أسرة علاء عبدالفتاح تطالب رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة بالتدخل العاجل للإفراج عنه: تعرف تفاصيل أوضاعه.. وتمتلك القوة لإنقاذه
كتب- محمود هاشم:
طالبت أسرة المدون والمبرمج علاء عبدالفتاح، رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس، بالتدخل العاجل للإفراج عن الناشط الذي واصل إضرابه عن الطعام على طريقة “غاندي” لليوم الـ157، أي ما يعادل 5 أشهر، منذ أن أعلن الإضراب في أبريل الماضي، اعتراضا على استمرار حبسه ورفض طلب الزيارة القنصلية باعتباره مواطنا بريطانيا يحمل الجنسية البريطانية.
وكتبت الباحثة منى سيف، شقيقة علاء، باللغة الإنجليزية عبر حسابها على “فيسبوك”: “سمعت أن ليز تراس فازت في الانتخابات وأصبحت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، وهي لديها بالفعل جميع التفاصيل بشأن وضع علاء، ومدة إضرابه عن الطعام، ولماذا نحتاج إلى تدخلها بشكل عاجل، ولديها الآن المزيد من القوة لتأمين إطلاق سراحه وإنقاذ عائلتي”.
والإضراب على طريقة غاندي هو أن يدخل لجسم الإنسان ما يعادل 100 سعر حراري فقط في اليوم، أي 5% من احتياجات الإنسان الطبيعية التي تصل يوميا إلى 2000 سعر حراري، وهي الطريقة المعروفة بإضراب غاندي نسبا للزعيم الهندي.
وخلال فترة اضراب عـلاء تطورت مطالبه وبعد نقله من شديد الحراسة ٢، ومعاناة زملاء محبسه خلال العيد في طل آمال معلقة، على الحوار الوطني واحلام بالافراج لا يلبث الواقع ان يدفعها للوراء لتعود باصحابها إلى مربع السجن وخيبة الامل، ليعلن في أخر رسائله عقب زيارة شقيقته سناء سيف له في محبسه، علاء 4 مطالب أساسية جديدة لفض إضرابه مؤكدا أنه لا مجال لخلاص فردي، وكاشفا بعد إخطار أسرته عن نيته التحضير للإضراب الكلي عن الطعام، معتبرا أنه “لا مجال للنجاة الفردية”.
وجاءت مطالب علاء التي كشفت عنها شقيقته في 16 أغسطس الجاري وهي، الإفراج عن كل المحتجزين داخل مقرات الأمن الوطني، الإفراج عن كل اللي تخطوا مدة الحبس الاحتياطي وهي ١٨ شهر لقضايا الجنح و٢٤ شهر لقضايا الجنايات، الإفراج عن كل اللي صدر ضدهم أحكام بإجراءات تقاضي غير دستورية (وفقا للدستور الجديد) مثل الحبس في قضايا النشر ومحاكم أمن دولة طوارئ، وعفو ثلث المدة عن كل المحكوم عليهم في قضايا لا يوجد بها مجني عليه.
وفي وقت سابق طالبت مؤسسة مراسلون بلا حدود، السلطات المصرية بالإفراج عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، بعد قرابة 3 سنوات من الحبس الاحتياطي وأكثر من 125 يوما من الإضراب عن الطعام.
وقالت مراسلون بلا حدود، في بيان لها، إن علاء “تعرض لاضطهاد لفترة طويلة، وحان الوقت للإفراج عنه ولم شمل عائلته قبل فوات الأوان”.
وفي وقت سابق، قال خالد علي، محامي علاء عبد الفتاح، إنه “يعيش على الماء ومحلول الملح ولبن منزوع الدسم وبيبسي دايت وكوب شاي عليه معلقة عسل يومياً ليصل بالسعرات إلى ١٠٠ كيلو فقط، وإضراب تخفيض السعرات الحرارية أول من استخدمه كان الزعيم الهندي غاندي”.
