افتكروهم واكتبوا عنهم| الصحفي سيد عبد اللاه يكمل عامين في محبسه.. وزوجته: حياتنا انقلبت منذ تلك اللحظة.. إلى متى يظل الغياب؟ (بروفايل)
الأمن ألقى القبض على عبداللاه مساء 22 سبتمبر.. وخلال العامين الماضيين جرى اتهامه على قضية جديدة فور إخلاء سبيله من قضيته الأولى
زوجة عبد اللاه بمناسبة إكماله عامين: حياتنا انقلبت في اللحظة دي من سنتين.. كل حاجة اتغيرت.. وحشني ووحش أطفاله.. كفاية
كتب- حسين حسنين
مساء 22 سبتمبر 2019، أي قبل عامين من الآن، كان الزميل الصحفي سيد عبد اللاه، على موعد مع رحلة غياب طويلة عن أسرته وأطفاله وزوجته، بدأت منذ ذلك الحين بعد القبض عليه وممتدة حتى الآن، لا لشيء سوى محاولته نقل ما جرى على أرض السويس في ذلك الوقت.
يكمل عبد اللاه عامين في الحبس الاحتياطي، قضى أكثر من نصفهم في قضية، قبل أن يتم صدور قرار بإخلاء سبيله، لم يتم تنفيذه، وجرى إعادة اتهامه وحبسه على قضية جديدة، وسط مناشدات مستمرة لا تجد من يستجيب لها.
“زي اللحظة دي من سنتين، اتغير مجرى حياتي”.. بهذه الجملة وصفت الزميلة أمنية فوزي، زوجة عبد اللاه، رحلتها مع حبس زوجها وغيابه عن أطفاله في أكثر لحظات احتياجهم له.
وقالت أمنية بهذه المناسبة: “بحاول استيعاب الموقف لكن عقلي مشلول؟ وليه؟ ولخد أمتى؟ حبيبي فين؟ ده كان هنا دلوقت وبيطبطب عليا وانا ببكي على فقداني لبابا وماما وقاللي طول ما انا جنبك ماتبكيش انا سندك وجنبك”.
وروت الزوجة تفاصيل الساعات الأخيرة لـ عبد اللاه قبل القبض عليه، قائلة، إنها “كانت تجهز للخروج في نزهة معه ومع الأطفال للغداء بالخارج، ولكن بعدها جرى القبض عليه”.
وتابعت الزوجة: “بعدها بلحظات كل حاجه اتغيرت، وحياتي اتقلبت وفعلا نزلنا بس بنجري فالشوارع تايهين هو فين واحنا فين. يارب وحشني ووحش أولاده اوي يارب والله نار فقلبي ماحد يقدر يحسها”.
وتمر المناسبة تلو الأخرى، ويستمر غياب عبد اللاه عن أسرته، بسبب ظروف حبسه، إلا أن زوجته لا تكف عن المطالبة بالإفراج عنه، تستغل كل مناسبة للحديث عنه ولمواساته في محنته، وللتخفيف على طفليهما اللذين ما يزالان لم يستوعبا غياب والدهما طوال هذه الفترة، ويواصلان السؤال عن موعد عودته، حتى تعود الابتسامة إلى وجهيهما الصغيرين، ويفرحان بوجود والدهما في حضنهما، مثل باقي الأطفال في عمريهما.
في مارس الماضي، كانت الزيارة الأولى التي تواجد فيها الطفلان لرؤية والدهما في محبسه، تحكي أمنية تفاصيلها قائلة: “الأولاد كانوا في حالة بكاء شديد، وسيد بطبعه يحاول يحتوينا مهما كانت معاناته، قواهم بكلامه، ووعدهم أنه راجع قريب، لكن مفيش أي فائدة، والأولاد مصرين أنه يروح معهم”.
وأوضحت: “سيد شعر بالوجع لما شاف الأولاد، وخصوصا إياد لأنه مشافهوش من سنة و3 شهور، وقال لي: الولاد كبروا، وكانت في عيونه نظرة ألم وحسرة”.
وعبرت الزوجة عن معاناة طفليها، قائلة “خرجوا من الزيارة أكبر من عمرهما الحقيقي بـ100 سنة، وطول الطريق بكاء وحزن، وسؤال لا ينقطع هنروح لبابا أمتى؟”، ونقلت عن ابنها إياد قوله: “أنا كنت نسيت وش بابا، شكرا أنك وديتيني أشوفه”.
وكان الزميل عبد اللاه تم القبض عليه في سبتمبر 2019 من محافظة السويس، أثناء قيامه بمهام عمله ونقل أخبار وتفاصيل أحداث 20 سبتمبر. وجرى التحقيق مع عبد اللاه وإدراجه على القضية رقم 1338 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، وظل رهن الحبس الاحتياطي على ذمتها حتى قرار المحكمة بإخلاء سبيله دون تنفيذ.
كما واجه عبد اللاه، في ثاني قضاياه، والتي تحمل رقم 1106 لسنة 2020 حصر أمن دولة، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية.
تعرض عبد اللاه لحالة إعياء شديدة في محبسه، دخل معها في موجة اكتئاب، فكتب رسالة إلى زوجته قائلا: “أنا مش محتاج غير إني أخرج أخدكم في حضني، وأنا في المستشفى ماكنتش بفكر غير فيكي وفي الأولاد وأنا محتاج لكم”.
تقول أمنية عن خطاب زوجها: “كلمات جوابه عصرت قلبي عليه، والله ما قادرة أروح أشوفه كده، لأني وصلت لمرحلة الانهيار، وأولادي بيصلوا ويدعوا أنه يخرج يقضي معاهم العيد، وبيقولوا لي عايزين يكون عندنا أب زي أصحابنا، لدرجة لو شافوا طفل مع أبوه بيبكوا”.