اجتماع الغردقة| فرقاء ليبيا يتفقون على قوة موحدة وتثبيت وقف إطلاق النار.. وتمهيد لاجتماع جنيف لاختيار المجلس الرئاسي.. والمرتزقة يبدأون المغادرة
كتب- وكالات:
كشف قياديون ليبيون عن تفاصيل المحادثات التي استضافتها مدينة الغردقة، أمس، بين مسؤولين أمنيين وعسكرين ممثلين للقوى المتنازعة في ليبيا.
وأوضح مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، أن الاجتماع بحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد، وتأمين حقول النفط والمنشآت النفطية والمؤسسات الحكومة والبنية التحتية وتهدئة الأوضاع، مع بحث ترتيبات ضمان أمن المؤسسات والمنشآت النفطية والبنية التحتية، من خلال تأسيس لجنتين عسكريتين من الشرق والغرب الليبي، والعمل على تشكيل قوة عسكرية موّحدة في البلاد.
واستعرضت محادثات الاثنين، سبل تشكيل قوات مشتركة من الجانبين تتولى تنفيذ المهام، التي سيتم الاتفاق عليها بما يساهم في بناء الثقة بين الجانبين، وتمهيد الطريق أمام انطلاق المباحثات السياسية والاقتصادية الرامية للوصول إلى تسوية شاملة على أساس مخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، مع وأكدت المصادر أن الاجتماع سيبحث وضع خطط لإبعاد المرتزقة والميليشيات المسلحة.
وأوضح المريمي أن جميع القوى الليبية تمهد حاليا لاجتماع جنيف، الذي سيعقد في أكتوبر المقبل، وسيبحث اختيار مجلس رئاسي جديد يتكون من رئيس ونائبين ورئيس حكومة ونائبين يمثلون الأقاليم الثلاثة (برقة، فزان، وطرابلس)، وكذلك المسارات الاقتصادية والعسكرية والأمنية.
يأتي اجتماع الغردقة، وفقا للمريمي، إطار الاتفاق على المناصب السيادية والتشاور للوصول لتسوية سياسية شاملة تنهي الأزمة الليبية وتضمن أمن البلاد والمنطقة والمتوسط، وتحقق الاستقرار للشعب الليبي، مشيرا إلى أن كافة الحوارات ستكون وفق أساس إعلان القاهرة ومخرجات مؤتمر برلين.
وأضاف المستشار الليبي أن “هذه الاجتماعات ستكون بداية النهاية للوصول لحل شامل يضمن وقف إطلاق النار ، وفتح حقوق النفط وإعادة تصديره، وبدء التفاوض لعمل اللجان الأمنية والمسار العسكري وفق 5 + 5″، مشيرا إلى تشكيل لجنة بين الأطراف الثلاثة (البرلمان الليبي، الجيش الليبي ومصر)، للتنسيق والترتيب للوصول للنتائج المرجوة لحل الأزمة اللبية.
وأعلنت الأمم المتحدة أن وفودا أمنية وعسكرية من شرق ليبيا وغربها اجتمعت في مدينة الغردقة لبحث تسهيل عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وقالت إن هذه “الاجتماعات تأتي في إطار المحادثات المستمرة للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5، حيث أعربت عن امتنانها الصادق للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل انعقاد هذه المحادثات المهمة، وعلى استضافتها السخية للوفود”.
وتتطلع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن تؤدي هذه اللقاءات المباشرة إلى نتائج إيجابية، على أن تعرض هذه النتائج على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5.
وأعلن اللواء خالد المحجوب، مدير التوجيه المعنوي في “الجيش الوطني الليبي” أن من وصفهم بالمرتزقة بدأوا في مغادرة المنطقة الغربية من ليبيا، وأن الجيش رصد مغادرة أكثر من 3000 من هؤلاء.
وأكد المحجوب أن الحافلات تتجه إلى المطار، لافتا إلى وجود احتمالين خلف هذه الخطوة، وهي إما نتيجة تغير في الموقف التركي مؤخرا عقب جملة من المعطيات أو أنها ناجمة عن “حاجة تركيا لهؤلاء كمقاتلين في منطقة أشعلت فيها وقود الحرب”.
وأجمعت الجزائر وتونس على ضرورة مواصلة الجهود المشتركة للدفع بمسار الحل السياسي في ليبيا بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
وأشار وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم عقب لقائه الرئيس التونسي قيس سعيد، إلى أنه قدم عرضا حول المحادثات التي جمعته بنظيره التونسي عثمان الجرندي.
وشدد الوزير الجزائري على حرص بلاده على إخراج العلاقات الثنائية مع تونس عن النمط الكلاسيكي، وقال: “القيادة الجزائرية تطمح لمقاربة العلاقات الجزائرية التونسية وفق نظرة جديدة تعكس تميزها ومتانتها”.
وأضاف، أن “هذا يأتي من خلال العمل على مزيد تعزيز أطر التعاون وتنسيق المواقف بخصوص المسائل ذات الاهتمام المشترك”.
وأكد بوقادوم، على أنه استمع إلى رؤية الرئيس التونسي حول الوضع في المنطقة، والتحديات التي يفرضها لاسيما الوضع في ليبيا.
من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان لها، أن “الجزائر وتونس عازمان على مواصلة مساعيهما لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين”، مضيفة أن “التنسيق والتشاور مستمر بين البلدين لمواجهة الإرهاب”.