ارتفاع ضحايا التحرش بمدرسة المعادي لـ 4 تلميذات حضانة.. وبلاغات وشكاوى من أسر الأطفال لجهات رسمية بينها الرئاسة والداخلية
كتب- عبد الرحمن بدر
تقدمت أسر الأطفال اللاتي تعرضن للتحرش على يد عامل مدرسة خاصة في المعادي ببلاغات وشكاوى لعدة جهات رسمية بالدولة للتحقيق.
وذكرت مصادر أن شكاوى جماعية تم تقديمها لرئاسة الجمهورية والشئون القانونية للإدارة المحلية، ووزارتي الداخلية والتعليم، بالإضافة لخط نجدة الطفل، للمطالبة باللتحقيق في المخالفات والوقائع التي ذكرتها الأسر.
يذكر أن أمهات طفلات مدرسة المعادي روين شهادات مؤلمة ومحزنة بعد تعرض أطفالهن للتحرش على يد عامل بالمدرسة، وسط مطالبات بسرعة محاسبة المتهمين بالواقعة، وتحرك جماعي من عدد من الأهالي لتقديم شكوى يطالبون فيها بمحاسبة إدارة المدرسة.
وقال أحمد خليفة، المحامي، إن 4 أسر تقدمت حتى الآن ببلاغات ضد المتهم المحبوس على ذمة هتك عرض الطفلة الأولى.
وتابع المحامي لـ(درب) أنه يتوقع أن يزيد عدد المتقدمين ببلاغات حتى الآن، وقال إنه تم اتهام إدارة المدرسة بالإهمال الجسيم، وتقديم بلاغات بالنيابة الإدارية.
وفجرت والدة الطفلة الأولى القضية بعدما اتهمت عامل بالتحرش بابنتها، داخل حمام المدرسة، وهو ما أصاب الأهالي بصدمة كبيرة، خاصة بعد أن عمدت إدارة المدرسة في البداية على إنكار الحادث، مستغلة عدم وجود كاميرات للتحقق من صحة الواقعة، مما دفع أهل الطفلة للتوجه لقسم شرطة زهراء المعادي وتحرير محضر بالواقعة ليتم إلقاء القبض على العامل المتهم وإحالته للنيابة.
وقال أهالي طلاب خلال وقفة احتجاجية إن العامل المتهم (ع.ع) كان يستغل فراغ الحديقة والحمام (الخاص بطلاب مرحلة pre kg ) وانعدام الإشراف بعد الساعة الواحدة والنصف – عقب انتهاء الحصص الدراسية وليس انتهاء اليوم الدراسي – ويقوم بالتواجد داخل حمام الأطفال حيث قام بالتحرش بالطفلة بدعوى “تشطيفها” على حد قول الطفلة.
وطبقا لما نقله الأهالي فإن ولية أمر الطفلة فوجئت بابنتها تقول “يا ماما عمو محمد شطفني جامد ووجعني” لتقوم على الفور بالتوجه إلى المدرسة لأبلاغهم بالواقعة، لكنها فوجئت بمحاولة إدارة المدرسة، التشكيك في رواية الطفلة، مستغلين عدم وجود كاميرا داخل المدرسة.
وأوضح أولياء الأمور أن والدة الطفلة اتجهت بعدها إلى قسم شرطة زهراء المعادي لتحرير محضر تحرش ضد العامل، لتبدأ النيابة التحقيق على الفور، وخلال التحقيق تعرفت الطفلة على العامل ليصدر قرار بحبسه على ذمة التحقيق.
في نفس السياق، أعلنت أم جديدة لطفلة أخرى في نفس المدرسة عن تعرض ابنتها للتحرش واتهمت نفس العامل بالتحرش بابنتها بدعوى”تشطيفها”، كما اتجهت الأم لتحرير محضر بالواقعة.
الأم قالت إن ابنتها حينما شاهدت صور المتهم “ع.ع.” البالغ من العمر 50 سنة قالت لها: ”عمو دا أنا عارفاه، دا بيشطفني”.
المتهم البالغ من العمر 50 سنة ويعمل عامل أسانسير داخل المدرسة كان يستغل عدم وجود مربية للأطفال عند دخولهم دورة المياه -حسبما ذكر عدد من الأهالي- وكان يقوم بإدخالهم مستغل صغر سنهم وعدم إدراكهم، وكان يتعمد التحرش بالأطفال بدعوى تنظيف مواطن عفتهم دون أي رقابة من إدارة المدرسة.
وفي سياق متصل كشفت ولية أمر أن ابنتها هي الضحية الثالثة للعامل المتهم بالتحرش، مؤكدة أنها ستتقدم ببلاغ ضده.
وروت والدة الطفلة في تسجيل صوتي تفاصيل ما جرى مع ابنتها مشيرة إلى أن العامل المتهم كان يتابع تحركاتها، وهو ما آثار استغرابها، وأشارت إلى أن ابنتها عادت في أحد الأيام مصابة بالتهابات لكنها لم تتوقع وقتها ولم يدر بخلدها أي هواجس، وعندما تكشفت الواقعة كانت المفاجأة عندما عرضت صورة العامل المتهم على ابنتها أصابتها بالرعب والخوف.
وحول تفاصيل ما جرى معها قالت: “أول مرة اتقابلت بنتي مع العامل المتهم بسبب إن الدادة سابتها في الحمام، عشان توصل أطفال تانين لأمهم، هودخل عليها، المفروض إنه لبسها وشالها وغسل إيديها، وطبعا حصل حاجة لأنها جريت، ولما أنا سألتها هو شرير قالت آه، لأنه بيضايق أصحابي”.
