش حرية عدالة اجتماعية”، شاركت شيماء صاحبة الـ33 عامًا في محطات الثورة المختلفة، وانضمت لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وشغلت منصب أمين العمل الجماهيري بالحزب في الإسكندرية، وصدر لها بعد رحيلها ديوان (على ضهر التذكرة) عن دار ابن رشد للنشر، وضم مقتطفات شعرية من صفحتها على (فيس بوك).
“الشهيدة الرفيقة شيماء الصباغ … لن ننساك … ولن ننسى أيادي القتل والاغتيال … تحية عميقة لروحك النبيلة”، هكذا علق الدكتور علاء عوض أستاذ أمراض القلب في الذكرى السادسة لرحيل شهيد الورد.
“البلد دي بقت بتوجع.. ومفهاش دفا.. يارب يكون ترابها براح.. وحضن أرضها..أوسع من سماها”، كانت هذه العبارة آخر ما كتبته شيماء الصباغ، قبل أن تصعد روحها في ميدان الثورة لتنضم لطابور الشهداء.
“كل أبناء وبنات مصر أولادي وبناتي، وهذه ابنتي ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك” كانت تلك الكلمات جزء من تعليق الرئيس عبدالفتاح السيسي على الواقعة التي أثارت موجة انتقادات وإدانات من أحزاب ومنظمات وشخصيات عامة، وأحال النائب العام الراحل هشام بركات ضابط للمحاكمة شرطة بتهمة قتل الناشطة المعروفة.
وفي 2017 قضت محكمة النقض فى حكم نهائي بات، بتخفيف حكم الجنايات الصادر بمعاقبة الضابط ياسين حاتم من السجن المشدد ١٠ سنوات إلى السجن ٧ سنوات، لإدانته بقتل شيماء الصباغ يوم 24 يناير 2015 في احتفالات الذكرى الرابعة لثورة يناير 25 يناير.
ستبقى شيماء الصباغ حية في ضمير الشعب، بعدما عاشت حياتها منحازة للثورة والعدل، وكمال يؤكد مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: “استشهدت في الخط الفاصل بين الحرية والاستبداد.. عند نقطة التماس بين الثورة والثورة المضادة”.