الثلاثاء جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة.. وهاني رسلان يكتب 10 ملاحظات عن تطورات الأزمة: موقف السودان سيضغط على إثيوبيا
عبد الرحمن بدر
تبدأ الثلاثاء، جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة لمحاولة الوصول إلى حل، حيث تعقد السودان ومصر وإثيوبيا اجتماعا ثلاثيا، لبحث الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي، بحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وجنوب أفريقيا.
وقالت وزارة الري السودانية في بيان إن الاجتماع سيعقد عبر الفيديو لمناقشة القضايا العالقة في المفاوضات التي توقفت في فبراير الماضي بين الدول الثلاث حول سد النهضة.
وكانت قد عُلقت المفاوضات إثر رفض إثيوبيا توقيع مسودة اتفاق أعدته الولايات المتحدة والبنك الدولي حول ملء أديس أبابا لسد النهضة.
كما رفضت كل من السودان ومصر مقترحا إثيوبيًا في 12 أيار بتوقيع اتفاق جزئي للبدء بملء بحيرة السد في يوليو المقبل.
بدوره كتب هاني رسلان، رئيس بحوث السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية 10 ملاحظات حول تطورات أزمة سد النهضة، مؤكدًا أن موقف السودان سيكون ضاغطًا على أديس أبابا.
وإلى نص ما كتبه هاني رسلان في حسابه على (فيس بوك)، اليوم الاثنين:
١- بلا شك أن هذه العودة للتفاوض انتصار لمؤسسات الدولة المصرية ، حيث تراجعت اثيوبيا بشكل كامل عن الصيغة التى كانت تطرحها، بأن ” النهر نهرنا والماء ماؤنا ونفعل ما نشاء “، وذلك لأنها تدرك أن ساعة الحقيقة قد حانت وأن الاستمرار فى الجعجعة الفارغة، سيكون له ثمن .
٢- حضور ثلاثة مراقبين من الولايات المتحدة وجنوب افريقيا والمفوضية الأوروبية، يعد أمرا فى صالح مصر وليس ضدها، إذ أنه توسيع للصيغة التى كانت قائمة فى مفاوضات واشنطن، كما أن الموقف المصرى متطابق بشكل كامل مع القانون والعرف الدوليين ومع كل السوابق فى احواض الأنهار وليس هناك ما نخشى منه، إنما هو عبء على إثيوبيا التى تشطح تصريحاتها ومواقفها فى أودية سحيقة بعيدة كل البعد عن الواقع المعاصر والقوانين الدولية.
٣- حضور جنوب إفريقيا والمفوضية الأوروبية يبدو استجابة لمطلب اثيوبى وحل وسط وايجاد تمثيل أفريقى، وهذا لا يضير مصر ايضا كما أشرنا فى النقطة السابقة ، سيتم الاتفاق على القواعد الحرارية ودور المراقبين فى اجتماع الغد .
٤- القاعدة التى ستدور عليها المفاوضات هى اكمال الجهود السابقة من حيث انتهت مفاوضات واشنطن، وكما هو معلوم كان قد تم الاتفاق على ٩٠% من مسودة الاتفاق، وبقيت ١٠% كانت واشنطن قد قامت بوضعها بالتنسيق مع البنك الدولى بشكل يحفظ التوازن بين مصالح الدول الثلاث ورفضها الطرف الاثيوبى . وبالتالى سيدور التفاوض على هذه النسبة المتبقية . وهذا ايضا انتصار مصرى اخر ، لأن إثيوبيا كانت تريد التنصل من ذلك، وتزعم أن ما تم الاتفاق عليه كان تعبيرا عن وجهة النظر المصرية ، وانه كان هناك انحياز أمريكى لمصر .
٥- فى حال توافر إرادة سياسية لدى اثيوبيا يمكن الوصول إلى اتفاق فى وقت قريب، وقبل البدء فى الملء الذى سيبدأ حسب التصريحات الإثيوبية ، فى الموسم الحالى ( يوليو – سبتمبر ).
