البرعي عن حديث السيسي لصحيفة ألمانية: لا يمكن التطلع لدعم دولي في قضايا مصيرية دون تصفية ملف الحبس الاحتياطي بشكل عادل
البرعي: مصر تصنيفها في المركز ١٢٥ من ١٢٨ دولة بمؤشر العدالة العالمي وملف الحبس الاحتياطي جزء من انهيار الترتيب
كتب: عبد الرحمن بدر
علق المحامي الحقوقي نجاد البرعي، على حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي، لصحيفة دي فيلت الألمانية، وحديثته عن الحريات والمحبوسين وغيرها من القضايا.
وقال نجاد في تدوينة له، الأحد:”لن تستطيع الحكومة أن تسوق إنجازاتها – أيا كان الرأي فيها – في أي مجال دوليا وربما محليا طالما ظل ملف الحبس الاحتياطي المطول والمكرر على ما هو عليه”.
وتابع: “اليوم في حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي مع صحيفه لافييت الألمانية قال إن الأمن لا يجب أن يأتي على حساب الحرية، حتى في بلد يعاني من أوضاع صعبة مثل وضعنا”.
وأضاف البرعي: “قلت لكل من أسعدني الحظ بلقائهم وأقول هنا وساظل أردد أنه لا يمكن التطلع إلى فرص استثمارية حقيقية أو دعم دولي لافت في قضايا مصيرية دون إصلاح جذري لملف مرفق العدالة وتصفية ملف الحبس الاحتياطي بشكل قانوني عادل، من لدي النيابة عليه دليل فلترسله إلى قاض يحكم له أو عليه ؛ ومن لا يقوم لديها عليه دليل فلتطلق سراحه فورا ودون تدابير احترازيه”.
وقال المحامي الحقوقي: “سمعة مصر على المحك، ومصر جري تصنيفها في المركز ١٢٥ من ١٢٨ دوله في مؤشر العدالة العالمي عام ٢٠٢٠، أي ليس بينها وبين القاع غير دول ثلاث، وجزء من انهيار هذا الترتيب هو ملف الحبس الاحتياطي المطول والمكرر”.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال إن الأمن لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية حتى في بلد يعيش ظروفا صعبة مثل مصر، وذكر السيسي أنه لا صحة لوجود 60 ألف معتقل سياسي في مصر.
وتابع السيسي في مقابلة مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية نشرتها على موقعها الإلكتروني السبت: “ليس لدينا هذا العدد الكبير من السجون التي يمكن أن تستوعب مثل هذا العدد من السجناء.. نحن لا نحبس أي شخص بسبب آرائه السياسية”.
وأضاف السيسي أن ما يسري في مصر حاليا يثير استياء جماعة الإخوان المسلمين، التي وصلت إلى السلطة عقب مساع دامت 90 عاما ثم ثار عليها الشعب بعد عام واحد من توليها السلطة، على حد تعبيره، مضيفا أن الجماعة تحاول لذلك نقل انطباع سلبي عن حالة حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية في مصر، بغرض تشكيل ضغط أوروبي على مصر.
وقال السيسي: “أريد إخراج المصريين من موقف صعب حتى لا تنهار مصر مثل دول أخرى. نريد أن نصبح دولة دستورية. كل ما في الأمر أننا دولة يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة وعلينا أن نواجه واقعا قاسيا”.
وذكر السيسي أن النقد مسموح به للجميع، لكن يجب أن يكون “نقدا بناء وليس تحريضا”، وقال: “الاستقرار مهم للغاية، خاصة في بلد مثل مصر يبلغ عدد سكانه 100 مليون نسمة ويشكل الشباب أكثر من 60% منه… نريد دولة دستورية، لكن التحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول”.
وقال السيسي إن “الأمن لا يجب أن يأتي على حساب الحرية، حتى في بلد يعاني من أوضاع صعبة مثل وضعنا”.
وتابع موجها حديثه لمحاور الصحيفة: “لقد قطعت بلادك شوطا طويلا وهي الآن من بين أغنى البلدان في العالم، مصر بعيدة عن ذلك، لكن الناس هنا يريدون أن يكونوا قادرين على العيش، والسؤال هو ما إذا كانت أوروبا ترغب في مساعدتهم. مثل الحصول على تعليم جيد حتى يتمكنوا من معرفة الفرق بين حرية التعبير والفوضى. أو لتوفير فرص عمل لشبابنا”.
وواصل السيسي موجها حديثه للمحاور: “هل أنت مستعد في أوروبا لمساعدتنا حتى نتمكن أيضا من الحصول على نفس المستوى من التعليم كما هو الحال في أوروبا؟ أو نظام صحي جيد مثل نظامك؟ لم ينزل الناس في بلادنا إلى الشوارع من أجل حرية التعبير، بل ليتمكنوا من العيش”.
وواصل السيسي حديثه لمحاوره بصحيفة “دي فيلت” الألمانية متسائلا: “هل تحاول حقا وضع معاييرك الخاصة للحرية والديمقراطية؟ كان لابد أن تنظر أيضا إلى وضع الناس في مصر وترى كيف يعيشون فقراء وغير متعلمين. لا أريد أن أطلب المال لمصر. قدم لنا بعضا من خبرتك وصناعتك وتقنيتك. نريد أن نحصل على جزء من تقدمك، تماما كما تريد منا أن نتبنى تصوراتك عن الحرية”.