وتابعت: “في مرة نسيت زجاجة المياه الخاصة بها في الحديقة، وقلت لها هكلم المدرسة، ولما رجعت بيها سألتها الميس هي ادتهالك قالت لا عمو، تاني مرة رجعت تعيط جامد، ولما سألتها قالت الميس ادتني استيكة ونسيتها في الحديقة، فقلت لها أنها لن تجدها لآنها صغيرة، لكنها في اليوم التالي رجعت بالاستيكة، وقالت شوفتي عمو لقي الاستيكة وادهاني، وأنا سألت عنه، وهي ما تعرفهوش وأنا افتكرت إنه فرد أمن أو عامل نظافة”.
وأضافت والدة الطفلة: “تالت مرة نسيت تيشيرت في الحديقة ومش مكتوب عليه اسمها، وقلتلها هروح أنا أجيبه، وفي اليوم التالي انشغلت ولكنها عادت ومعها التيشيرت ، وقالت عمو هو اللي لقاه وإداهوني، أنا طبعا ربطت كل الخيوط دي ببعض فيما بعد عندما بدأت الوقائع في الظهور”.
وقالت والدة الطفلة أن ابنتها خلال الفترة الأخيرة تغير موقفها منه وتابعت: “لما وريتها صوة الراجل مؤخرا، خافت جدا واترعبت ومش عايزه تحكي عنه تماما، رغم إنها كانت هارياني حكايات عنه”.
وتابعت: “الموضوع بقى عندي يقين، خاصة أنها عادت في أحد الأيام ملتهبة جدًا، وأنا ربطت إنه في اليوم ده عمل كده، وبنتي مش بتحكي بسهولة، وهو بيختار الضحية كويس، وكان متابعها كويس، ولما كانت بتنسى حاجة كان بيديها لها، وكأنه كان متابعها وبيجهز لفعلته”.
وشددت والدة الطفلة على أن ابنتها خافت جدا عندما رأت صورته ورفضت الحديث تماما وأصابها الرعب، مشيرة إلى أنه بيخوف زملائها، مؤكدة أنها ستتقدم ببلاغ ضده”.
وسط دموعها روت والدة الضحية الرابعة تفاصيل ما حدث مع طفلتها، وقالت والدة الطفلة: “نفسي أصرخ وأقول للدنيا كلها والناس تسمعني وبالأخص كل مسؤول في المدرسة، أنا بنتي من شهر 12 اللي فات وإحنا بنقدم في المدرسة، كانت بتعد الأيام عشان تدخلها، كل يوم قبل النوم تسألني هروح المدرسة إمتى؟”.
وتابعت: “كانت بتسألني هل الميس هتحبني وهيبقى عندي أصحاب كتير، يوميًا كانت بتحلم بالمدرسة وأصحابها والمدرسة، بس هي ما كانتش تعرف إنها لما تروح المدرسة هيبقى فيه عمو اللي بيجري وراها بالعصاية ويقولها هموتكم، ولما تخش الحمام هيهتك عرضها وتتخربش وتتهدد إنها لو قالت حاجة هتموت، ماكنتش تعرف إنها لماتروح تقول للميس عمو عورني وهو بيشطفني هيكون الرد معلش يا حبيتبي”. وأضاف والدة الطفلة وهي تبكي: “ماكنتش تعرف إن الحلم هيتحول كابوس، بنتي كانت ماسكة الموبايل بتتفرج على صور عيد ميلادها، بكت بحرقة، وقالت نفسي عيد ملادي يرجع تاني عشان كنت مبسوطة، بنتي ليا أسبوع بضغط عليها عشان أعرف سبب التعويرة”.
وقالت والدة الطفل:”كل يوم ليها شهر بتقولي أنا وحشة، وهيحاسة بالذنب وهي 4 سنين، ولما لقيتني بعيط جت تقولي ياماما إنتي زعلانة مني، أقسم بالله ما هسيب حق بنتي لو على موتي”.
كانت إدارة المدرسة الخاصة بالمعادي التي شهدت واقعة اتهام عامل اسانسير بها بالتحرش بطفلة في مرحلة الحضانة قد قالت في أول تعليق لها على الحادثة، إن الواقعة محل تحقيق، و”إنه غير مسموح لها بالتعليق على البلاغ الذي قد يكون صادق أو غير صادق”.
وأصدرت إدارة المدرسة، بعد ستة أيام من تفجر الواقعة، بيانا موجها لأولياء أكدت فيه أن الواقعة محل تحقيق وأنه غير مسموح لادارة المدرسة الإدلاء بأى تصريح أو بيان أو معلومة لحين الانتهاء من التحقيق.
وأتبعت المدرسة بيانها بقرار فسره أولياء الأمور بأنهما محاولة لامتصاص الغضب، تضمن مواعيد لعقد اجتماعات دورية لكل المراحل التعليمية تجمع بين مديرة المدرسة واولياء لسماع شكواهم.
تعليقه على بيان المدرسة قال أحد أولياء الأمور ( أ.ص) وهو والد طفلة في المرحلة الابتدائية بأن البيان جاء متاخراً ولم يحمل أي جديد أو تطمين لحالة القلق التي انتشرت بين أولياء أمور المدرسة، واعتبر (أ.ص) أن قرار الاجتماع الدوري يعد خطوة جيدة للتواصل مع إدارة المدرسة والتي دائما ما كانت لا تستمع لشكواهم.