٦- الموقف السودانى هذه المرة سيكون ضاغطا على إثيوبيا، والتصريحات الرسمية السودانية واضحة، أن الملء بدون وجود اتفاق سيشكل خطرا مباشرا على السدود السودانية التى تقع أسفل السد الاثيوبى مباشرة ، وبخاصة سد الروصيرص، وهذا يعنى أن السودان قد تحقق من أن نار المرواغات الإثيوبية قد بدأت تمتد إلى داخل البيت السودانى .
٧- هذه آخر فرصة لإثيوبيا لكى تعود إلى رشدها وإلى القوانين والأعراف الدولية، وإلا ستكون هى المتسبب والمسئول عن الصراع الحتمى الذى سينشأ فى حوض النيل الشرقى .
٨- حينما نتحدث عن الصراع ، فهذا لا يعنى التحول الفورى الى الحرب أو الحل العسكرى، لأن الصراع يتضمن طائفة واسعة من الأدوات والوسائل، تقع الحرب فى ذروتها، وهى بالطبع متضمنه ولكن ليس من الضرورى البدء بها ، فهذا يعود إلى تقديرات صانع القرار وخططه الاستراتيجية وتوقيتاته .
٩- أعلنت مصر مرارا وتكرارا وبكل الوسائل رغبتها فى حل متوازن ، وأنها تسعى لاقتسام المصالح والتشارك فى التنمية ، وما زالت القيادة السياسية المصرية حريصه على ذلك فى كل تصريحاتها وتحركاتها ، ولم ترد اى إشارة رسمية إلى الحل العسكرى قط .
١٠ – على الطرف الإثيوبى يعى بأنه هناك يدا ما زالت ممدوة للتعاون ، وعليه أن يختار، فلا مزيد من المراوغات الصبيانية، أو محاولات التذاكى المكشوفة والمثيرة للسخرية.
يذكر أن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميك ميكونين، قال إن بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير يجري على قدم وساق في محاولة لبدء ملء المياه بالإطار الزمني المحدد له.
وأجرى وفد إثيوبي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء زيارة سد النهضة الإثيوبي الكبير، أمس، وأكد ديميك خلال الزيارة على ضرورة الإسراع في بناء السد من أجل البدء في ملء المياه في الإطار الزمني المحدد، وأشار إلى أن البناء وصل إلى مرحلته المحدد، وأضاف قائلاً: “نحن الآن على وشك أن نشهد المرحلة الأولى من المشروع بجهد منسق”.
كما حث قادة المشروع والخبراء والموظفين، على إنجاز مسؤولياتهم باتخاذ الاحتياطات المناسبة من جائحة كورونا خلال فترة البناء، حيث تخطط أديس أبابا لبدء ملء سد النهضة الإثيوبي الكبير في موسم الأمطار المقبل لهذا العام.
ونشر وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، صورا التقطت أثناء زيارته وفريق حكومي لسد النهضة، للوقوف على أعمال البناء قبل بدء الجدول الزمني لملء الخزان في يوليو المقبل 2020.
ونشر بيكيلي الصور على حسابه في (فيس بوك) وأرفقها بتعليق قال فيه إن فريقا ضم نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين، وعددا من الوزراء ورئيس هيئة الأركان يرافقه في الزيارة.
وأوضح أنه وفقًا لخطة البدء في الاحتفاظ بالمياه في الصيف، سيتم الملء الأوب باحتجاز 4.9 مليارات متر مكعب، لافتا إلى أن المياه ما تزال تتدفق باتجاه السودان.
وقال وزير الري والمراد المائية، ياسر عباس، إن سد النهضة الإثيوبي، يؤثر على التخزين في خزاني الرصيرص وسنار، ما يحتم الاتفاق أولا على مبادئ الملء الأولي.
وأكد أن الوصول إلى توافق بين السودان وإثيوبيا ومصر، بشأن ملف سد النهضة قبل البدء في عملية الملء الأولي أمر ضروري للسودان، ويعتبر موقفا مبدئيا للبلاد، وشدد على أن الخرطوم تعد طرفا أصيلا في المفاوضات الخاصة بالسد الاثيوبي، وهي الأكثر تأثرا بالسد من الدولتين.