«افتكروه في دعواتكم النهارده».. أيمن عبدالمعطي يقضي عيد ميلاده الـ51 في السجن: أمنيته يحضر عيد ميلاد بنته بعد أيام
كتب- حسين حسنين
شمعة ثالثة لن يتمكن الباحث ومدير الدعاية والتسويق لدار المرايا للنشر والتوزيع، أيمن عبدالمعطي، الذي يتم اليوم الجمعة 51 عاما، من إطفائها مع زوجته وأبنائه وأصدقاءه، حيث يقبع خلف القضبان في الحبس الاحتياطي منذ نحو ثلاث سنوات.
«النهاردة عيد ميلاد أيمن.. تالت عيد ميلاد بيقضيه في فترة حبس احتياطي وصلت دلوقتي لسنتين و١٠ شهور، وفي ظروف اعتقال سيئة جدا، في غياب رفاق المعتقل القدامى في طرة».. هكذا قالت زينب مصطفى، زوجة الباحث أيمن عبدالمعطي عبر موقع «فيسبوك».
وأضافت زينب أن عبدالمعطي «معزول تماما»، لافتة إلى أنه «ميعرفش اخبار لا عن الناس ولا الحياة إلا الكلمتين بتوع الربع الساعة بتاعة الزيارة الشهرية، ومحروم من أبسط البديهيات بما فيها القليل اللي كان متاح منها في أول سنتين اعتقال».
وتابعت: «تفاءلنا شوية الفترة اللي فاتت، وكانت أمنيتي يخرج قبل عيد ميلاده، وكانت أمنيته هو يحضر عيد ميلاد شمس بعد أيام.. في آخر زيارة من يومين حس أن دا بقى حلم بعيد، بس مش بعيد على ربنا.. يارب تنتهي هذه المعاناة لنا ولكل اللي عايش زيها».
وأختتمت زينب منشورها قائلة: «ياريت تفتكروا أيمن في دعواتكم وأمنياتكم النهاردة».
يذكر أنه قد تم إلقاء القبض على الباحث ومدير الدعاية والتسويق لدار المرايا للنشر والتوزيع، أيمن عبد المعطي من مقر عمله بدار المرايا للنشر بتاريخ 18 أكتوبر 2018 وظل رهن الاختفاء إلى أن ظهر داخل نيابة أمن الدولة العليا بتاريخ 20 أكتوبر 2018.
وحققت النيابة مع عبدالمعطي آنذاك في القضية رقم 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة بالتهم «مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها ونشر أخبار وبيانات كاذبة».
وأصدرت قرارها بالحبس الاحتياطي، وتوالت جلسات تجديد الحبس الى أن صدر قرار من محكمة جنايات القاهرة باستبدال الحبس الاحتياطي بتدبير احترازي بتاريخ 23 أغسطس 2020.
إلا أن القرار لم ينفذ وظل رهن الاحتجاز غير القانوني بأحد مقرات الأمن الوطن، حتى ظهر في 17 سبتمبر 2020 داخل نيابة أمن الدولة مرة أخرى والتحقيق معه في القضية 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة والمعروفة إعلاميا بقضية أحداث 20 سبتمبر.
ووجهت له اتهامات الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، نشر أخبار وبيانات كاذبة والتحريض على التجمهر، رغم أنه سجين منذ ما يقرب من عامين، ليتم تدويره وحبسه احتياطيا مرة أخرى ليبدأ سلسلة جديدة من الحبس الاحتياطي.
قبل الاعتقال، لم يكن لأيمن أي نشاط سياسي حسبما أكدت زينب مصطفى، التي قالت في حوار سابق مع درب: «للأسف لم يتضح لنا حتى الآن أسباب اعتقال أيمن وبقائه طيلة هذه المدة قيد الحبس الاحتياطي على ذمة قضية لم يحال أي ممن كانوا محبوسين على ذمتها إلى المحاكمة أصلا».
وأضافت: «أيمن توجهاته ومواقفه معروفة، وكذلك انشغاله بالقضايا العمالية والحقوقية، وليس في هذا أو ذاك ما يخالف القانون على الإطلاق، ولكن في الفترة السابقة للقبض عليه كان يركز على عمله بإحدى دور النشر وحياته الأسرية فقط، وكان بعيدا تماما عن العمل العام».
على مدونته الشخصية التي حملت عنوان «أكتب كي لا أكون وحيدًا»، كتب عبدالمعطي، المحب للحياة والعاشق للكتابة: «ماذا نكتب، وكيف نمتلك الجراءة على فعل الكتابة والتدوين، وماذا تعني الكتابة بالنسبة لمن يمارس طقوسها، وهل تطلق سحرها في عقل ناسكها؛ فيصبح مهووسا بها.. يصاب بعشقها ولا يشفى أبدا، وهل يمكن أن تصبح مرادفا للحياة والحب عند مشتغليها، هل تصلح أن تكون ونيسا وصديقا وعشقا، ما الفائدة التي تعود علينا من ممارسة هذا الفعل الإنساني؟ أسئلة كثيرة تحتاج للكتابة في حد ذاتها لمحاولة الإجابة عليها. فأنا أكتب كي لا أكون وحيدًا».
اعتبر أيمن أن كتابته هي كل ما يمتلكه في حياته، يسجل فيه لحظات شجونه وأحزانه وكآبته الممتدة، وبعض أفراحه المحدودة، اعتبر أيمن النصوص لحظات من الحكي والبوح الإنساني المتدفق.
لذا يمكنك ببساطة أن تعتبر أيمن عبدالمعطي القابع خلف ظلام الزنزانة من الأشخاص الذين لا يملكون في الحياة سوي مبادئهم، وحبهم لوطنهم ونشرهم للأمل بين كل من يعرفوهم.