الحكاية والحواديت كلها دايرة عليك.. عن مجدي نجيب شاعر الكلمة والريشة (بروفايل)
كتب- محمود هاشم:
في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، الموافق 7 فبراير 2024، أغمض الشاعر والفنان التشكيلي الكبير مجدي نجيب عيناه للمرة الأخيرة عن عمر 88 عاما، بعد معاناة مع أزمة صحية، مخلفًا وراءه إرثًا يتلألأ في سماء الأدب والفن.
برحيل نجيب فقدت الأغنية المصرية أحد أبرز مبدعيها، كما فقد الفن التشكيلي واحدا من أهم رواده، الذين مزج في أعماله الكلمة والريشة، حتى لقب بـ”شاعر اللون”، من خلال قصائده ورسوماته التي نقلتنا في رحلة إلى أعماق الإنسانية.
في بدايته، عمل نجيب كمحرر صحفى فى مجلة “صباح الخير” ثم مجلة الكواكب، وبعد لقائه الفنانة شادية كتب لها “قولوا لعين الشمس” التي لحنها الموسيقار الكبير بليغ حمدي، قبل أن يتعاون مع العديد من نجوم الطرب وعلى رأسهم عبدالحليم حافظ ونجاة وفايزة أحمد.
ترك مجدي نجيب بصماته الفنية في مختلف مجالات الفن، حيث قدم لنا مجموعة رائعة من الأغاني التي لا تزال تُغنى وتُحب، والتي جسدت أعمق المشاعر وأصدق الأحاسيس، فكان له مساهمات مهمة في تأليف أغان لعدد كبير من نجوم الفن، مثل عبد الحليم حافظ، وشادية، وفايزة أحمد، وشهرزاد، وهاني شاكر، ومحمد منير، وغيرهم الكثير.
وكانت دواوينه الشعرية مصدر إلهام للكثيرين، حيث استمد الفنانون والشعراء الراحلون من كلماته الجميلة وأفكاره العميقة، ومن بين أشهر دواوينه صهد الشتا، وليالي الزمن المنسي، وممكن، والوصايا.
ومن أبرز وأهم أغنيات مجدي نجيب قولوا لعين الشمس لشادية، كامل الأوصاف لعبدالحليم حافظ، جاني و«جاني طلب السماح» صباح، «العيون الكواحل» فايزة أحمد، «سيبوني أحب» هاني شاكر، كما قدم الشاعر الراحل مجموعة كبيرة من أغنيات الكينج محمد منير، ومنها حواديت، من أول لمسة، شبابيك، بعتب عليكي، ليلى.
كانت حياة مجدي نجيب مليئة بالعطاء والإبداع، ولم يتوقف تأليفه ورسمه حتى في أصعب الظروف، حيث تعرض للسجن في الخمسينيات في عهد جمال عبدالناصر بسبب آرائه السياسية وقضى 3 سنوات في المعتقل، لكنه لم يستسلم واستمر في إبداعه حتى آخر لحظة من حياته، بل قدم أغنية شبابيك كنوع من العتاب واللوم لعبدالناصر، الذي تعرض نجيب للسجن في عهده بينما كان من أبرز محبيه.
وقال نجيب في كلمات “شبابيك”: “الدنيا كلها شبابيك، والسهر والحكاية والحواديت، كلها دايرة عليك، والكلام كم كان عليك، واللى كان خايف عليك، انتهى من بين إيديك”.
لكن لم يكن إبداع مجدي نجيب مقتصرًا فقط على عالم الشعر والأغنية، بل تجلى أيضًا في فن التشكيل، حيث رسم لوحات تجسد بكل ألوانها وأشكالها جمال الحياة وعمق الفكر، ومن خلال معارضه الفنية، كان يقدم لنا تصوراته البصرية للأغاني التي كتبها، مما جعل الجمهور يشاهدها ويعيشها بشكل مختلف ومميز، ومن بين أبرز معارضه “شبابيك”، على غرار أغنيته الشهيرة التي كتبها لمنير، وتضمن من 22 لوحة، طرح خلالها تصوره بصريًا للأغاني التي ألفها لمنير.
تعرض مجدى نجيب لأزمة صحية شديدة فى الفترة الأخيرة انتقل على أثرها المستشفى ولم تتحسن حالته حتى رحل اليوم تاركا وراءه إرثا كبيرا من الأعمال الفنية التى تظل محفورة فى وجدان عشاقه ومحبى أغانيه.
إن رحيل مجدي نجيب يترك فراغًا كبيرًا في قلوب الجميع، إلا أن إرثه الفني سيظل حيًا في قلوب القراء والمحبيسن، فقد كانت كلماته ورسوماته تنبض بالحياة والإلهام، لتنير دروب الشعر والفن.
تعرض الشاعر والفنان التشكيلي الكبيرلأزمة صحية شديدة في الفترة الأخيرة، حيث نُقل إلى المستشفى بسببها، ولكن لم تتحسن حالته، وفي النهاية رحل اليوم، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا يظل محفورًا في قلوب عشاقه ومحبي أعماله الفنية.
ترك رحيل مجدي نجيب فراغًا كبيرًا في قلوب الجميع، فقد كانت كلماته ورسوماته تنبض بالحياة والإلهام، ما جعلها تنير دروب الشعر والفن وتلامس أعماق القلوب، لكن على الرغم من رحيله، فإن إرثه الفني سيظل حيًا في قلوب القراء وعشاق الفن، حيث ستستمر أعماله في إلهام وإثراء أحبابه، وستظل ذكراه خالدة ومحفورة في ذاكرة الجميع.