ارتفاع أسعار البروتين بـ 41% منذ بداية العام.. وتقرير: توطين صناعة الأعلاف والتوسع في زراعة البقوليات.. كيف ننمي مصادر البروتين لدى المصريين؟
كتب – أحمد سلامة
كشف التقرير الجديد لمشروع حلول للسياسات البديلة (عدسة) التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة عن ارتفاع أسعار البروتين النباتي والحيواني في السوق المحلية بنسب كبيرة حيث قفزت أسعار اللحوم الحمراء بمتوسط بلغ 41% منذ بداية عام 2024 ليسجل متوسط سعر الكيلو 450 جنيهًا، وارتفعت أسعار الدواجن بمتوسط بلغ 44% خلال شهري يناير وفبراير، وبالتوازي شهدت أسعار البروتين النباتي (البقوليات) ارتفاعًا بمتوسط 30%.
وأكد التقرير أن هذه الارتفاعات لم تكن سوى استكمال لمسلسل زيادات سعرية مستمرة خلال العام الماضي، وهو ما ينذر بعواقب صحية في ظل زيادة معدل انعدام الأمن الغذائي – تعده منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ويقيس نسبة من لا يستطيعون تأمين تغذية صحية سليمة- لـ28.5% من المصريين خلال الفترة من 2020-2022 مقارنة بـ27.8% خلال الفترة بين عامي 2014-2016.
وأوضح التقرير أن الوضع في السوق المحلية للبروتين الحيواني والنباتي يطرح عدة تساؤلات حول مستقبل غذاء المصريين في ضوء زيادة الأسعار وكذلك مصير المشروعات القومية المُعلن عنها لسد هذه الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك والحلول المطروحة لخفض معدلات تضخم مصادر البروتين المختلفة وإتاحتها لكافة شرائح الدخل للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين.
وذكر التقرير أن الزيادات التي شهدتها أسعار البروتين الحيواني منذ بداية 2024 جاءت مدفوعة بما سجلته أسعار الأعلاف (تمثل 80% من تكلفة الإنتاج) من زيادات متلاحقة خلال الشهور الأخيرة نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية والذي سجل 70 جنيهًا في بعض التعاملات، بالإضافة إلى نقص المعروض منها بسبب تراجع الواردات خلال 2023.
وتعاني سوق اللحوم الحمراء من فجوة إنتاجية ظهرت في تراجع نسبة الاكتفاء الذاتي إلى نحو 56.6% عام 2021 مقارنة بـ64.6% عام 2016. وأسفر ذلك عن تقليص نصيب الفرد من اللحوم الحمراء بنسبة 23% في الفترة بين عامي 2016 و2020 – وفقًا لـ”حسابات عدسة- لتصل إلى 7.3 كجم في العام مقابل المتوسط العالمي البالغ 28.1 كجم .
ويطرح تراجع المعروض للاستهلاك من اللحوم الحمراء تساؤلًا حول مدى فعالية المشروعات القومية لتنمية الثروة الحيوانية المعلن عنها قبل سنوات، وعلى رأسها مشروع البتلو ومشروع المليون رأس ماشية، وكلاهما استهدف تضييق الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من خلال زيادة الإنتاج وهو ما لم يتحقق بحسب الأرقام الرسمية وفق ذات التقرير.
ووضع التقرير 4 حلول لتوفير مصادر البروتين بأسعار مناسبة بالأسواق.. أولا: توطين زراعات المحاصيل العلفية وصناعة الأعلاف وإضافات الأعلاف لتقليل نسب المكونات الدولارية في عملية إنتاج البروتين الحيواني وبالتالي الحفاظ على أسعار مستقرة بعيدًا عن تقلبات سعر الصرف، ثانيًا: التوسع في زراعة المحاصيل الحقلية البقولية على الصعيدين الأفقي والرأسي وخاصة في الأراضي الجديدة التي تجود زراعتها فيها مثل الفول البلدي الذي تفوقت إنتاجيته في الأراضي الجديدة عنه في الأراضي القديمة، ثالثا: تبني سياسة الزراعة التعاقدية التي تهدف لتقديم الدعم إلى المزارعين بما يضمن لهم تغطية التكاليف والحصول على صافي عائد مجزٍ لتشجيعهم على الاستمرار في زراعة هذه المحاصيل، رابعًا: تفعيل قوانين الرقابة على الأسواق وحماية المستهلك لتحجيم التلاعب بالأسعار والاحتكار.