إكرام يوسف تنعي رجائي الميرغني: جميعنا بحاجة للعزاء في القامة والقمة والقدوة التي فقدناها وفقدها الوطن
كتبت- كريستين صفوان
نعت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف، صباح الأربعاء، الكاتب الكبير الراحل رجائي الميرغني، الذي غيبه الموت في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء.
وقالت إكرام عبر حسابها على موقع فيسبوك: «بهدوئه المعهود، غادرنا استاذنا رجائي الميرغني.. الصحفي الكبير، المناضل الحر، النقابي المخلص الشريف، الانسان النبيل، الصديق الرائع».
وأكدت إكرام أن الصحفيين ونقابتهم يُدينون للكاتب الراحل رجائي الميرغني بالكثير.
وتابعت: «كنت أتمنى – ككثير من الصحفيين – أن نراه نقيبا، لتعود للنقابة مكانتها وحريتها ويعود للصحفيين احترامهم..لكن الله لم يرد لنا تحقق هذه الأمنية».
وأضافت: «شخصيا، مدينة له بعضويتي في نقابة الصحفيين، حيث كان رئيس لجنة القيد التي قبلت اوراقي ومنحتني العضوية.. وكنت نشرت من قبل انه اخبرني بعد سنين طويلة من عضويتي بالنقابة ومن صداقتنا التي نشأت بعد ذلك، ان المباحث العامة أرسلت خطابا للنقابة تحذر فيه من ضمي للنقابة باعتباري (ذات افكار يسارية متطرفة)!! فما كان من أستاذنا ألا أنه نحى الخطاب جانبا، واجرى امتحان القبول كما ينبغي، وفحصت اللجنة أوراقي وإنتاجي الصحفي والكتب التي صدرت بترجمتي، ثم قررت قبول عضويتي»، لافتة إلى أنها نشرت على صفحتها من قبل صورة لخطاب المباحث العامة، الذي منحه لها الكاتب الراحل بعد سنوات طويلة من الواقعة.
وأشارت إكرام إلى أنها لا تجد كلمات لتعزية شريكة عمره «الرقيقة» مثله الصديقة خيرية شعلان ولا كريمته سوسنة «التي ورثت منه ومن والدتها جمال الروح»، وابنه «الطيب حاتم»، وشقيقه الفنان الكبير والصديق ضياء الميرغني، وابن شقيقه «الرفيق والصديق وزميل العمر» إلهامي الميرغني.
وأضافت: «لا اجد كلمات تكفي للعزاء، وجميعنا بحاجة للعزاء في القامة والقمة والقدوة التي فقدناها وفقدها الوطن»، مشددة على أنه «كان يستحق وداعا يليق به من نقابة الصحفيين وكل اصحاب الراي والمحبين للوطن، لولا ظروف الوباء»، وتابعت: «ربنا يصبر قلوبكم ويخفف عنكم، ويعوضنا في تلاميذه».
وسادت حالة من الحزن الوسط الصحفي عقب تداول نبأ وفاة الكاتب الكبير رجائي الميرغني، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، ووكيل نقابة الصحفيين الأسبق، عن عمر ناهز 72 عامًا.
ضياء الميرغني، شقيق الكاتب الراحل، كتب فجر اليوم على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:” إنا لله وإنا إليه راجعون، وداعًا أخي الكبير رجائي الميرغني”.
وتتقدم أسرة “درب” وحزب التحالف الشعبي بخالص العزاء في الراحل الكبير لأسرته، ولكل الأسرة الصحفية التي فقدت قامة كبيرة.
ورجائي الميرغني من مواليد 25 سبتمبر 1948 بمحافظة المنيا، تخرج في قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1970، وبدأ حياته المهنية محررًا بقسم الأخبار بوكالة أنباء الشرق الأوسط في العام ذاته، وتنقل بين مختلف إدارات التحرير ثم تخصص في الشئون الفلسطينية والعربية وعمل نائبا لرئيس التحرير اعتبارا من عام 2007.
شارك الميرغني في حرب أكتوبر عام 1973 أثناء فترة تجنيده منذ عام 1972 وحتى 1975، وقاتل ضمن صفوف اللواء 16 مشاة في معركة “المزرعة الصينية” بالدفرسوار، وأصيب بشظية مدفعية خلال هذه المعركة.
ارتبط الميرغني بتاريخ مؤسسي ونقابي كبير، فعلى مستوى وكالة أنباء الشرق الأوسط، شارك مع زملائه في حملة رفض إلحاق الوكالة بوزارة الإعلام عام 1984 والتي انتهت بإعلان الحكومة تخليها عن هذه الفكرة.
وعلى المستوى النقابي ساهم الراحل في معارك كبرى للدفاع عن حرية الصحافة واستقلال النقابة من بينها التصدي لقانون 93 وشارك ضمن لجنة ضمت أحمد نبيل الهلالي والمستشار سعيد الجمل والدكتور نور فرحات وحسين عبد الرازق ومجدي مهنا في إعداد “مشروع قانون الصحافة”، وفاز بعضوية مجلس النقابة للمرة الأولى خلال دورة 1995 – 1999.
ألف “الميرغني” العديد من الكتب أبرزها “الصحفيون في مواجهة القانون 1993” الذي صدر عن دار الهلال، وكتاب “نقابة الصحفيين” ضمن سلسلة النقابات المهنية التي يشرف عليها مركز الدراسات الإستراتيجية بمؤسسة الأهرام.
وللميرغني عدد كبير من المقالات والدراسات المنشورة بمختلف الدوريات حول قضايا الصحافة والتطور السياسي والنقابي.
كرمته الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ضمن 34 شخصية عامة أسهمت في تعزيز جهود التحول الديمقراطي خلال العقد الأول من الألفية الثالثة (2010)، وأسهم في تأسيس الائتلاف الوطني لحرية الإعلام وتم اختياره منسقا عاما له في أبريل 2011.