وقبل 5 أشهر، أعلن علاء عبد الفتاح دخوله في إضراب عن الطعام اعتراضا على استمرار حبسه وأيضا عدم الموافقة على الزيارة القنصلية له باعتباره يحمل الجنسية البريطانية التي تم الإعلان عن حصوله عليها قبل أسابيع من الآن.
فيما أكدت الدكتورة ليلى سويف، على مخاوفها ومخاوف أسرة علاء من استمرار حبسه وإضرابه عن الطعام، والذي بحسب وصفها وصل إلى مرحلة خطرة وقلقة للغاية.
وقالت سويف، إن علاء مؤخرا وبسبب استمرار الإضراب طوال هذه المدة “أصبح غير قادر على القيام بالأمور المعتاد القيام بها، مثل غسل ملابسه، أو الوقوف على نافذة الزنزانة لرؤية العالم الخارجي”.
كانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، فازت بزعامة حزب المحافظين الحاكم، وتولت رسميا مهام رئيسة الحكومة، اليوم الثلاثاء، خلفا لبوريس جونسون الذي أُجبر على الاستقالة بسبب سلسلة من الفضائح.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت استطلاعات الرأي لأعضاء حزب المحافظين ترجح فوز تراس على منافسها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، وفازت تراس بـ57% من أصوات أعضاء الحزب، متفوقة على سوناك بنسبة 14%.
وعقب إعلان فوزها مباشرة، ألقت تراس خطابا، شكرت فيه جونسون لتصديه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنجازه عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بركسيت) وطرح لقاح كوفيد و”سحق” الزعيم السابق لحزب العمال المعارض جيريمي كوربين.
كما تعهدت بالوفاء بوعود حزب المحافظين في انتخابات عام 2019، قائلة إن لديها “خطة جريئة” لخفض الضرائب ودعم النمو الاقتصادي، وتتولى تراس رئاسة الحكومة، غدا الثلاثاء، بعد تكليف الملكة إليزابيث لها.
وتستلم رئيسة الوزراء الجديدة مهامها في وقت تواجه بريطانيا أزمة في تكاليف المعيشة، واضطرابات عمالية، وركودا يلوح في الأفق، وترث اقتصادا متداعيا، إذ بلغ التضخم أعلى مستوياته في 40 عاما. كما تواجه ضغوطا لحماية الأسر والشركات من ارتفاع تكاليف الطاقة.
ووعدت تراس بإعلان تفاصيل خطة للتعامل مع الأسعار المرتفعة في غضون أيام. وتشير توقعات إلى صدور الإعلان يوم الخميس، وسيتعين عليها أيضا محاولة توحيد صفوف حزبها، المتخلف في استطلاعات الرأي والذي عانى من انقسامات أثناء العملية التي أدت إلى استقالة جونسون.
كان جونسون أعلن استقالته بعد أيام من الضغط السياسي المتصاعد الذي شهد استقالات جماعية للعديد من وزرائه، ولم يضيع بعض نواب حزب المحافظين أي وقت في الإعلان عن ترشحهم لقيادة الحزب، حتى أن عددا منهم عبروا عن اهتمامهم، أو حتى طرحوا أسمائهم، في نفس يوم استقالة جونسون.
ثم بدأت الانتخابات الداخلية للحزب بترشح ثمانية أعضاء، وخلال عدة جولات من التصويت، استُبعد ستة من المرشحين حتى بقي اثنان فقط، هما ريشي سوناك وليز تراس.
ودعا بوريس جونسون حزب المحافظين إلى الاتحاد وراء خليفته المختارة، أما زعيم حزب العمال المعارض، كير ستارمر، فقد هنأ تراس، لكنه اتهمها بأنها منفصلة عن الناس ولا تقف إلى جانب الطبقة العاملة.
وخارج بريطانيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنها تتطلع إلى علاقة بناءة، مع الاحترام الكامل للاتفاقيات بين الجانبين، كما قال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إنه يتطلع إلى العمل مع تراس عن كثب، خلال الأوقات العصيبة الحالية.