التحالف ينعي البدري فرغلي: لم تلن عزيمته ولم يستسلم للضغوط.. ورحيله خسارة للنضال الاجتماعي والعمالي
كتب – أحمد سلامة
نعى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، القيادي اليساري العمالي ورئيس اتحاد أصحاب المعاشات عضو مجلس الشعب السابق البدري فرغلي، الذي وافته المنية صباح اليوم الاثنين، بعد مسيرة حافلة من الدفاع عن حقوق العمال والنقابات والمهمشين، ومناهضة سياسات التوريث والخصخصة والإفقار.
كان ياسر البدري فرغلي مدير إدارة الشئون القانونية لدى مصلحة الضرائب قد أعلن وفاة والده المناضل العمال، مؤكدًا تشييع الجثمان بعد صلاة العصر من المسجد العباسي ببورسعيد ليتم دفنه بمقابر الأسرة.
وناشد الابن الأهالي من أبناء المحافظة الدعاء لوالده، حيث دون على صفحته الشخصية بالفيس بوك قائلا “إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبي عند الله وما عند الله خير وأبقى.. أحبكم أبي أكثر من نفسه فكونوا بجواري ولو بالدعاء.. صلاة العصر من المسجد العباسي”.
وقال الحزب في بيان أصدره “ببالغ الأسى ينعى حزب التحالف الشعبى الإشتراكى نائب الشعب لدورات عديدة البدرى فرغلي”.
وأضاف البيان “خرج البدرى من صفوف مدرسة الوطنية المصرية والكفاح العمالى، وخاض غمار الكفاح العمالى لسنوات وسط زملائه ورفاقه عمال الشحن والتفريغ ببورسعيد ، وبسبب هذا النضال تم الزج به مع رفاق آخرين فى سجون السادات”.
وتابع “ولم تلن له عزيمة ولم يستسلم للضغوط حتى وصل لمقعد مجلس الشعب فى عام ١٩٩٠ ، فأبلى تحت القبة خير بلاء لعدة دورات ، مدافعا عن حقوق العمال والجماهير الشعبية فى وجه الحملات الانفتاحية والتصفوية للقطاع العام ، وكشف الفساد فى أقوى الاستجوابات التى عبرت عن الجماهير ، فحاز ثقتهم مؤكدا جدارة نموذج العامل والقائد النقابى القادم من القاعدة فى التعبير عن مصالح الشعب خير تعبير”.
واستكمل البيان “وفى السنوات الأخيرة كرس البدرى الجزء الأكبر من وقته وجهده لتأسيس اتحاد المعاشات والدفاع عن حقوق أصحاب المعاشات فى استعادة مئات المليارات من مدخراتهم المسلوبة والمهدرة وإدارتها بأنفسهم ولصالحهم، وكللت جهوده بالحصول على الحكم الشهير بأحقية أصحاب المعاشات فى الخمس علاوات التى كانوا قد حرموا منها ، وهو الأمر الذى كانت الحكومة تنكر احقيتهم فيه وماطلت لسنوات لتحول دون تحققه”.
واختتم البيان بالقول “إن رحيل البدرى لاشك خسارة كبيرة للنضال الإجتماعى والعمالى ، ولكننا واثقون أن رفاق نضاله فى المدرسة النقابية والسياسية التى أرسى دعائمها ومعالمها سيواصلون الطريق الذى اختطه المناضل البدرى فرغلي.. نسأل الله له الرحمة والمغفرة وللأسرة وكل الرفاق فى اتحاد أصحاب المعاشات وحزب التجمع الصبر والسلوان”.
كان فرغلي، عضو الأمانة العامة لحزب التجمع، وأحد أبرز مؤسسيه، أيضا أحد نشطاء المقاومة الشعبية المسلحة في بورسعيد بعد نكسة يونيو 1967، كما شارك البدري في إصدار مجلات حائط تنادي بالحرب على إسرائيل في فترة العدوان، كما تطوع مع آخرين لترميم مطار شاوة الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973..
وفي 1966، اعتقل في فترة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر للمرة الأولى، بسبب مشاركته في احتجاج لعمال ميناء بورسعيد، وفي هذه الفترة احتك بالعمال اليساريين الذي أضاؤوا له طريق النضال فيما بعد، وفي 1975 مرة أخرى في فترة السادات لمشاركته في تأسيس «قصر ثقافة بورسعيد»، مع مجموعة من اليساريين، وتم حبسه في سجن الزقازيق حينها.
وفي أثناء وجوده في مجلس الشعب، قدم فرغلي مئات الاستجوابات دفاعا عن حقوق العمال، ومناهضة للخصخصة، والفساد السياسي والاجتماعي، فضلا عن العديد من القضايا الوطنية الأخرى.
أسّس اتحاد أصحاب المعاشات الذي تحوّل لاحقاً إلى «النقابة العامة المستقلة لأصحاب المعاشات»، وخاض العديد من المعارك القانونية دعما لحقوق أكثر من ١٠ ملايين مواطن من أصحاب المعاشات، خاصة في قضية العلاوات الخمس، وفي 2105، أقام فرغلي دعوى قضائية، مطالبا بضم العلاوات الخمس إلى الأجر المتغير لأصحاب المعاشات.
وقضت المحكمة لصالح فرغلي، ما دعا وزارة التضامن وهيئة مفوضي الدولة للطعن على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا، التي أصدرت حكمًا أيضا لصالح أصحاب المعاشات.